محمود رضوان: هذا ما فعلته مع "نجم" و"حجاب" ولم أستطع فعله مع "جاهين"

إسلام وهبان
 
لم يكن مجرد شاعرا موهوبا أو كاتبا متميزا أو رسام كاريكاتير مبدعا وخفيف الظل فحسب، بل كان فنانا موسوعيا وإنسانا عاشقا للحياة وفيلسوفا بامتياز، صلاح جاهين هو صانع البهجة وأحد رواد العامية الأوائل، أو إن شئت قل “معجون فن”.
 
 
ولد “جاهين” في 25 ديسمبر 1930، لعائلة لا تنتمي للطبقة الفقيرة، إلا أنه استطاع بفنه أن يصل للفقراء ويتحدث بلهجتهم، ويبرز مشاكلهم، بل وونيسهم الأشهر، واحتفاءً بمرور 87 عاما على ميلاد الطفل المعجزة، تواصل إعلام دوت أورج مع عدد من شعراء العامية الحاليين، للحديث عن صلاح جاهين وتقديم رسالة له في عيد ميلاده. من بين هؤلاء الشعراء الشاعر محمود رضوان، والذي قال:
 
صلاح جاهين قلب الشعر المصري ونبضه الحي ورباعياته هي الدستور الذي تسير عليه العامية المصرية حتى الآن، ففيها الحكم والنغم والعمق والفلسفة والخفة والرشاقة، وهو واحد من آلهة الشعر العامي عند المصريين، ترى فيه كل صور المصري ابن البلد الحكيم الشعبوي والفيلسوف.
 
بداية معرفتي بجاهين كانت منذ الصغر بعد سماعي لأغنية “مفترق الطرق” للفنانة ماجدة الرومي، خلال استماعي لإذاعة “مونت كارلو”، بعدها بدأت أبحث عن صاحب هذه الكلمات لأكتشف الشاعر والكاتب ورسام الكاريكاتير. وحبي له دفعني لأن أكتب حوار افتراضي معه قمت وقتها بنشره بأحد الصحف واحتفظ به حتى الآن في أرشيفي الخاص.
 
بالتأكيد الجيل الحالي به الكثير من المبدعين أصحاب المواهب المتعددة، لكني لم أرى أحدا بموسوعية وتلقائية صلاح جاهين، فهو لم يكن مبدعا وموهوب بالفطرة فحسب، بل كان مكتشفا للعديد من المواهب، مثل سعاد حسني وأحمد زكي.
 
تأثرت كثيرا بتجربته في كتابة فيلم “شفيقة ومتولي”، وأتمنى أن أخوض نفس التجربة في يوم من الأيام، كما أنني أرى أن جاهين كان ممثلا صادقا وواقعيا.
 
أقول لجاهين في عيد ميلاده “كان نفسي أعيش معاك ليوم واحد من أول اليوم لحد ما تقولي إمشي بقى يا رضوان عشان عايز أنام”، وهذا ما قمت به مع عم نجم ومع عم سيد حجاب.