صدور مذكرات البابا تواضروس الثاني "سنوات من المحبة لله والوطن"

شدوى ممدوح

تستعد الدار المصرية اللبنانية، للطباعة والنشر والتوزيع، لإصدار كتاب عن البابا تواضروس الثاني، يقدم فيه رؤيته الوطنية لأصعب 10 سنوات في تاريخ مصر.

نشرت الدار المصرية اللبنانية، بعض المقتطفات من المذكرات، وذلك على صفحتها الشخصية على موقع “فيسبوك“، وكان كالآتي: “بعد امتحان اللغة العربية في الصف الثالث الإعدادي، فوجئ الولد الصغير بمدير المدرسة بيسأل “مين وجيه؟” فرفع الولد إيده وقال “أنا”، فأخذه المدير إلى مكتبه وقال له “استنى هنا بابا تعب شوية ونقلوه المستشفى.”

نرشح لك: تحويل رواية “الغرق” لـ حمور زيادة إلى عمل درامي

أضافت: “بعد قليل حضر زميل والده واسمه جورج وأخذه إلى بيته، وفي اليوم التالي وجد جريدة الأهرام أمامه وزي ما علمه والده، مسكها عشان يقرأها فلقى جزء من صفحة في الآخر مقطوع، فسأل عم جورج عنه، فقال له: (ده إعلان مهم قصيته) وبعد أيام كانت مصر كلها في حالة حزن شديد عشان نكسة يونيو وكان وجيه خلص الامتحانات فصارحه عم جورج بأن والده مات، وأن الحتة المقطوعة من الأهرام كان فيها نعيه“.

أردفت: “الولد دا اللي شاف الحزن وهو صغير ما كانش غير قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الأقباط رقم 108، واللي تعلم من والده حب الناس، والقراءة، والوقوف بصلابة أمام المحن، ومجابهة التحديات العظيمة.. لما اتنقل وجيه مع الأسرة إلى سوهاج، عشان شغل باباه، كان بيروح المدرسة كل يوم مشي، وفي أول يوم رجع وهو بيعيط، وسأله والده “حد ضربك؟” فقاله “لا”، وسأله “حد أهانك أو شتمك” فنفى، وحكى له إنه بيمر قدام السجن بتاع سوهاج العمومي وبيحس بالخوف من شكل العساكر وهما واقفين وبيتخيل إن في ناس جوة ورا القضبان وبيخاف منهم“.

تابعت: “تاني يوم لقى أبوه بياخده معاه للسجن وبيكلم الحراس ويهزر معاهم، وكمان فتحوا له السجن فدخل يتفرج، ومن ساعتها إتعلم إن الإنسان لازم يواجه أي شيء يخاف منه بجرأة وإقدام.. لفت الحياة ودارت بالولد الصغير المولود في نوفمبر 1952، وكبر وحب الصيدلة لأن مشهد الصيدلي اقترن في ذهنه بتخفيف آلام الناس، حصل وجيه على 77 في المية في الثانوية العامة، وهو نفس المجموع اللي حصل عليه في الإعدادية ومن قبلها في الابتدائية وكأن حياته ماشية وفق مخطط محكم بيرتب كل شيء“.

أضافت: “وبعد ما سافر وراح بريطانيا ورجع واشتغل في مصر قرر فجأة اختيار الرهبنة عن اقتناع عشان يفوز بثلاث فضائل ترتبط بها وهي الفقر الاختياري اللي بيخلي الراهب لا يملك شيئًا فلا يصح له أن يقول “حذائي” أو “قلمي” أو “بيتي”، وثانيها طاعة رؤسائه، وثالثها البتولية، وهي أن يعيش كميت على سطح الأرض.. تحول اسم (وجيه) بعد الرهبنة إلى (ثيئودور)، وصار أسقفًا بعد تسع سنوات، ومثل الكنيسة في كثير من المحافل، وشاءت إرادة الرب اختياره في القرعة الهيكلية ـ رغم أنه لم يكن مطروحًاـ وتم ترسيم قداسته بابا للكنيسة الأرثوذكسية بالإسكندرية وبطريركًا للكرازة المرقسية خلفًا للبابا شنودة الثالث، عشان يبقى اسمه (البابا تواضروس الثاني).

اختتمت: “الغريب أن الترسيم حصل يوم 4 نوفمبر سنة 2012، وهو نفس يوم مولد البابا، وهو برضه نفس اليوم الذي شهد خطبة والديه سنة 1948، الحكايات السابقة كلها سردها قداسة البابا بنفسه في كتاب جديد عن الدار المصرية اللبنانية، بعنوان (سنوات من المحبة لله والوطن) وقامت بتحريره الإعلامية شيرين عبد الخالق، وكتب مقدمته المستشار عدلي منصور رئيس مصر السابق“.