بدأ بتخيل قارئ افتراضي.. رحلة تطبيق "أخضر" من أول ملخص وصولا لمعرض الكتاب

سالي فراج  تطبيق أخضر تطبيق أخضر تطبيق أخضر تطبيق أخضر

مع زيادة انتشار تطبيقات القراءة التي تساعد على الاطلاع الإلكتروني، تظل هناك شريحة كبيرة من الناس لا تُفضل القراءة بحجة أنهم لا يمتلكون الوقت الكافي لذلك، ومنهم من لا يحبذ فكرة القراءة من الأساس ويشعر بالملل منها.

ولكن ماذا لو ظهر تطبيق يستطيع المستخدم من خلاله الاستماع إلى أكبر عدد ممكن من الكتب كل كتاب في 15 دقيقة فقط ويستغل الوقت المهدور من اليوم في المواصلات وساعات الانتظار والوقوف في الطوابير المختلفة.

نرشح لك: كيف كانت التجربة الأولى للناشرين الجدد بمعرض الكتاب 2023؟

الفكرة والبداية

هذا ما أجاب به بالفعل محمد أسامة، مؤسس شركة “أخضر” والرئيس التنفيذي لها، على أول سؤال لـ إعلام دوت كوم حيث قال: “تخرجت من كلية الصيدلة ولكنني أحب القراءة منذ الصغر، وكنت أرى أنه عندما أقوم بشرح أهم أفكار كتاب قمت بقراءته لشخص ما يكون أكثر استفادة للطرفين، في البداية كنت أفعل ذلك مع أصدقائي ولكن منذ عام 2016 فكرت أن أقوم بعمل ذلك مع صديق افتراضي فتخيلت وجوده وبدأت بشرح ملخص للكتاب له في 15 دقيقة فقط كل أسبوع، مع رسومات بدائية وحملته على منصة (يوتيوب)”.

تطبيق أخضر

مخرج سبب الطفرة

لم أكن أتوقع أن ينال إعجاب أحد، حيث كنت أظن أن المحتوى سيراه 100 شخص فقط على مدار الأعوام، ولم أشارك المحتوى مع أحد ولم أكن مهتما بأن يقرأه أحدا، ولكن بعد 6 حلقات وجدت مخرجا مشهورا قام بمشاركة حلقة على “فيسبوك” مع تعليق مشجع جدا بعدها قمت بتصفح ما قام بنشره حتى أتأكد من أنه عملي بالفعل فوجدت الكثير من التعليقات الإيجابية المشجعة المهتمة بالمحتوى.

منحة سبب التحول إلى مؤسسة

جاءت لي منحة لألمانيا لحضور برنامج تدريبي بسبب “أخضر” في عام 2018، وبعدها فكرت في أن أجعل “أخضر” مؤسسة حتى لا تكون قائمة على شخص واحد فقط وبدأت أولى مراحل الشركة في عام 2020.

تطبيق أخضر

الفرق بين المحتوى على اليوتيوب والتطبيق

المحتوى على اليوتيوب متناثر بين محتويات أخرى ففكرنا في عمل التطبيق، والفكرة قائمة على إعداد بروفايل للشخص نفسه من خلال محاولة فهم أهدافه المختلفة والوقت المناسب الذي يفضله للقراءة والمدة الزمنية التي يحتاج القراءة فيها، ونقوم بتوفير التلخيصات المناسبة له، ومن خلال التطبيق يستطيع المستخدم أن يقرأ أو يستمع لملخصات الكتب، وتنسيق التطبيق مثل تطبيق “أنغامي” ولكن بدلا من الاستماع إلى الأغاني تستمع لملخص كتاب.

تطبيق أخضر

يوجد حوالي 2000 ملخص كتاب على التطبيق ووصلنا إلى 2 مليون تحميل في عامين فقط، أما على اليوتيوب وصلنا لـ 400 حلقة حيث نقوم برفع 4 حلقات شهريا ووصل المشتركين إلى 2 مليون مشترك في 6 سنوات، والمحتوى على اليوتيوب عملي أكثر، لأنه يركز على ملخصات تطوير الذات.

أقسام التطبيق

يحتوي التطبيق على 16 قسم حيث توجد ملخصات كتب في “السير الذاتية، والتاريخ، والفلسفة، والعلوم الدينية، والتسويق، وإدارة الأعمال، وريادة الأعمال، وعلم النفس، وتربية الأطفال، والعلاقات العاطفية” وغيرها، غير أنه يحتوى على 50 ملخص مجاني، غير ملخصات اليوتيوب ومحتوى آخر مدفوع ولكننا نترك للمستخدم فرصة أن يجرب التطبيق في أول 7 أيام مجانا قبل بداية الاشتراك حتى يتأكد من أنه يريد الاشتراك بالخدمة.

