في الذكرى الرابعة لرحيله.. 5 كتب لم تر النور لـ "هيكل"

طاهر عبد الرحمن

تحل اليوم الذكرى الرابعة لرحيل الكاتب الصحفي الكبير “الأستاذ” محمد حسنين هيكل، الذي “ملأ الدنيا وشغل الناس” (كما يقول المتنبي) لأكثر من 60 عاما قضاها في العمل الصحفي، سواء في الصحف المصرية والعربية والعالمية، ومشاركا بالرأي في قضايا مصر والعالم منذ الحرب العالمية الثانية وحتى العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.

في خلال تلك الرحلة الطويلة كتب هيكل آلاف المقالات وعشرات الكتب والتي كانت تلقى رواجا كبيرا، مهما كان الاتفاق أو الاختلاف مع أفكاره ورؤاه السياسية.

لكن على جانب آخر، غامض بعض الشيء، فإن الأستاذ كتب مجموعة من الكتب، أو أعلن أنه ينوي كتابتها، ولكنه لم ينشرها لظروف ما.

في هذا التقرير يرصد “إعلام دوت كوم” أبرز تلك الكتب وظروف تراجع الأستاذ عن نشرها.

– ظهور وتراجع القوة العربية

في عام 1977 طاف هيكل بمعظم عواصم الدول العربية والتقى عددا كبيرا من القادة والسياسيين فيها، وكان الهدف هو تجميع مادة كتاب جديد له بعنوان “ظهور وتراجع القوة العربية”، لكن ما كاد يبدأ في الكتابة، حتى فوجئ بإعلان الرئيس أنور السادات عن نيته زيارة إسرائيل وما ترتب عليها من تغيير في موازين القوة العربية، سلبا وإيجابا، وهكذا سارع هيكل – كما قال في كتابه “حديث المبادرة” – وطلب من ناشره تأجيل طباعة الكتاب حيث أن الأحداث تخطته وأنه “يصف عالما عربيا لك يعد له وجود”، ومع التزامه بالعقد مع الناشر وضع كتابا آخر، هو “أبو الهول والقوميسار”، عن تاريخ العلاقات العربية السوفيتية، في ستة أشهر فقط، ولا يعلم أحد ماذا حدث للكتاب الأصلي.

–  أخطر 10 رجال في الشرق الأوسط

في عام 1985 فكر الأستاذ هيكل، كما يقول بنفسه في مقال له في عدد يناير 2001 من مجلة الكتب وجهات نظر، في كتاب عن عدد من الشخصيات الغامضة التي لعبت دورا في سياسات وأحداث المنطقة من وراء ستار، وبالفعل – كما يقول – اختار 10 شخصيات (من بينهم كمال أدهم مؤسس جهاز المخابرات السعودية) والتقى بهم في عواصم مختلفة، لكنه وبعد أن انتهى من لقائهم كلهم تراجع بنفسه عن فكرة الكتاب رغم إلحاح الناشر الإنجليزي “أندريه دويتش” المستمر، وكانت فكرة هيكل أن المنطقة بقضاياها وصراعاتها أهم من 10 شخصيات غامضة، وهكذا لم يظهر الكتاب أبدا.

– زيارة جديدة للتاريخ.. الجزء الثاني

في عام 1986 اقترح مجلس تحرير جريدة القبس الكويتية على الأستاذ كتابة سلسلة مقالات يستعيد فيها ذكريات لقاءاته بقادة الرأي والعلم والسياسة، واختار هو سبعة شخصيات محددة، ليس من بينها عربي واحد، وطور فكرة القبس بحيث تلقي استعادته لتلك اللقاءات أضواءا جديدة ومناقشة قضايا تهم القارىء المصري والعربي، وهكذا صدر كتاب “زيارة جديدة للتاريخ”، الذي يعد أفضل وأمتع ما كتبه على الإطلاق.

وفي مقدمة الكتاب كتب هيكل أنه قد يفكر في جزء ثان يتضمن حوارات ولقاءات أخرى لها أهميتها، خصوصا وأنه التقى معظم قادة العالم في حوارات مطولة، لكن مرت السنون – للأسف – ولم يصدر الجزء الثاني.

– السيف والهلال

في بداية التسعينيات تلقى هيكل عرضا من دار النشر الإنجليزية، هاربر كولينز، لكتابة كتاب عن الإسلام السياسي، حيث فرضت تلك الظاهرة نفسها على العالم كله، بعد تجربة حرب أفغانستان وعودة ما يسمون ب”المجاهدين” لأوطانهم الأصلية وبدأوا في نشاطهم الإرهابي.

تحمس الأستاذ للفكرة بالفعل، وقضى سنة كاملة في التحضير له، لكنه – كما قال – أخطر دار النشر الإنجليزية بتراجعه عن الكتابة حيث شعر أن تلك الظاهرة في طريقها للزوال (وهو ما لم يحدث بالطبع) ورغم محاولات مسؤولي دار النشر لإعادة الحماس له مرة أخرى إلا أنه لم يتراجع عن موقفه وتوقف مشروع الكتاب للأبد.

– قصة الثورة وقصة جمال عبد الناصر

في عدد يوليو 2002 من مجلة الكتب وجهات نظر بدأ هيكل في كتابة سلسلة مقالات عن ثورة يوليو 1952، في ذكرى مرور 50 سنة على قيامها، وفي تقديمه لتلك السلسلة كتب يقول أنه سيحاول الإجابة عن ثلاثة أسئلة بخصوصها وهي: 1- هل كانت الثورة لازمة، 2- من هو جمال عبد الناصر، الإنسان فيه قبل الثوري والسياسي والزعيم، 3- ماذا بقي من الثورة؟

لكن الذي حدث هو أنه أجاب على السؤال الأول في 10 مقالات طويلة( جمعها فيما بعد في كتاب “سقوط نظام”) ولم يجاوب على السؤالين الأخرين، وأكثر من ذلك فإنه لم يأت أبدا على سيرتهما حتى وفاته.

وعلى الرغم من مرور 4 سنوات على رحيله فإن أحدا لا يعرف مصير تلك الكتب، أو المسودات، والأهم من ذلك وثائقه وأوراقه وكل أملنا أن تقرر أسرته نشرها – لأهميتها الفائقة – قريبا.