دار السويدي الثقافية تنعي الشاعر محمد الحارثي

نعت دار السويدي للنشر والتوزيع، الشاعر والرحالة العماني محمد الحارثي، الذي وفاته المنية قبل أيام، عن عمر يناهز ستة وخمسين عامًا بعد صراع مع المرض.

نرشح لك: بالصور.. نجوم الفن في جنازة مديحة يُسري

وجاء بيان نعي الدار لـ”الحارثي” كالتالي:

“بكثير من الحزن والأسى تلقينا نبأ الرحيل المفاجىء للشاعر والرحالة العماني محمد الحارثي، الذي كان أول من نال جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة سنة 2003 عن كتابه الرائع “عين وجناح” والذي ضمنه يوميات أسفاره في الجُزر العذراء، زنجبار، تايلاند، فيتنام، الأندلس والرّبع الخالي.

وقد نشرنا هذا الكتاب الممتع في سلسلة سندباد الجديد، ولقي منذ صدوره استحسان محبي أدب الرحلة، واستقبله النقد باحتفاء كبير.

في المستهل من كتابه يقول محمد الحارثي: هذه الرِّحلات التي سيخوض غمارها قارئ هذا الكتاب ما هي إلاّ مُحصِّلة ونتاج تجربة ومغامرة حياة أعطيتها كما أعطتني أفضل ما لديها في عقدي الثلاثيني إثر إجازتي في الجيولوجيا وعُلوم البحار، ذينك التخصصين العلميّين اللذين أعطيتهما جُلَّ طاقتي سُدى، رغم إلحاح رغبة كامنة في دراسة الأدب واللغات. لكنَّ الرياح جرت بما لا تشتهي السفن.

عاش محمد الحارثي حياته القصيرة شاعرا متمرداً على اللغة القديمة ورحالة متمردا على الإقامة في مكان واحد. ورغم حبه لعمان وولعه بجبالها وسواحلها وربوعها ومدنها العريقة إلا أن نداء السفر كان دائماً أقوى.

فهو كما عبر في يومياته يرنو إلى اشتقاق سيرة ذاتيّة ارتحالاً وإقامة في البرزخ المُقيم، أبداً، بين رحلة وأخرى، حيث يستحيلُ المعنى الرمزي للإقامة في وطن أو بلاد أقرب إلى اعتبار تلك المواطنة منفىً بمعنى من المعاني”. وبالتالي، والكلام ما يزال لمحمد الحارثي ” على المرء أن يُحب تجوابه وترحاله في الآفاق أكثر من الحب الرومانسي الزائف لوطنه.

ويصف الحارثي هذا الشغب بالترحال بأنه أسلوب حياة خبِرَهُ البدو في الربع الخالي، كما خبِرَتهُ قبائلُ “الماساي” في شرق إفريقيا” والغاية القصوى تكاد تكون الإنفتاح على الآفاق من دون غايات صغيرة . معتبراً الترحال وطناً مُتحققاً مهما كانت الغاية منه فهو ارتحال للوصول إلى وطن لا يتحقق ولن يتحقق أبداً”. فالقصد الأخير هو “الرحلة واللا وصول.

يغيب محمد الحارثي، لكن كتابه (عين وجناح) سيبقى علامة في أدب الرحلة العربي المعاصر، وسيلهم شباناً مغامرين لهم ولع بالأسفار في كتابة يومياتهم، وقد تركت عين هذا الشاعر ورؤاه الشعرية اثرها البليغ في نفوسهم.

باسم دار السويدي والمركز العربي للأدب الجغرافي، نتوجه بتعازينا القلبية إلى ذوي الفقيد وأصدقائه ومحبي أدبه وشعره. من يكتب ويبدع يعيش قلمه حتى وإن فني جسده”.