بخط اليد.. رسائل من الأدباء والمثقفين لـ نجيب محفوظ في ذكرى ميلاده

إسلام وهبان

110 عام مضت على ميلاد أحد أعلام الأدب العربي، وفيلسوف الرواية العربية، الأديب العالمي نجيب محفوظ، ابن حي الجمالية، وأبرع من عبر عن الحارة المصرية، وخلد فتواتها وأزقتها بتاريخها المديد، وعبقها الساحر الفريد، ورسم بكلماته الآسرة الشخصية المصرية بكل تناقضاتها وحيويتها وتقلباتها وإنسانيتها ونفاذها عبر السنين.

لم يكن نجيب محفوظ مجرد كاتب وروائي كبير، استطاع من خلال أعماله أن يحقق شهرة واسعة، بل كان أديبا عبقريا وصاحب تجربة فريدة في عالم الكتابة والفكر، فيلسوفا ساعدته أدواته ومهاراته أن يطرح أفكاره الفذة ونظرته الخاصة للعالم في لوحات أدبية شديدة الجمال، واستطاع من حاراته وأزقته أن يطلع على العالم، أو بمعنى آخر أن يبتلع العالم داخل حارته ليصبح العربي الأوحد الحاصل على نوبل للآداب حتى اللحظة.

ولد “محفوظ” في حي الجمالية، في 11 ديسمبر 1911، وكان متعددا للمواهب، عاشقا لكرة القدم، ومحبا للنظام، ورغم حفاظه الشديد على وظيفته طيلة 37 عاما، إلا أن ذلك لم يمنعه عن الكتابة وأن يصبح أحد رواد الرواية العربية، وأن يثري المكتبة العربية بعدد هائلة من الأعمال الأدبية المتنوعة والفريدة، كما أنه الأديب الأكثر حظا في تحول أعماله إلى أفلام سينمائية.

وفي الذكرى 110 على ميلاده، يحتفي إعلام دوت كوم، بأديب نوبل، من خلال دعوتنا لمجموعة من الأدباء والمثقفين لكتابة رسائل إلى نجيب محفوظ بخط اليد، للتعبير عن حبهم وتقديرهم له ولإسهاماته للمكتبة العربية، والتي نستعرضها فيما يلي:

إلى نجيب محفوظ
ضوء الأسلاف لا شموس الآلهة
لُطف السريان لا ثقل الخلود.

أحمد الفخراني

عبر كوّة في السماء، أراك تنظر إلينا بابتسامتك الأزلية وعينيك المرحتين؛ تبدو راضيًا كعادتك، برغم ما صرنا إليه من إهمال وتقصير.. لا نليق بك – من ذا يليق؟! – حسبنا أن قرأنا عليك وعرفنا الطريق.

أحمد القرملاوي

إلى الرائع في مكانته
السيد في كلماته
من استطاع أن يرسم الإنسانية في أدق صورها وأكثرها وضوحًا، فكانت حكاياته مثل النور الذي أضاء للعابرين الطريق إلى فهم النفس البشرية دون زيادة أو نقصان.
إلى من صنع بقلمه معجمًا وجيزًا عن مصر ليشير به إلى العالم أن انتبه.. هنا كل شئ تبحث عنه لتفهم 
إلى العظيم/ نجيب محفوظ

أحمد سلامة

تسري حرفك وكلماتك فينا مسرى الدم، وتثير شخصياتك الحية بيننا الدهشة في أذهاننا حتى الآن.

أسامة عبد الرؤوف الشاذلي

عزيزي وأستاذي الأديب نجيب محفوظ
تحية عطرة في ذكراك وبعد،،
عندما التقينا عقب محاولة اغتيالك كتبت إهداء لمن حاولوا قتلك قُلت فيه “إلى من يخالفني الرأي أهدي سطورا كتبتها لمصلحة مجتمع لن ينصلح حاله إلا بالثقافة”
لكننا فيما يبدو حتى الآن لم نستمع جيدا لنصيحتك.

