في يومه الرابع.. فرص نجاح مهرجان الكتاب بسور الأزبكية

ابتسام أبو الدهب

بمجرد أن تخطو أولى خطواتك بداخل منطقة سور الأزبكية بالعتبة، يتسرب إلى سمعك أصوات مختلطة مابين الأغاني الوطنية، وأصوات بائعي الكتب الذين يروجون لبضاعتهم.

“ماشربتش من نيلها طب جربت تغنيلها؟”، “أي رواية هنا بعشرة”، “الكتاب بجنيه تعالى اتفرج”، “بتدوري على حاجة معينة؟”. بالإضافة إلى أعلام مصر التي ترفرف على أبواب المكتبات. كلها أشياء جديدة تلاحظها خلال تجولك في مهرجان الكتب الذي أطلقه التجار، يوم 15 يناير الجاري.

نرشح لك: تفاصيل أسعار المواصلات لمعرض القاهرة للكتاب 2019

المهرجان أو معرض الكتاب، هو البديل الذي لجأ إليه تجار السور عوضا عن مشاركتهم في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بعدما قدموا اعتذارًا رسميًا لعدم مشاركتهم في الدورة الـ 50، اليوبيل الذهبي، على خلفية عدم اتفاقهم مع الهيئة المصرية العامة للكتاب على شروط المشاركة.

من جانبه قال مصطفى هاشم، صاحب مكتبة بسور الأزبكية، إنها لم تكن المرة الأولى التي ينظم فيها السور مثل هذا المهرجان، ففي عام 2011، لم يقام معرض القاهرة الدولي للكتاب، بسبب أحداث الثورة وقتها، فقرر تجار الأزبكية إقامة معرض في أماكنهم بالعتبة، وبالفعل أقيم لمدة ثلاثة أيام فقط، ولاقى نجاحًا، فجاءت لهم فكرة إقامته مرة أخرى هذا العام.

كشف “هاشم”، أن هناك اتجاها لإقامة هذا المهرجان بشكل سنوي، مرة خلال الإجازة الصيفية في الفترة بين عيد الفطر والعيد الأضحى، ومرة خلال إجازة نصف العام، سواء في مقرهم، أو بمعرض القاهرة الدولي في حال تم الاتفاق مع إدارة المعرض.

أضاف “هاشم”، أن هناك عدة دور نشر كانت تريد المشاركة في المهرجان، ولكن نظرا لضيق المكان، ولأن هذا الحدث خاص ببائعي سور الأزبكية فقط، رفض التجار.

تجول “إعلام دوت أورج” في معرض سور الأزبكية، وفيما يلي، يستعرض أبرز ماتم ملاحظته:

الإقبال

شهدت الثلاث أيام الأولى من المعرض حضورا كبيرا من وسائل الإعلام المختلفة، وإقبالًا على الشراء من فئة الشباب الذين كانوا أكثر المتواجدين، أما كبار السن فلهم تواجد كبير أيضًا ولكن بشكل أقل من الشباب.

يتفق التجار، ويؤكدون مرارا أنهم لا يعارضون معرض الكتاب الدولي ولا يقيمون هذا المهرجان عنادًا في هيئة الكتاب، إنما هو محاولة لتعويض عدم مشاركتهم هذا العام. كما يتفقون أيضًا على عدم توقعهم هذا الإقبال على معرضهم، خاصة في ظل ظروف الطقس القاسية من انخفاض درجات الحرارة والعواصف الترابية.

ربما تأثر الإقبال قليلا في اليوم الثاني بسبب العاصفة الترابية، ولكن بشكل عام، يعتبر التجار ما حققوه حتى الآن، نجاحًا كبيرا لهم رغم ضعف الإمكانيات المتاحة.

التنظيم والدعايا

أثناء التحضير للمعرض، جمّع التجار وبائعي الكتب في السور، من بعضهم البعض مبالغ رمزية تعدت المائة جنيه بقليل، لشراء أعلام مصر، وطباعة لافتات ترويجية زرقاء، بالإضافة إلى طباعة بطاقات تعريفية “آيديهات”، مكتوب عليها “الأزبكية..عارض”، يرتديها البائعون. أما بالنسبة للترويج فقد اعتمد التجار على وسائل التواصل الاجتماعي بإطلاق صفحة خاصة بهم على “فيس بوك”، تنقل بعض المشاهد من المعرض خلال اليوم.

وعن ضيق المكان، الذي يسبب زحاما، فيحاول البائعين وأصحاب المكتبات حل هذه المشكلة بتنظيم الزائرين، حتى لا تتوقف حركة السير بين الممرات.

كتب المعرض وأسعارها

تشهد الأيام المقبلة من المعرض، والذي يستمر حتى يوم 25 فبراير، توافر كميات ضخمة من الكتب، حيث إن البائعين لم ينتهوا من جلب الكتب، التي يحتاجونها من المخازن، ومازالوا يرتبون الكتب ويفرزونها لتسعيرها وعرضها.

تتنوع الكتب المعروضة مابين القديم والمستعمل، وتشمل جميع المجالات؛ دينية، تاريخية، ثقافية، أدبية، سياسية، روايات عربية وأجنبية ومترجمة، كتب ومجلات للأطفال، وغيرهم.

ومثل تنوع المجالات، تتنوع الأسعار، فتبدأ من جنيه واحد فقط وحتى مئات الجنيهات بحسب قيمة وإتاحة الكتاب المباع، مع وجود تخفيضات تصل إلى 80%، وبشكل عام تصنف المكتبات الكتب المعروضة على “الاستاندات” بأسعار 3، 5، 10، 15، 20، 25، 30 جنيها.

الطعام

وأخيرًا، لم ينس منظمو المعرض توفير الطعام والمشروبات للزائرين، حيث يتجول بعض الباعة التابعين لأحد محلات الكشري الشهيرة، لبيع علب للزائرين، هذا فضلًا عن تواجد بائعين لبيع المشروبات الغازية وزجاجات المياه.

شاهد: يحدث لأول مرة.. في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب