صدور أول ترجمة عربية لرواية "إله الأحياء" للمترجم معاوية عبد المجيد

سالي فراج

تصدر حديثاً أول ترجمة عربية لرواية “إله الأحياء” للكاتبة الإيطالية لغراتسيا ديليدا، بترجمة معاوية عبد المجيد، وذلك ضمن مشروع “كلمة” للنشر التابع لمركز أبو ظبي الثقافي، بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53.

جاء على ظهر الغلاف: تخلّى زيبيديو عن الطريق الرئيسة ليكسب الوقت واتخذ درباً فرعياً بين سورين بائدين يهيمن عليها العوسج. الدرب خطير إذا اعتاد المنحرفون الاعتداء على عابريه ونهيهم، وعلى الرغم من أنه لم يحفل يوماً لخطورته، فقد اعتراه شعور بالكآبة حينذاك لم يجرب مثله من قبل، شعور لا ينجلي إنما يزيد خناقة ضيقاً على قلبه، خُيل إليه أن لديه أعداء، يتربصون به في كمين خلف السورين، وهو الذي ما كان لديه أعداء على الإطلاق.

نرشح لك: ضد التاريخ.. كتاب جديد لـ مصطفى عبيد

هناك عينان تومضان من خلال السياج فعلا، وهذا لمعان نصل خنجر هنا، وتلك فوهة بندقية هناك، يا لم من أحمق يا زيبيديو، إن شمس المغيب هي التي تمازحك بهذا الشكل.

وبدا أن هديل الحمام، وتغريد الشحرور، وصرصرة الجنادب في مطالعها تسخر منه بترنيمها اللامبالي، الطبيعة كلها تضحك، وحتى أرهف عروق النبات والأعشاب السامة تراقص نسائم المغيب: كل شيء يتنغم بفرحه، حتى الظلال تنبسط نحو القمم لكي تختفي بعد أطول فترة ممكنة؛ أما أنت أيها الإنسان، وحدك تنهش قلبك بأسنانك نفسها، العدو في باطنك بينما تظن واهما أنه خلف السياج، وهذا كله لأنك نسيت أن الله يريد لك لان تعيش يوماً بيوم مثل طير السماء ونبات الحقل.

 

الجدير بالذكر أن غراتسيا ديليدا كاتبة روائية ولدت عام 1871 في جزيرة سردينيا الإيطالية، و التي كرست مسيرتها الأدبية كلها من أجل الكتابة عنها و باتت تعرف ب”ناقلة العالم السرديني” إلى دنيا الأدب، و إنصب اهتمامها الأدبي على أخلاق المجتمع الأبوي في جزيرة سردينيا، وتطرقت إلى مواضيع وجودية مثل القدر، و الخطيئة والذنب، والخير والشر، برز إحساسها الديني جليا في رسم مسارات بعض من شخصياتها التي تجازف بخيار الإيمان وولوج اللغز الإلهي على أن تظل مثقلة بالحسرة والندم مما ارتكبته من آثام، حصدت “ديليدا” جائزة نوبل للآداب عام 1926 “بفضل مقدرتها على الكتابة، واستنادها إلى مثاليات سامية، وإلتقاط أشكال فنية للحياة في الجزيرة المعزولة مسقط رأسها، و معالجتها العميقة والدافئة لإشكاليات تهم البشرية عامة، وتوفيت عام 1936.