أحمد فرغلي رضوان يكتب: علم.. التاريخ لا يموت

يراهن العدو الإسرائيلي على نسيان التاريخ وضياع القضية الفلسطينية مع الأجيال الجديدة ولكن الحقيقة ذلك ضرب من الخيال في عقول الإسرائيليين وحدهم، هذا ما يؤكده فيلم “علم” الحائز على أهم جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي “الهرم الذهبي” إلى جانب جائزة أفضل ممثل “محمود بكري” وجائزة الجمهور.

فكرة الفيلم ممتازة وتناقش وجهة نظر جيل الشباب الصغير عن القضية الفلسطينية والذين يعيشون في الخط الأخضر تحت الاحتلال الإسرائيلي ويدرسون المنهج التعليمي وخاصة التاريخ حسب الرواية الإسرائيلية حيث يكون هنا الصدام الأول بين مدرس التاريخ وأحد طلاب المدرسة الثانوية الذي يحتج على تزوير التاريخ! واحد من أفضل مشاهد الفيلم ونشاهد مشاعر هؤلاء المراهقين المختلطة من هذا الوضع الصعب فهم مجبرون على تقبله إذا أرادوا استكمال التعليم في المدرسة الواقعة تحت الإدارة الإسرائيلية.

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: الحب حسب دلفا.. السينما البلجيكية وزنا المحارم

الممثلين الشباب رائعين في تجسيد شخصياتهم بأداء صادق حيث قدم الفيلم شخصيات مختلفة لهؤلاء الشباب الصغار والذين اجتمعوا فجأة على فكرة إنزال العلم الإسرائيلي من على مبنى المدرسة ورفع العلم الفلسطيني بدلا منه، السيناريو كان زكي في رصد رحلة هؤلاء المراهقين لتنفيذ عمليتهم النضالية “السلمية” المليئة بالمخاطر هم ليسوا مدربين وليس لهم خبرة نهائيا في كتائب المقاومة، ولذلك تعامل السيناريو بالفطرة التي تناسب قدرات هؤلاء المراهقين في تنفيذ عملياتهم وأيضا بسخرية في رحلتهم الليلية حتى تتم العملية.

الإخراج والتصوير مميزان في رصد تفاصيل حياة هؤلاء الشباب في المدرسة أو بعدما يتفقون ويحدث بينهم تقارب على تنفيذ هدفهم، الشباب هم المستقبل دائما حتى وان لم يعيشوا ظروف الحرب والنضال.

الفيلم لم يلجأ للعنف أو النضال “المسلح” للاعتراض على الاحتلال فقط أستخدم العلم الفلسطيني الرمز للحرية والوطن والنضال وكذلك السجال بين الشباب ومعلمهم أو البطل مع والده والذي يريده أن يعيش في هدوء بعيدا عن السياسة ومشاكلها.

الفيلم نجح في إيصال مشاعر هؤلاء المراهقين بصدق شديد ودون مبالغة مع سيناريو جذاب ومقنع.

لجنة التحكيم قالت عن الفيلم ” إنه يمكن اعتباره “بمثابة دليل للتواصل الجيد مع العالم بالمعنى الحقيقي للكلمة”.

أما المخرج فراس خوري فقال ” هذا الفيلم هدية للشباب المحافظ على هويته والمناضل الذي يرفع اسم فلسطين ولن يرضى بالاحتلال”.

أعجبني آراء قالت بعد فوز الفيلم بجائزة الجمهور، أنه تأكيد على دعم النخبة المصرية للقضية الفلسطينية، هي حقيقة وأضيف ليست النخبة فقط ولكن دعم القضية الفلسطينية مستقر في وجدان الملايين من الكبار والشباب المصري.

الفيلم استحق الهرم الذهبي في ظل المستوى الفني المتوسط لمعظم أفلام المسابقة الرسمية للدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.