كيف تأثَّر سوق الكتب برحيل أحمد خالد توفيق؟.. كُتاب يجيبون

إسلام وهبان

لم يكن أحد يتوقع أن يُحدث خبر وفاة أحد الكُتاب المصريين في القرن الواحد والعشرين كل هذا الصدى، مثلما حدث مع الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، والذي أحدثت وفاته دويا هائلا في الأوساط الشبابية من القراء.

ومهما بلغت درجة شغفك وإيمانك بكتابات “توفيق” من عدمها، فإن كتاباته ومدى تأثيرها في عدد كبير من الشباب ووصوله لشريحة عريضة من القراء، ظاهرة يجب النظر إليها بعين الرصد والتحليل.


إسهامات أحمد خالد توفيق في مجال أدب النشء وكتابات التشويق والإثارة واضحة، سواء من خلال تأثر الشباب بها وحفظهم لمقولاته وتعلقهم بأعماله مثل سلسلة “ما وراء الطبيعة” وشخصية د. رفعت إسماعيل، أو من خلال أرقام المبيعات وتصدر كتاباته لقوائم الأكثر مبيعا، حتى بعد وفاته، وعلى الرغم من ذلك تجد شرائح أخرى من القراء لم تقرأ سطرا عنه، ولم تعرف باسمه إلا بعد الضجة التي أحدثها خبر وفاته.

لو نظرت إلى سوق النشر واتجاهات القراء في العامين الماضيين، فستجد أن العديد من دور النشر قد أعادت نشر روايات ومقالات دكتور أحمد خالد توفيق، بشكل كبير، فيما تصدّر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي في أكثر من مناسبة، كما أن أسماء عدة من كُتاب التشويق والرعب قد لمع نجمهم بعد رحيله، فهل اختلفت توجهات القراء وتأثر سوق الكتاب برحيله؟

الكاتب والناقد الأدبي إيهاب الملاح، يرى أن “توفيق” كان ظاهرة هامة في الوسط الأدبي، وأنه سيأتي يوم من الأيام سيتصدى دارس مخلص لعلم الاجتماع ليكتب عن الدور البارز الذي قدمه د. أحمد خالد توفيق، خاصة في أدب النشء وما فتحه من باب واسع لملايين الشباب بمصر والوطن العربي، من حب للقراءة وأن تكون سلوكا وطقسا في حياة هؤلاء.

نرشح لك: 100 كتاب ورواية يرشحها لك المثقفون للقراءة خلال حظر التجول

ويضيف “الملاح” في تصريح خاص لـ إعلام دوت كوم، أن هناك العشرات من الكُتاب يحاولون تقليد أحمد خالد توفيق، ويحاولون أن يحققوا ما وصل إليه من شهرة – لم يكن طامحا ولا راغبا ولا متطلعا إليها – دون أن يدركوا أن قيمة الكاتب تأتي حينما يتجاوز أسلافه يصبح له بصمته الخاصة، لافتا إلى أن وعي “خالد توفيق” بما كان يقدمه ومدى تأثيره وما هي الفئات التي كان يخاطبها، فضلا عن ثقافته الواسعة وحبه لما كان يكتبه، هو ما جعله رائدا في مجاله، وهذا ما لم يفهمه الكثيرون ممن يحاولون تقليده، ويؤثر ذلك عليهم بالسلب.


وتقول الكاتبة نورا ناجي، والتي تعد إحدى من تربوا على كتابات دكتور أحمد خالد توفيق، في فترة التسعينات، ومن المقربين منه، إنه ترك فراغا كبيرا في الساحة الأدبية بعد رحيله خاصة في مجال أدب النشء، مشيرة إلى أنها تشفق على الأجيال الصغيرة حاليا، والتي لم يعد أمامها سوى الكتابات الرديئة، لافتة إلى أن هذه الأجيال ستعاني كثيرا من عدم وجود كُتاب جادين في ذلك المجال.

أشارت “ناجي” إلى أن قراء كتابات خالد توفيق هم من لا يزالون يقرأون له ويستمتعون بكتاباته ويحرصون على اقتنائها، أما من لم يتعرف على كتاباته في حياته لم يقرأوا له بعد وفاته، لأن هناك كتب رديئة هى التي تتصدر المشهد أمام الشباب حاليا.


أما الكاتب سامح فايز، الصحفي المتخصص في الشأن الثقافي، فيرى أن قراء أحمد خالد توفيق، أصبح لديهم من الوعي ما يجعلهم يعتمدون على أنفسهم في اختيار نوعية قراءاتهم، لافتا إلى أن سوق النشر يشهد في السنوات الأخيرة تغيرات عديدة حتى قبل رحيل “توفيق”، وأن أدب الرعب لم يعد الأكثر رواجا كما كان سابقا.

وأكد أن أحمد خالد توفيق كان حالة خاصة لا يمكن تكررها، إلا أن هناك بعض الكتابات استطاعت أن تثبت وجودها في مجال الرعب والتشويق والإثارة. كما علق على انتقادات البعض لكتابات خالد توفيق بأن نظرتهم سطحية للغاية، مشيرا إلى أن هذا الرجل كان يعلم جيدا ما الشرائح التي كان يخاطبها، وكيف يكتب بالطريقة التي تصل إليهم وبذكاء ومهارة شديدة.


أما الكاتب والصحفي محمد توفيق، فيقول إن نسبة قراء كتابات أحمد خالد توفيق قد زادت بعد رحيله خاصة، أن هناك شرائح لم تنتبه إليه إلى بعد الضجة التي أحدثها محبوه بعد وفاته، وبدأوا بالفعل بالبحث عنه ومعرفة سبب اهتمام الشباب به، وبالتأكيد هذا أثّر على توجهات القراء، كما أن البعض يحاولون أن يصدر كُتاب بأعينهم على أنهم البديل، لكن هذا بالطبع سيؤثر بالسلب على هذه الشخصيات، مضيفا أن هذا كان يحدث بعد رحيل كل نجم، ونكتشف بعدها أنه لا يمكن لأحد أن يملأ فراغه.

نرشح لك: 50 مقولة يحبها القرَّاء لـ أحمد خالد توفيق