كريم عبد العزيز في "الاختيار 2".. الباشا أستاذ


إسراء إبراهيم

“واثق الخطوة يمشي ملكا”.. جملة غنتها السيدة أم كلثوم من قصيدة للشاعر الكبير إبراهيم ناجي عام 1966. وأعتقد أنه التعبير الأمثل لأصف به الفنان كريم عبد العزيز. فكل خطوة قدمها مؤخرا تثبت نجوميته لدى محبيه. وتؤكد على خطواته الواثقة في التقدم واختيار ما يلائم شخصيته.

نرشح لك: مشاهدات رمضانية (4): نضج إياد واستثنائية منى وبراعة حمزة

يمكن أن نمنح “عبد العزيز” لقب النجم بل ما تعنيه الكلمة من معنى. ببساطة هو يستحقها فهو يمتلك مسيرة فنية تقترب من ربع قرن. قدم خلالها نحو 41 عملا منهم أعمال لم تعرض للجمهور بعد مثل: “كيرة والجن” و”البعض لا يذهب للمأذون مرتين”. في كل تلك السنوات لن تتذكر تصريحا مسيئا قد قاله كريم من قبل في حق زملائه، أو تصريحا يسيء له شخصيا أو لمهنته. فدائما ما ستجد شخصا لبقًا ومتحدثًا جيدًا يتمتع بقدر عالِ من المحبة والقبول تمتزج بخفة الظل والروح المرحة التي تصل للقلب مباشرة.

نرشح لك: المواعيد الكاملة لـ مسلسلات رمضان 2021

الاختيار 2

عاد كريم عبد العزيز لجمهوره في التلفزيون بعد غياب نحو 5 سنوات عن آخر أعماله التلفزيونية وهو “الزيبق”. وذلك من خلال مسلسل “الاختيار 2” الذي يحظى بنجاح جماهيري كبير منذ عرضه. ومن قبل عرض الجزء الثاني من الأساس كان الجميع متحمسا ومنتظرا لظهور “عبد العزيز”، في العمل الذي كان الأكثر نجاحا في رمضان 2020 وجسد قصة حياة الشهيد الراحل أحمد المنسي.

ملك الكاريزما

لم يخشَ كريم أن يناصفه بطولة العمل نجم آخر ومحبوب بقدر أحمد مكي. فنجح في ملامسة جمهوره وكسب بشخصيته اهتمامهم. فهو بطل “الكاريزما” فرغم شخصية الضابط الغارق في المشاكل والأزمات التي تحيط به من كل جانب، إلا أن خفة ظله بل ووسامته كانت حاضرة بقوة. فتجده يستخدم مصطلحات كوميدية استُهلكت على “السوشيال ميديا” إلا أنها ذات مذاق خاص بطريقة “عبد العزيز”.

صاحب حضور وطلة قوية على الشاشة تجعلك تصدقه في أبسط المشاعر. بساطته في أداء الشخصية ذات التفاصيل المركبة واضحة للجمهور. استثنائيا في “كاريزمته” الخاصة يمكن أن نمنحه لقب “ملك الكاريزما” من لطافة شخصيته التي تظهر على الشاشة أيا كان ما يقدمه أو تفاصيل الشخصية التي يظهر بها.

نجم الإعلان

بروحه المرحة وطلته الخفيفة كان ظهوره في إعلان كومباوند “Zed” اختيارا موفقا للغاية. فظهر في بداية الإعلان في منافسة للتفضيل علي أي مكان سيختاره هو ونيللي كريم. وكان الثنائي قد اجتمع قبل أشهر في إعلان لصالح شركة “أورنج” للاتصالات وكان يعتمد على منافستهما خلاله والظهور بعدد من الشخصيات.

وبأكثر من “كادر” مبهج ظهر “عبد العزيز” خلال الإعلان. ومن بينهم الكادر الذي تصدر فيه الجلوس بين عدة نجوم ليبدو متصدرا المشهد بجلسته وتوسطه للمكان تعبيرا عن نجوميته وقيمته بينهم.

بطل مميز

انطلق كريم عبد العزيز في عالم التمثيل منذ طفولته. فشارك في ما يقرب من 5 أفلام هي “انتبهوا أيها السادة” و”البعض يذهب للمأذون مرتين” و”قاتل مقتلش حد” و”المشبوه” و”منزل العائلة المسمومة”. ولعل أشهر تلك المشاركات التي عرفه الجمهور بها كانت في فيلم “المشبوه” مع عادل إمام وسعاد حسني.

ابتعد كريم عن الشاشة بقدر 12 عاما. وشارك في بطولات شبابية كانت بدايتها مع مسلسل “امرأة من زمن الحب” عام 1998 فاعتمد في بدايته على الظهور بصورة الشاب “الروش” وفقا للمصطلحات الشبابية. خفيف الظل ويحمل ملامح الوسامة وينبئ عن ممثل كوميدي قادم وبقوة.

