أحمد فرغلي رضوان يكتب: فضل ونعمة.. كوميديا تبحث عن التريند

كان الجمهور يفتقد لمثل هذه الكوميديا منذ فترة، الكوميديا العائلية التي تجمع الأم والأب والأبناء، لذلك نجح فيلم “فضل ونعمة” بشكل جيد في جذب الجمهور.

العنصر الفني الأبرز في الفيلم كان التمثيل للثنائي الموهوب ماجد الكدواني وهند صبري حيث نجحا في تقديم شخصيتي فضل ونعمة بأداء كوميدي راقي وهاديء ودون مبالغة واعتمدت الكوميديا كثيرا على ردود الأفعال والمواقف.

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: أمستردام وحكاية الانقلاب على روزفلت

فكرة الفيلم جيدة ولكنها حاولت الاقتراب من الواقع الحالي ومشكلات الأسرة مع أبناءهم مع المتغيرات الاجتماعية الكبيرة التي حدثت في شخصية الأبناء بسبب التطور التكنولوجي ولم يتعمق الفيلم كثيرا في تلك المشكلات واكتفى فقط بالإشارة لها من بعيد من خلال حوار عن تغييرات شكلية بين الأم مع الابنة المراهقة أو هوس السوشيال ميديا عند الصبي الابن الأصغر في الأسرة والذي ينشر صور وفيديوهات الأسرة على السوشيال ميديا بكل سهولة من أجل “ركوب” التريند كما ذكر في الحوار!

وظهرت معالجة السيناريو لتلك المشكلات التي تقلق كثير من العائلات حاليا كان “سطحيا” وبدا كأنه دخيل على سيناريو الفيلم الأصلي وكان الأفضل عدم “حشر” مثل تلك الموضوعات في فيلم كوميدي بسيط يقوم على مغامرة كوميدية من البداية إلى النهاية وقدم كوميديا جيدة بإيقاع جيد، وحتى الجمهور في قاعة العرض كان يتفاعل أكثر مع مشاهد فضل ونعمه سواء مع العصابة أو في مهمتهما السرية أو حتى مع الجار.

بالمناسبة الممثل والممثلة اللذان جسدا شخصيتي الصبي والفتاة لم يقدما أداء جيد وربما كانا يحتاجان لتدريب أكثر.

منذ البداية الأحداث جاءت سريعة وبدأت المغامرة البوليسية الكوميدية مع فضل ونعمة واستمرت الأحداث تسير بمفاجآت جيدة حتى النهاية والتي أضاف لها ظهور ضيف الفيلم محمد ممدوح.

ولكن في نفس الوقت لم يكن هناك مجهود كبير للابتكار في السيناريو في بعض المشاهد بسهولة تتذكر تكرار مشاهد سبق وقدمت في أفلام أخرى! مثل مشهد المسابقة تتذكر سريعا فيلم فول الصين العظيم! على العكس جاء مشهد الحفل وغناء فضل ونعمه للراب بشكل جيد جدا فنيا وفيه ابتكار.

أيضا كان هناك مشاهد لم يكن لها داعي مثل مشهد اقتحام زوج الخادمة لمنزل فضل ونعمة أو مشهد ذهاب فضل ونعمة إلى مكان الفرح من أقل المشاهد في جرعة الكوميدية ولكن حتى يكتمل السيناريو! وحتى الآن لم يستطع المؤلف أيمن وتار تجاوز أفضل أفلامه “نادي الرجال السري” ولكن بالطبع فضل ونعمة أفضل من فيلم “البعض لا يذهب للمأذون مرتين”.

الفيلم عودة جيدة وموفقة للمخرج رامي إمام إلى السينما بعد غياب سنوات كثيرة مع عالم الدراما التليفزيونية، وأرجو أن يستمر في الإجازة من التليفزيون لفترة ويقدم أفلاما أخرى الفترة القادمة.