عمر طاهر: "البيست سيلر" طمّعت الشباب في الكتابة.. وأنصحهم بالتأني في النشر

أُقيمت مساء السبت، ندوة ثقافية بعنوان "لقاء مفتوح مع الكاتب عمر طاهر"، وذلك على هامش فعاليات معرض زايد للكتاب في دورته التاسعة، وأدارت الندوة الكاتبة منى مصطفى.

بدأت الندوة بدقيقة حداد على أرواح شهداء قطاع غزة، وتحدث خلالها "طاهر" عن أعماله المختلفة، وكواليس كتابته لها، وبرامجه، وفيديوهاته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال إنه لا مجال للمقارنة بين كتاب "صنايعية مصر" والبرنامج، ورغم نجاح البرنامج إلا أن الكتاب يمثل له قيمة غالية، مشيرا إلى أنهما نوعان من المعرفة مختلفين تماما.


الوحي الذي يسقط على الكاتب أسطورة

أشار إلى أن فكرة الوحي الذي يسقط من السماء على الكاتب هي أسطورية فالوحي لا يسقط على من يجلس وينتظره ولكن الأفكار تأتي للكاتب نتيجة لبذله مجهود للوصول إليها، موضحا أنه مع الوقت سيظهر من الكاتب الذي استطاع أن يترك أثرا للجمهور ومن نجاحه كان مجرد فرقعة وترند ولفت للأنظار.

كما رفض المقارنة بين الكتاب الورقي والإلكتروني، مشيرا إلى أنها طرق نشر مختلفة عن الأخرى، مكملا: "الوقت بيغير أسلوب النشر، ولازم الكاتب يشوف الطريقة اللي يقدر يوصل بيها اللي عنده، والكاتب لازم يكون مشغول بفكرة هل عنده حاجة تتقال ولا لأ، هتتقال إزاي بعد كده، المفروض كل كاتب بيشوف المتاح، وأنا أتمنى إن الكتاب الورقي ميختفيش في يوم من الأيام ويفضل يقاوم، لأن له معزة ومكانة مختلفة وقيمة لا تضاهيها القراءة على الوسائل الحديثة".


نصيحة عمر طاهر للكُتّاب الشباب

أوضح أن كل ما هو مرتبط بالغناء والموسيقى يكون عمره أطول وتأثيره أسرع ومتاح لفئات أكبر، لأنهما عابرين وتأثيرهما أكبر وأعمق، كما نصح الكتّاب الشباب بضرورة التأني عند النشر، مؤكدا على أنه في ظل التطور التكنولوجي أصبح النشر هو أسهل ما يمكن فعله، موضحا: "الناس بتنشر أكتر ما بتكتب، ومبقاش فيه مشكلة إن اللي عندك يطلع للناس ولكن هل أنت عندك حاجة ولا لأ، هو دا السؤال اللي لازم يشغل الكاتب".

أما عن تفضيله للكتابة الأدبية أوكتابة السيناريو أوتقديم البرامج فأوضح أنه لا يعتبر نفسه مقدما للبرامج ولكنه كان لديه كتب يريد أن يقدمها بصورة أخرى، مؤكدا على أنه يعتبر نفسه كاتبا فقط ومن الطبيعي أن يتدرب الكاتب على تقديم ما لديه بالطرق المختلفة المتاحة سواء كانت على شكل مقال أو رواية أو سينما أو برنامج.

تابع: "أنا مقدمتش برنامج بالمعنى التقليدي، أنا بعتبر نفسي كاتب يعني عندي أفكار عايز أقولها ولها أشكال مختلفة، ممكن تكون في شكل قصة أو رواية أو صورة أو سينما أو مقال فالمفروض الكاتب يتدرب على كل هذه الأشكال".

أكد على أن من يفعل ذلك يعامله الجمهور معاملة "سوبر مان"، مشيرا إلى أنه يرى أنه من الطبيعي أن يمتلك الكاتب هذه المقومات الأساسية وأن يكون لديه قدرة على تطوير ذاته وتقديم ما لديه في أشكال مختلفة.

أما عن رأيه في إقبال الكثير من الجمهور على الكتابة فأكمل: "فيه كتب نجحت وبقت ضمن (الأكثر مبيعا) طمّعت الناس في الكتابة، وده بيخلي المتلقي يقول الموضوع سهل ويبدأ يكتب، وهي نجحت لأسباب ملهاش علاقة بالفن، ولكن الكتابة بالذات ملهاش حسابات، مشوار النجاح فيها معقد".


جدير بالذكر أن فعاليات الدورة التاسعة لمعرض زايد للكتاب، انطلقت يوم 11أكتوبر الجاري على أن تستمر حتي يوم 22 من الشهر ذاته، التي خصصت هذا العام للاحتفال باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر، وتم اختيار الكاتب الصحفي جمال الغيطاني، أشهر مراسل صحفي على الجبهة، كشخصية المعرض وترفع هذه الدورة من المعرض شعار "الثقافة والنصر" ومقر المعرض شارع الروضة بجوار كلية الهندسة فرع الشيخ زايد، أمام مستشفى بهية.