حوار: كريم آدم والـ40 غلافًا بمعرض الكتاب

إسلام وهبان

تصميم أغلفة الكتب مهمة ليست بالبسيطة، فأول ما تقع عليه عين القارئ هو غلاف الكتاب أو الرواية المعروضة أمامه، والذي يعطي الانطباع الأول عنها، ويعتبر الفنان كريم آدم، أحد أبرز مصممي الجرافيك في السنوات الأخيرة، حيث اشتهر بتقديم تصميمات متميزة ومختلفة، جعلت العديد من دور النشر والكتَّاب يهتمون بالتعاون معه لتصميم أغلفتهم.

نرشح لك.. أبرز 30 كتاباً صدروا خلال عام 2017

ومع تقديمه لعدد كبير من أغلفة الكتب خلال الدورة 49 لمعرض الكتاب، التي ستقام خلال أيام، يتحدث “آدم” في حوار خاص مع إعلام دوت أورج، عن فنه والطقوس التي يقوم بها خلال تصميمه للأغلفة، كذلك سر تعاونه المستمر مع دار “دون”.

– ما الذي تركز عليه عند تصميمك لأغلفة كتبك، هل المحتوى أم العنوان؟

بالتأكيد أقوم بقراءة أغلب الأعمال قبل البدء في تصميمها، أو على الأقل التعرف على المحاور الرئيسية للكتاب أو الرواية، فالعنوان وحده لا يكفي للاعتماد عليه في التصميم، فمثلا لو كان عنوان الكتاب “الأسد” وقمت برسم أسد فقد يعطي هذا انطباع لدى القارئ أن الكتاب يتحدث عن الحيوانات، لكن لو استخدمت صورة لرجل قوي يجري، فسيصل إلى الكاتب أن محتوى الكتاب سيكون عن قوة بطل الحكاية أو قصة كفاح لشخص ما، كما أن الألوان والخطوط وباقي عناصر التصميم تعطي للقارئ انطباعًا كبيرًا عن متن الكتاب أو الرواية.

– هل عملك الأساسي هو تصميم أغلفة الكتب فقط أم لديك عمل خاص؟

لدي دار “تلوين” للنشر، وهي متخصصة في الإصدارات الفنية وكتب التلوين للصغار والكبار، بالإضافة إلى تقديم أدوات مكتبية مثل “النوت بوكس” الملونة وغيرها. كما أنني أعمل مديرًا فنيًا بإحدى شركات إنتاج المسلسلات والبرامج التلفزيونية.

– كيف تبدأ في تصميم غلاف أي كتاب؟

الرسم على الورق يكون في المرحلة الأولى، من خلال الاستكشات كمرحلة أولية للتصميم، لكن العمل من خلال برامج الديجيتال يكون لها الدور الأهم والأكبر، خاصة في إخراج المنتج النهائي.

– هل قرار تصميم الغلاف بشكل معين هو قرار منفرد؟

اختيار الغلاف المناسب هو قرار ثلاثي بين المصمم والناشر والكاتب، وأحرص دائما عند اختيار الغلاف أن يكونوا راضين تمامًا عن التصميم، ولديهم اقتناع بأنه الأنسب للإصدار.

– من أكثر الكتَّاب الذين تفضل العمل معهم؟

كثير من الكتَّاب بالطبع، لكن على سبيل المثال دكتور عز الدين شكري فشير، والكاتب عمر طاهر، ودكتور يوسف زيدان، والشاعر مصطفى إبراهيم، والكاتب تامر عبده أمين، وغيرهم.

– من من المصممين الشباب يعجبك تصميماتهم؟ ومن هو المصمم الذي قد تلجأ إليه في تصميم غلاف كتاب أو رواية لك؟

هناك العديد من المواهب الشابة حاليا أرى أنها بمزيد من الاجتهاد قد تقدم أشياء مميزة مستقبلا، لكن لو فكرت في كتابة رواية أو كتاب فسيكون كريم آدم هو مصمم غلافها.

– حدثنا عن علاقتك بالكاتب أحمد مراد.

أحمد مراد صديق مقرب، وفنان متميز، سواء في الكتابة أو التصميم أوالتصوير، وعلاقتنا جيدة للغاية، وقد استعان بصورتي في رواية الفيل الأزرق وضعها على غلاف الطبعة الأولى، حينما رأى أنها الأنسب للتصميم.

– ما عدد الأغلفة الحديثة التي ستشارك بها هذا العام بمعرض الكتاب؟ وما سبب التعاون المستمر مع دار “دون”؟

سأشارك هذا العام من خلال 40 غلاف، وسبب التعاون المستمر مع دار دون هو قدر التفاهم الذي أصبح بيننا، فهناك احترام لنظام العمل المتفق عليه، كذلك توفر قدر كبير من الالتزام بمواعيد تسليم الأعمال، كما أنني أرى أن الدار استطاعت في فترة وجيزة أن تثبت وجودها وتقدم أعمالا تحترم القارئ وتراعي تنوع الأذواق.

– بعض دور النشر تقوم بإعادة نشر مؤلفات لكتاب كبار لكن بطبعات وأغلفة جديدة، فما هي التحديات التي واجهتك خلال تصميمها؟ وما هو المختلف في الأغلفة الجديدة؟

بالفعل قمت مؤخرا بتصميم عدد من الأغلفة الجديد لكتب قديمة مثل سلسلة الروايات التي أعادت دار نهضة مصر نشرها بطبعات حديثة للكاتب الكبير مصطفى أمين، واعتقد أنه كان تحد كبير بالنسبة لي في تصميم غلاف لأعمال مهمة بشكل يناسب العصر الحالي، فالكتب قديما كان تصميمها بسيط ويعتمد بشكل أساسي على اسم الكاتب، أما الآن فالقارئ يحتاج لغلاف عصري ومميز يلفت انتباه ويعطيه انطباعا عاما عن الكتاب، وقد اعتمدت بشكل كبير في تصميم الأغلفة على قراءتي للروايات.

 

– ما هي طقوسك أثناء تصميم الأغلفة؟

أنا لا استطيع العمل في هدوء تام، لا بد أن يكون هناك أي صوت في الخلفية، تلفزيون أو راديو، أحتاج لصوت “أسرح فيه وأنا شغال”.

– بسبب وسائل التكنولوجيا الحديثة، قد يقوم البعض بسرقة التصميمات والتعديل عليها، هل حدث ذلك معك؟ وكيف كان رد فعلك؟

بالتأكيد اكتشفت أكثر من مرة تقليد تصميماتي وتعديلها، في البداية كان ذلك يضايقني، لكن بمرور الوقت تفهمت أن هذا أمر طبيعي، فأي منتج ناجح لا بد وأن يواجه التقليد، كما أنني أعتقد أن التقليد هو الدافع لمزيد من التطوير، فأي صناعة يحدث فيها التقليد، لكن الشركات الرائدة تقوم وقتها بتطوير المنتج وتقديم الأفضل باستمرار.