ثم قدم فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” مع الفنان أحمد زكي ومنى زكي وهو واحد من أهم الأفلام التي تناقش قضايا اجتماعية وشبابية. واستمر بعدها في تقديم الصورة التي عرفه الجمهور بها في عدة أعمال منها “عبود على الحدود” والذي يمثل علامة فارقة لأبطاله، و”ليه خلتني أحبك” و”حكيم عيون” وغيرها من الأعمال.

وكانت الانطلاقة الفعلية لكريم عام 2001 بفيلم “حرامية في كي جي تو” الذي حقق نجاحا كبيرا حتى أُنتج له جزء ثاني بفكرة مختلفة وهو “حرامية في تايلاند”. انتقل كريم عبد العزيز لمرحلة أخرى من النجومية من خلال فيلم “الباشا تلميذ” الفيلم الشبابي الأهم في مرحلة الجامعة الذي كان يشكل مثالا لدى الشباب على الحياة الجامعية والذي أصبح انعاكسا للسخرية من الواقع في الجامعات على “السوشيال ميديا”، مستخدمين عبارات كريم عبد العزيز وإيفيهاته في الفيلم.

قدم بعدها كريم مجموعة من الأفلام منها “أبو علي” و”في محطة مصر” و”واحد من الناس” و”خارج على القانون”. بآخر فيلمين شكل “عبد العزيز” مرحلة أخرى من تاريخه الفني إذ قدم أفلام أكشن ذات قصص مؤثرة بشكل كبير على عكس ما كان يقدمه من قبل حتى لو ظهرت فيه مشاهد الأكشن. ثم قدم مجموعة من الأفلام منها “ولاد العم” وهو من الأفلام المهمة في مسيرته الفنية. و”فاصل ونعود” و”الفيل الأزرق” الذي مثل عودة قوية جدا لكريم بعد غياب 3 سنوات عن السينما وحقق الفيلم ناجحا قويا.

استمر كريم في النجاح الجماهيري بتقديم فيلم “نادي الرجال السري” عام 2019. والذي عاد به للكوميديا بعد انقطاع 13 عاما عن آخر أعماله الكوميدية “في محطة مصر”، ونحو 5 سنوات على الانقطاع من تقديم أعمال سينمائية. ونجح الفيلم في كسر نمطية الأفلام الكوميدية وتصدر شباك التذاكر وحقق تفاعلا قويا وكان “عبد العزيز” في أكثر أوقاته نضجا ولم يعتمد على رمي الإيفيهات فقط في تقديمه للكوميديا.

وفي نفس العام قدم الجزء الثاني من فيلم “الفيل الأزرق” والذي لاقى نجاحا جماهيريا ضخما هو كذلك. وخلال تلك السنوات قدم كريم عبد العزيز أعمالا تليفزيونية منها مسلسلات “الهروب” و”وش تاني” و”الزيبق”.

الأداء

كريم عبد العزيز واحد من الممثلين القلائل الذين لم يختلف عليهم الجمهور. فهو كما ذكرت سابقا محافظ على تصريحاته بل وظهوره أيضا للجمهور. فلا تجده في كل برنامج تلفزيوني أو مناسبة ما ويدلي بتصريحات كثيرة ما يفقده عنصر من عناصر جذب الجمهور للفنان أو النجم.

أغلب أعماله التي قدمها تصدرت المشهد السينمائي وقتها وحققت نجاحا كبيرا. بل وأصبح النجم الشبابي الأبرز في منطقته. فانفرد بمنطقة خاصة به من الأداء الهادئ البسيط. فلن تجد انفعالات مبالغة أو شيء لا تفضله في أدائه. بل مع السنوات يظهر النضج على انفعالاته وتوظيفه لها، فيستطيع أن يمنحك الشعور المطلوب بنظرة عينه.

كوميديا تلقائية

وفي الكوميديا لا يعتمد أبدا على رمي الإيفيهات فقط. بل يوظف “ريأكشناته” التي كانت ولا تظل محبوبة للغاية وتعد عنصرا مهما في تمثيله الكوميدي. فهو لا يعتمد على النص الكوميدي فقط. بل يستخدم تلقائيته في التعبير عن الكوميديا ويقدم “ريأكشنات” غير مفتعلة تدل على المواقف التي يصفها بجملة أو عبارة. أو حتى التي لا يستخدم فيها الكلام. فنجده في “الاختيار 2” قادرا على إضحاك المشاهد من نظرة رغم جدية الشخصية التي يجسدها.

كريم عبد العزيز صاحب أداء بسيط ومحبوب يدخل قلب المشاهد بهدوء كظهوره. وكلما تقدم به الزمن ستجده أنضج وأكثر نجومية وثباتا. يبرهن على أنه “ملكا” بكل خطوة يخطوها في مشوار نجوميته.