تطبيق أخضر

معايير اختيار الكتب

في البداية على “يوتيوب” كانت معايير اختيارنا للكتب وفق أنها الأكثر مبيعا ولكن الآن فأصبح لدينا فريق كامل مكون من 80 فردا يقوم بمراجعة الأقسام ووضع خطة الإنتاج الشهرية، ثم يتم عرضها على فريق الإعداد، ثم مرحلة المراجعة ومرحلة التسجيل الصوتي والمراجعة النهائية، ورفعه النهائي على التطبيق، لذلك تطورنا في الكتب وأصبحت مختلفة ومتنوعة.

تطبيق أخضر

تطبيق أخضر

كيف واجه “أخضر” أزمة ارتفاع الأسعار؟

 نراعي ارتفاع الأسعار لأن التسعير غرضه الأساسي الاستدامة من خلال وجود ربح حتى ولو صغير، حيث الاشتراك الشهري 40 جنيها فقط والسنوي 480 جنيها، ولكننا نسعى دائما بوضع عروض مستمرة حتى يستطيع القراء بشرائحها المختلفة أن تستفيد من الخدمة.

غير أننا نسعى للتسعير بطريقة توافق القوة الشرائية في مصر، لذلك نحرص على عدم وجود زيادة في مصر، غير أن “أخضر” يوجد في 172 دولة أخرى غير مصر ومن الطبيعي أن سعره في الخارج بالدولار بشكل ثابت.

جناح “أخضر” الأول بالمعرض

نظرتي لمعرض الكتاب هذا العام مختلفة لأنني لأول مرة أكون ناشر بجناح لـ “أخضر” وأرى أن الإقبال عليه كبير جدا، كما وفر الجناح عروض مختلفة، وخصم 75 % على الاشتراك السنوي بمعدل 10 جنيهات شهريا، وما فادنا هذا العام هو أننا رأينا المستخدمين فعليا على أرض الواقع وتحدثنا معهم عن التجربة حتى نتكمن من معرفة ردود فعلهم المختلفة سعيا لتطوير المنصة باستمرار.

تطبيق أخضر

هل يعتبر ملخص الكتاب بديلا له؟

ملخص الكتاب ليس بديلا عن قراءة الكتاب ونستطيع إضافة الفيديوهات التي توجد على اليوتيوب للتطبيق ولكن فكرة التطبيق هو استثمار الوقت المهدور في المواصلات والانتظار وغيرها، ويفيد نوعين من المستخدمين الأول هو الشخص الذي لا يوجد لديه وقتا كافيا لتصفح الكتب، فنقوم بتقديم المعلومات والمعرفة له، والثاني الشخص الذي يستغل التلخيص فيما بعد بأن يكون مدخلا له للقراءة.

اخترت اسم “أخضر” لأنه لون البدايات الجديدة والنمو المستمر، وهذا ما نحاول تقديمه للمستخدمين من خلال المعرفة.

تطبيق أخضر

هل من الممكن أن يقدم “أخضر” تلخيصات روائية؟

بالطبع نفكر في تلخيص الروايات، ولكننا نسعى لأن يكون الملخص مدخل لقراءة الكتاب، فإذا قمنا بتلخيص الرواية فمن الممكن أن تستغني عن قراءتها، غير أن تلخيص الرواية تختلف من شخص لآخر.

خطط “أخضر” المستقبلة هي إضافة محتوى صوتي قصير خارج إطار الكتب، ومعاييرها تقديم محتوى تعليمي في 10 دقائق فقط سواء كانت من إنتاج أخضر أو من إنتاج صناع محتوى آخرين.

الإقبال على “أخضر” يختلف باختلاف الموسم فمثلا في رمضان يكون الإقبال على الكتب الدينية أكثر، ولكن إجمالا الإقبال كثيف على كتب التنمية البشرية، حيث تختلف ذائقة القراء، فمثلا من الممكن أن ينظر شخص لكتب على أنها سيئة وبها أفكار بدائية، لكنها تفيد شخص في بداية قراءته.

تطبيق أخضر

فريق العمل قرر أن يقدم محتوى تلخيص الكتب بطريقة مطبوعة خارج الديجيتال فتعاونا مع دار “الكرمة” منذ عامين وأصدرنا كتاب “التغيير للأفضل”، حيث يحتوي على 21 ملخص كتاب، وفي العام الماضي كررنا التجربة بإصدار ثاني كتاب باسم “شفرة العلاقات العاطفية”، وأعتقد أننا لن نستغنى عن الكتاب الورقي مستقبليا ولكن المستقبل للديجيتال فمن الممكن أن يكون بعد سنوات قليلة معرض الكتاب للكتب الديجيتال في “الميتافيرس”.

تطبيق أخضر