من 5 جنيه وأنت طالع.. كيف تغيرت أسعار الكتب في سور الأزبكية؟ (تقرير مصور)

كيف تغيرت أسعار الكتب في سور الأزبكية؟
سالي فراج

رغم زيادة تضخم الأزمة الاقتصادية عالميا والتي جعلت الكثير من الأشخاص بل الكل يتجه إلى تقليل نفقاته ومحاولة البحث عن الاحتياجات الضرورية فقط، يأتي معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 المقامة حاليا بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وينتهي يوم 6 فبراير.

والذي جعل الجميع يتساءل كيف سيستقبل الجمهور المعرض خلال الأزمة؟ وكيف سيتعامل الناشرون معها؟ ولكن إقبال الجمهور في أولى أيام المعرض خالف الكثير من التوقعات مع محاولة دور النشر أن تكون رفيقة بالقارئ، وذلك من خلال الكثير من العروض والخصومات المختلفة.

نرشح لك: الخريطة الكاملة للبرنامج الثقافي والفني لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

ولكن يظل السؤال الأكبر هو هل سيظل هناك كتب بـ 10 جنيهات فقط؟ وهو ما جعل إعلام دوت كوم يتجه إلى صالة 4 والتي بها 40 جناحا مخصصا لـ “سور الأزبكية” والتي تحتوي على كتب مستعملة وتراثية وبأسعار مخفضة فهل سيستمر “السور” على أسعاره أم سترتفع؟

لذلك قررنا اصطحابكم في جولة داخل “سور الأزبكية” وإليكم النتائج:

بداية من دخول الجزء المخصص بـ “الأزبكية” ستجد إقبالا كبيرا على جميع الأجنحة وبالحديث السريع مع القراء قالوا إنهم يحبون شراء الكتب من “سور الأزبكية” لأن سعرها يكون معقولا بالمقارنة بدور النشر الأخرى فإذا كان معك مبلغ مالي محدد من الممكن أن تشتري به 10 كتب في مقابل كتاب واحد فقط من دور النشر الأخرى.

“أي كتاب على الترابيزة بـ 20 جنيه”

على بعد أمتار قليلة كان يقف أحد البائعين محاولا جذب انتباه القراء للكتب المعروضة بقوله: “أي كتاب على الترابيزة بـ 20 جنيه”، وبسؤاله ما هي نوعية الكتب المعروضة فقال إنها كتب متنوعة وتختلف ما بين الروايات ذات الطبعات القديمة مثل روايات يوسف إدريس والكتب الدينية وسلسلة كتب عالم المعرفة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت والكتب السياسية وغيرها.

لم يكتف بذلك فقط فيُكمل البائع إنه يبيع أيضا روايات الجيب الصغيرة “ملف المستقبل ورجل المستحيل” الـ 3 بـ 20 جنيها، وبسؤاله هل توجد كتب بـ 10 جنيهات حتى الآن؟ فأجاب أنه بالطبع يوجد فالروايات العالمية ذات الطبعات القديمة وروايات دار الهلال ما زالت بـ 10 جنيهات وغيرها من الكتب المشابهة ذات الطباعة القديمة.

ارتفاع التكلفة

هذا ما نفاه حمدي حسب، مالك المكتبة المجاورة له في نفس الجناح حيث قال إنه من الصعب أن يأتي إلى المعرض بكتاب سعره يكون بـ10 جنيهات فقط حتى يستطيع تغطية تكلفة المعرض كاملة، ولكنه بخلاف المعرض توجد كتب سعرها يصل إلى 5 جنيهات، مؤكدا على أنهم لم يستطيعوا مواجهة ارتفاع الأسعار ولكن “سور الأزبكية” ستظل أسعاره في متناول الجميع مقارنة بدور النشر الأخرى، مضيفا أنهم بإمكانهم الحصول على الكتب من مصادرها بسعر رخيص.

في مقابل الجناح توجد مكتبة متخصصة بالمراجع كل مرجع بـ 50 جنيها فقط، بجانب الروايات الأجنبية بـ 20 جنيها.

تأثر “سور الأزبكية” بزيادة الأسعار

كل ذلك لا ينفي التأثر الكبير جدا على “سور الأزبكية” نتيجة زيادة الأسعار والتي من الصعب مواجهتها كليا، وهذا ما علق عليه محمد والي، مالك مكتبة في جناح آخر، مشيرا إلى أن أسعار الكتب في السور بالطبع ارتفعت ولكن مقارنة بالعام الماضي فالزيادة تكون في حدود 5 جنيهات أو 10 جنيهات على حسب نوعية الكتاب ملتمسا لدور النشر الأخرى العذر في زيادة الأسعار الكبير في محاولتهم لتغطية التكلفة.

أشار إلى أن “السور” أسعاره حتى وإن زادت فالزيادة تظل معقولة لأنه يعتمد اعتمادا كليا على المستهلك والقارئ وهو ما يجعلهم يحافظوا على أسعارهم حتى الزيادة لا تصل إلى الضعف بطريقة كبيرة ولكن باقي الدور تعتمد على إنتاجهم الجديد المحلي.

أضاف “والي” أن مكتبته تحتوي على كتب بسعر 5 جنيهات و10 جنيهات بكل تأكيد ولكنها كتب الأطفال والمجلات فقط، أما كتب العلوم الشرعية والكتب الأكاديمية والفلسفة وغيرها فسعرها يكون أعلى.

أكمل “والي” أن تصنيفات المكتبات تختلف فهناك من يصنف مكتبته على أساس أنها مخفضة فتصنيفها كله يكون قائما على الأسعار من 10 جنيهات حتى 50 جنيها وآخر يقوم بتصنيفها على أساس تخصصات مثل “العلوم الشرعية، والفلسفة، والروايات وغيرها” مشيرا إلى أن مكتبته مقسمة تخصصات.

القراءة في مصر كمالية

يضيف “والي” أن القراءة في مصر كمالية جدا بعد الطعام والشراب والموبايل والسيارة وفي النهاية يفكر المواطن في شراء الكتب موضحا أنه لذلك لا يمكنهم رفع الأسعار أكثر من ذلك لأن هناك الكثير من الوسائل الأخرى التي يلجأ إليها القارئ للقراءة من أبرزها الكتب الإلكترونية غير الشرعية، ولذلك يسعى “سور الأزبكية” لمواجهة الغلاء عن طريق الحصول على الكتب من المستهلك بسعر أرخص حتى يتمكنوا من الاستمرارية والمواجهة.

ملاحظات

أثناء الوقوف مع مالك مكتبة كان هناك شخص يحاول الفصال في أسعار الكتب التي قام بشرائها لأطفاله موضحا: “كفاية بـ 100 بس ده أنا لسة هشتري لأخواته”.

أكملنا الجولة بالاتجاه إلى المكتبات المخفضة كما ذكر لنا المصدر الأخير فوجدنا كتبا مختلفة بـ 10 جنيهات منها كتب الدكتور مصطفى محمود، والكتب الصادرة عن مكتبة الأسرة، وكتب التنمية البشرية والكتب الدينية، والدواوين الشعرية وغيرها.

وهناك كتب أخرى مختلفة الأسعار ولكن لا يرتفع سعرها عن 100 جنيه.


على صعيد آخر، رفض بعض الموجودين في 3 مكتبات الحديث معنا والإدلاء بأي تصريحات، بحجة أنه لا يوجد غيره في المكتبة رغم عدم وجود زبائن عنده والحديث كان لن يستغرق سوى الـ 5 دقائق ولكن أعتقد أن البعض يُفضل التهرب من الصحافة!