من أرشيف الصحافة: هل طالب حكمدار العاصمة بزراعة الحشيش؟!

طاهر عبد الرحمن محمد التابعي

في مقال للكاتب الصحفي الكبير الراحل محمد التابعي، في عدد 20 فبراير 1965 من جريدة أخبار اليوم، عن تاريخ تجارة المخدرات في مصر ذكر أنه في العشرينيات من القرن العشرين اقترح توماس راسل باشا، حكمدار بوليس القاهرة، إباحة زراعة الحشيش “عسى أن ينصرف مدمنو الكوكايين والهيروين عنهما”.

نرشح لك: مكتبة الإسكندرية تتيح أرشيف الصحافة المصرية عبر موقعها مجانا

 

اعتبر التابعي أن تلك واحدة من دناءة العقلية الاستعمارية للإنجليز، التي لم تكن تهتم بصحة أغلبية المصريين، لأنه لو أبيحت زراعة وتدخين الحشيش، وهو أرخص في السعر من الكوكايين والهيروين، فإنه سينتشر في الريف المصري، الذي يضم أغلبية الشعب المصري وعماد طاقته الإنتاجية.

الغريب في الأمر – وبحسب مذكرات توماس راسل باشا التي ترجمها الكاتب الصحفي مصطفى عبيد، ونشرت مؤخرا عن دار الرواق للنشر والتوزيع في القاهرة – أنه لم يأت على ذكر ذلك الاقتراح الغريب أبدا.

وعلى العكس فإن راسل باشا – وعبر فصول طويلة – استرسل في ذكر مجهوداته “الجبارة” واقتراحاته للحكومة المصرية والجامعة العربية في مسألة مكافحة انتشار المخدرات بصفة عامة، ومخدرات الحشيش بصفة خاصة.

في صفحة 363 من المذكرات يذكر راسل باشا أنه اقترح على مندوب الحكومة اللبنانية في الجامعة العربية – ولبنان من أكبر مصدري الحشيش في العالم – أن يسرع في إصدار قرار من الجامعة العربية بإدانة زراعة وتجارة الحشيش في كل الدول الأعضاء في الجامعة، وذكر أيضا – كدليل على جديته – أنه في حالة عدم الاستجابة لطلبه فإنه سيلجأ للأمم المتحدة ويقدم شكوى ضد لبنان.