أشرف العشماوي

 

في ذكرى ميلاد الأستاذ.. نجيب محفوظ
تغيرت حياتي بالجملة حينما صافحت عيني للمرة الأولى سطورًا من روايته “المرايا”
كانت تلك البداية، بداية رحلة مستمرة وأدعو الله أن تستمر ما حييت.
لولا محفوظ ولولا نصوصه ما كنت أتصور مسارًا آخر غير ما آلت إليه حياتي، حب الأدب واحتراف النقد (بوابة المعارف الإنسانية الكبرى) وحب الإنسانية..
شكرًا للأستاذ الذي جعلنا نحب الحياة ونرى فيها ما يستحق البحث عنه.. الحق.. الخير.. الجمال

إيهاب الملاح

إلى النجيب الحبيب؛
أبعث إليك برقية حب وعرفان
تسافر لروحك النقيةالمعلقة في العلم الآخر. تمنيت لو كنت مجلس حرافيشك.
عشت في كتبك عمر على عمري.
أستاذي العظيم
السلام على روحك ولقلمك الخلود

حسام العادلي

أستاذي نجيب محفوظ
في عام 1998 كنت أزور القاهرة لأقف أمام المكتبة الشهيرة التي تنشر كتبك في الفجالة، أقف وأدخل متوترًا أشعر بالرهبة لأنك منذ سنوات كنت تدخل نفس هذا المكان.. وانتظرت أن تدخل مصادفة. واليوم في 2021 ما زلت أنا أزور القاهرة وأقف أمام نفس المكتبة.. أنتظر أن أراك..
تلميذك
سامح الجباس

حضرة المحترم
المعلم والأستاذ نجيب محفوظ
رأيتك مرة واحدة في قصر العروبة بالقاهرة. كنت تتقلد وسام النيل.. نوفمبر 1988.
ونحن في القاعة.. تلاميذ ومريدون.. نرنوا بأبصارنا لطلتك البهية التي خطفت قلوبنا.
حقيقة، لم أر أعذب من ابتسامتك
وأنا الذي قرأتك مبكرًا، فجذبتني نداهة الكتابة حتى اللحظة..
مدينون لك بالمتعة، والرقة، والعذوبة.
رميت بذرة النصوص الحية، العفية، في التربة، فأنبتت نباتًا طيبًا
ما أروعك من معلم..

سمير الفيل

سمير الفيل
سمير الفيل

انشغلت بتجميع حوارات لي مع الكاتب الكبير “نجيب محفوظ” لإعادة نشرها في كتاب جديد، فلاحظت أن كلامه كرواياته كلما قرأناها من جديد اكتشفنا فيها الجديد وحلقت بنا إلى حيث تتوه الفواصل بين القراءة والارتحال.

سهام ذهني

عزيزي الأستاذ/ نجيب محفوظ
لا أزال ممتنًا لك لأن رواياتك كانت إلى جواري دائمًا في لحظات فاصلة في حياتي.
بعد سنوات من القراءة لا يزال “عمر الحمزاوي” أقرب الأبطال لقلبي ولا تزال حيرته معي.
لك المجد دائمًا.

سيد محمود

حكاؤنا الكبير
نجيب محفوظ
فاتني لقاؤكم والجلوس بين يديكم
لكنني أراك باسمًا بين سطور رواياتكم وأصدائكم وأحلامكم.. ناطقًا على لسان بعض شخصيات رواية ومشاهدًا مراقبًا لأبطال وأماكن رواية أخرى.
وبين كل هذا لم يكن يشغلني سوى سؤال وحيد هو: تُرى ماذا  كان يدور برأسك وأمام عينيك وأنت تكتب؟!
سيكون هذا سؤالي الدائم حتى يمنحني لقاؤكم الجواب..
دمت طيبًا ومدهشًا وثريًا.. تحيات

شوكت المصري

في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ
مِن الدرويشة الصغيرة إلى المُعلم الأكبر.. ربما لن أجد لنفسي مكانًا بين مريديك، لكنني أعرف جيدًا أنك تراني وتساعدني وتربيني أدبيًا.
شكراً على كل هذا الجمال الذي أشرت إليه.

شيرين سامي

من التلميذ شريف شعبان إلى الأستاذ نجيب محفوظ
لازلنا نسير على دربك رغم وفاتك، إلا أن ما تركته ينير لنا الطريق مئات مئات السنين القادمة
وأعدك أن يأتي من مصر من يحصل على نوبل ثانية

شريف شعبان

أنت نجيب محفوظ.. العائش في السرد.

