رباب طلعت تكتب: ريفو.. عملت إيه فينا السنين؟

“السنين.. عملت إيه فينا السنين.. فرقتنا.. لا غيرتنا.. لا.. ولا دوبت فينا الحنين”.. هل كان محمد ناير يستمع لتلك الأغنية أثناء كتابته أحداث مسلسل “ريفو”؟ فإحساس الشجن نفسه، الذي نعيشه مع الأبطال هو نفسه الذي يثيره تساؤل وردة “عملت إيه فينا السنين” لنبحث عن الإجابة في ماضينا، نبحث عن جزء منا نحن الأجيال “البركة” من مواليد السبعينات والثمانينات كما يصفنا أبناء الألفية الحديثة، في تلك السنوات القريبة جدا منا، والبعيدة جدا عن أيامنا.

محمد ناير مؤلف ريفو

ذكرياتنا التي أعادها ريفو

لا أدعي أن التسعينات جزء من شبابي، ولكنها كل طفولتي، ذاكرتي عنها كانت مشوشة، حتى جاء “ريفو”، ليعيد لي بضع منها، أتذكر المرة الأولى التي استخدمت فيها كارت “ميناتل”، وهوس اقاربي الأكبر سنا مني باقتناء شرائط الكاسيت الجديدة، وباندات النوادي، وزجاجات المشروبات الغازية المميزة، والملابس الملونة والغريبة التي كانت بداية تمردنا وثورتنا، والعجمي والإسكندرية، وتجمع الأسرة السنوي وسهراتنا والكثير من الحكايات التي نبشها العمل بذكرياته، ليعيد لنا ٢٠ عام وأكثر من حياتنا الحقيقية التي كنا نتقاسم حلوها ومرها سويا، وتزداد روابطنا صدقا، قبل أن تزيفها سنوات السوشيال ميديا.

نرشح لك: عن الصعوبات وكواليس الجزء الجديد.. أبرز تصريحات أبطال مسلسل “ريفو” في “صاحبة السعادة”

ما بين الحاضر والماضي

تلك الروابط الحقيقية التي ظهرت بين الباند الذي أعاد لمريم ورامي ابن شادي حقيقتهما التائهة عنهما، ليكتمل تكوينهما النفسي والإنساني عن طريق “ريفو”، وكأننا مثلهما، نحن ذلك الجيل التائه في حاجة لمن يعبر عنا، وعن مشاعرنا مثلما فعل شادي أشرف، أو أمير عيد وباند كايروكي، الاختيار الأمثل لبطولة ذلك العمل.

أمير وشادي.. صوت أحلامنا

فأمير الذي خرج كصوت للشباب الحالم والحائر في أوج ثورته، يخوض تجربته الأولى في التمثيل، ومن يتابع حواراته الفنية يدرك جيدا أنه لا يقدم شخصا غريبا عنه، فهو يقدم أمير ولكن باسم مختلف “شادي”، الفنان المؤمن بموهبته الذي يؤرقه فكرة أن يعيش كنسخة من الآخرين، فهو يريد أن يكون حالة مختلفة وفريدة، وقد كان، فمع انشقاق الآراء حول خامة صوته، لا يمكن لأحد أن ينكر على أمير “شادي” إحساسه، وموهبته النادرة في اختيار الكلمات التي تعبر عنا عن جيله، وجيل “مريم” التي تجسدها ركين سعد، و”رامي” الذي قدم دوره يوسف جبريال، عبر عن ثلاثة أجيال مختلفة -مواليد الثمانينات والتسعينات والألفينات- بموسيقاه التي لا يشبهه فيها أحد.

الموسيقى والسيناريو.. النسيج المتكامل

تلك الموسيقى التي صنعت حالة خاصة جدا خلال أحداث المسلسل، فهي بطل أساسي فيه، وعامل نجاح لا يمكن إغفاله بجانب الرسم الدقيق والواضح للشخصيات، وكتابة محمد ناير البديعة للحوارات، والإخراج المميز ليحيى إسماعيل، فكلمات “شادي” وأغانيه عكست مشاعر الأبطال وأفكارهم، والجمهور كذلك، ذلك الذي وجد نفسه في شخصية منهم، أو على الأقل عثر على جيله، في أحد شِقي الأحداث الماضي والحاضر.

وبالرغم من انتهاء الأحداث، سيظل ريفو، حاضرا بتلك الموسيقى والأغاني، التي يستكمل بها أمير عيد عطاؤه الفني الذي ننتظر منه الكثير.

نرشح لك:

يوسف جبريال: أتمنى تحويل “ريفو” إلى واقع وأمير عيد منبع موسيقى

عن شادي وطاهر ووالدها الراحل.. 17 تصريحا لـ ميران عبد الوارث نجمة “ريفو 2”