في ذكرى رحيله.. 6 نصائح من خيري شلبي لشباب الكُتاب

دنيا شمعه

بكلماته الساحرة وأسلوبه الدافئ استطاع أن يتسلل إلى قلوب الملايين، لم يكن من محبي استعراض قدراته اللغوية – رغم امتلاكه لها – بقدر عشقه للتجسيد ورسم صورة واقعية غاية في الدقة، حتى أصبح مؤسسا لمدرسة “الواقعية السحرية” في الرواية العربية، حبه للروح المصرية وحياته بريف “شباس عمير”، إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، جعله ينشغل بأدق تفاصيل البسطاء والمطحونين بين رحى هذه الحياة، ليعبر “شيخ الحكائين” عنهم بتلقائية بالغة، ويقدم لنا نحو 70 كتابا، وعشرات الأعمال الفنية، فضلا عن اكتشافه لعشرات الأعمال المسرحية النادرة.

نرشح لك: جائزة خيري شلبي للرواية تعلن الفائز من “بتانة”

في ذكرى رحيل الكاتب والروائي الكبير خيري شلبي، والتي توافق 9 سبتمبر، يستعرض “إعلام دوت كوم“، عددا من نصائح صاحب “صهاريخ اللؤلؤ” التي قدمها في أحد حواراته لشباب الكُتاب والمبدعين، في بداية مشوارهم الأدبي، وخلاصة خبرته في مجال الكتابة والنشر، وذلك فيما يلي:

1- ألا يتعجل فى النشر، فخطوة النشر وإن كانت سهلة فهى الأصعب على الإطلاق، فيجب على الكاتب في بداية مشواره أن يكون مستعداً لاتخاذ هذه الخطوة، بعد التأكد من رضاه عن جودة العمل الأدبي الذي سيقدمه من كل الجوانب.

2- أن يكدح الكاتب فى الحياة قدر ما يستطيع، فالكاتب يجب أن يودع أناقته ولياقته وأن يعيش وسط الناس وينشغل بهموم الحياة ليتمكن من التعبير عنها. والرفاهية هى آفة العصر التى لا بد أن يبتعد عنها الشباب في بداية حياتهم العملية.

3- الخوض فى تجارب جديدة من خلال العمل فى كل شيء، فالكتابة من الذاكرة لا تعطى أدباً على الإطلاق، فالمعلومة التى تأتى للكاتب جاهزة مهما حاول معها لن يستطع إعطائها روحا لكى تصل للقارئ، فلابد أن تكون حصيلته المعرفية والتى هى خلاصة تجاربه وخبراته، أكبر من حصيلته الثقافية.

4- أن يخرج الكاتب ويبتعد عن صورة الرجل الستينى، فغالبية الكتاب الشباب يعطون لروحهم فى الكتابة ولطريقة حياتهم شكل الوقار الستيني، وهو ما ينمى هاجس الأوهام بداخلهم ويقلل من روح الإبداع.

5- الكاتب لكي يحتفظ بتفرده، عليه أن يمتنع تماماً عن الثرثرة على المقاهي، كما أنه كلما تعددت الندوات التى يحضرها كلما كانت هذه الندوات تقتل الإبداع بداخله ببطئ، فالبلبلة في الأراء تقضي على براعم الموهبة، كما أن الكاتب يجب أن يسيطر على نشوة نجاحه حتى يستيطع الاستمرار فى العطاء.

6- الاهتمام بقدرته علي اختيار زاوية الرؤية، لأن ذلك يترتب عليه نجاح أو فشل العمل، ويحدد إن كان كاتباً كبيراً أو مجرد كاتب هاوى، وهو ما سيعطيه أريحية فى بناء الرمز، ويجعل القارئ يتدرج معه بين أحداث العمل بسهولة‏.