طارق إمام

 

بتخيل حال الرواية العربية لو رواياتك مكنتش موجودة! كان الكُتاب حيدوروا على مرجع ليهم مش حيلاقوا.. أنت الاسم الأهم وصاحب الأثر الأكبر في تاريخ الفن دة.

عمرو المعداوي

قلم واحد استطاع الوصول بالأدب العربي إلى العالمية ومنح القاهرة القديمة صك الخلود.
دمت حيًا في قلوب محبينك

محمد إسماعيل

أبي الحبيب نجيب محفوظ!
أنت أبي وأنا ابنك وهنا بالضبط تكمن المشكلة!
يجب أن أتجاوز ظلك العالي، أتحرر من وصايتك الخفية..
أقتلك!
ولكنك عظيم ومسالم ونبيل وأنا احبك.. فماذا أفعل؟؟

محمد بركة

إلى نجيب محفوظ..
يا سيدي.. عذرًا فأنا لا أعرف حقًا أي الألقاب أجدر بأن يسبق اسمك، لعل الاسم في ذاته هو اللقب
النجيب المحفوظ..
أريد أن اسألك بالله عليك كيف فعلتها؟!.. كيف حافظت عمرًا على كل هذا الدأب؟!.. الإنتاج بغزارة وعمق معًا؟!.. كيف أرضيت ضميرك وبلغت رفعتك دون انحياز لفئة أو “شلة” أو تيار؟!.. كرهوك ذات اليمين وذات الشمال.. وأنت أنت.. كما أنت.. كيف فعلتها؟!
يقولون إنك كنت متواضعًا وهذا حق، لكنني أعرف سرك.. أفهمك.. مصدر تواضعك أنك كنت تعرف قدرك. أمتلأت ثقة لأنك ببساطة أتسقت مع ذاتك. فمن إذًا يمكن أن يشغلك أو يعكر صفوك؟!
سلام لك وعليك.. لعلك تكون راضيًا مرضيًا

السائر في دربك في صمت
محمد شعير

سيدي؛
لو لم تكتب إلا مطلع “الحرافيش” لوجب على كل الحرافيش أن ينحتوا لك ألف تمثال من الذهب.

محمد موافي

إلى الرجل الذي قدّس الكتابة، وعرف كيف تصنع المتاهات.
“ما الحيلة؟ أمامنا رجل يدّعي الزعامة وبيده قلم!”

مصطفى منير

أستاذ نجيب محفوظ..
ليتك تعلم أنك حي كيوم ميلادك، وأن أشخاصك الذين تركتهم هنا بيننا، يجوبون الأرض بأقدام راسخة لا تشيخ.

منى أبو النصر

منى أبو النصر
منى أبو النصر

إلى الأستاذ نجيب محفوظ في ذكرى ميلاده؛
نطوف حول مقامك الأدبي
نكتب في منبرك حتى الآن
نقبل أيقوناتك الروائية
ونتشفع بسيرتك في كل الدنيا يا أستاذ.

مينا عادل جيد

أستاذنا القدير نجيب محفوظ
واسمح لي أن أناديك بعمنا المجرّب الكبير صاحب السؤال الوجودي الذي اجتهد لأكثر من ستين عامًا في تجريب أشكال مناقشته ومقاربته وتقليبه على كافة جوانبه، مستعينًا – بصبر عظيم – بروافد الفكر والمعرفة والفلسفة والمعايشة والخبرة.. فتنوعت أشكال إبداعك وتطورت وامتدت في طيف مذهل من التجليات التي لن تفقد وهجها أبدًا حتى وإن تبدلت الذوائق واختلفت حساسيات التلقي، لأنها كانت دائمًا مدفوعة بنار سؤال وجودي حقيقي، وبحث معرفي جاد، ورغبة متقدة في تفكيك العالم وإعادة تركيبه من أجل فهم أفضل وحياة أقرب إلى ما يليق بالإنسان.

نم في سلام فقد تركت لنا ما نتعلم منه.

وليد علاء الدين

نرشح لك: الدين في حياة أديب نوبل.. حوار نادر لـ نجيب محفوظ