عن ألعاب الفيديو والإرهاب.. تفاصيل قصة "حرب وهمية"

نظرا لانتشار ألعاب الفيديو والألعاب الاستراتيجية التي غالبا ما تترك أثارا سلبية على لاعبيها من عزلة وميول للعنف وإهدار للوقت وغيرها، فقد تحمست الكاتبة عزة سلطان، للتصدي لهذه الظاهرة بتوجيه رسالة تحذيرية للنشء من خلال قصتها الجديدة “حرب وهمية – CALL” الصادرة عن وزارتي الأوقاف والثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب.

تلك الرواية التي جاء اسمها وصفا للحالة التي يكون فيها اللاعب طوال مدة انشغاله باللعب.. التكنولوجيا والبرمجة الحديثة جعلت من بعض الألعاب ساحة وهمية تمتلئ بمشاهد الكر والفر التي يتخللها نداءات وأوامر يُصدرها لاعبون حقيقيون لحماية أنفسهم ولقتل منافسيهم حتى يحصلوا على لذة الانتصار.

نرشح لك: منافذ بيع كتاب “الإلحاد الأدبي” لعمرو منير دهب بالمكتبات المصرية

ألعاب الفيديو

رغم أن القصة لا تتعدى الـ 39 صفحة، إلا أن سطورها قدمت صورة كاملة ووافية بكل التفاصيل المتعلقة بهذه الظاهرة التي يمكن أن تتسبب في تدمير جيل بأكمله إذا لم يتم التعامل معها بروية وحكمة لتفادي المخاطر الناتجة عنها.

استعرضت الكاتبة فكرة القصة من خلال أربع شخصيات رئيسية هم “خالد وإسماعيل وزين، وجاكو”، 3 منهم جاءوا من مناطق مختلفة في القاهرة والأخير ألماني الجنسية إلا أنه يتحدث الإنجليزية، تلك اللغة التي يتواصل بها مع باقي اللاعبين.

هذا بجانب تقديمها وصفا دقيقا للحالة الأسرية لكل شخصية والبيئة التي نشأ فيها، لتوضح بشكل ضمني الأبعاد النفسية لكل منهم والعوامل التي تأثر بها وعلاقتها بمدى ارتباطه باللعبة وإقباله عليها.

أما الأحداث فقد تم سردها بلغة ثرية سهلة وبسيطة مناسبة للفئة المستهدفة، بإيقاع متسارع يدفع قارئها لمعرفة النهاية بفارغ الصبر، إذ أنها لم تتناول الأثار السلبية في ظاهرها فقط، وإنما تطرقت للحديث عن قضية هامة وهي تجنيد الأطفال وتوريطهم في الأعمال الإرهابية، باستدراجهم من قِبل غرباء يتعرفون عليهم في ساحات اللعب الوهمية.

فالقصة بمثابة ناقوس خطر، يحذر الآباء على وجه الخصوص من خطورة التراخي في ترك أبنائهم دون رقابة أو توجيه مع مثل هذه الألعاب، ليس هذا فقط؛ وإنما قدمت أيضًا وسيلة تفاهم مناسبة يمكن من خلالها بناء قدر كافي من الثقة المتبادلة بين الطفل ووالديه.

وبخلاف الجانب المعرفي التي تعرضه القصة، فإن صفحتها تمتلئ بالعديد من الصور والرسومات التعبيرية التي رُسمت بريشة أحمد جعيصة، والتي تعد بمثابة عنصرا بصريا هاما لجذب الطفل، بالإضافة إلى أن سعرها في متناول الجميع إذ أن قيمتها لا تتعدى 15 جنيها فقط لا غير. ألعاب الفيديو