أحمد فرغلي رضوان يكتب: أمستردام وحكاية الانقلاب على روزفلت

أحمد فرغلي رضوان يكتب:

يعود بنا فيلم “أمستردام” للمخرج ديفيد او راسل إلى ثلاثينيات القرن الماضي وتحديدا عام 1933 وحدث سياسي “غامض” حدث بالفعل عن حكاية الانقلاب الذي كان يتم تدبيره من لجنة خفية من بعض رجال الأعمال الأمريكان أطلق عليهم لجنة الخمسة للإطاحة بالرئيس الأمريكي “روزفلت” عن طريق استمالة الجنرالات المتقاعدين من المحاربين القدامى في الجيش الامريكي ليتولي أحدهم زمام الأمور! ولكن الجنرال الذي يتم اختياره يفاجيء الجميع في خطاب على الهواء ويكشف مخطط الانقلاب من لجنة الخمسة الذين يريدون عودة الديكتاتورية على حساب الديمقراطية الأمريكية، هي واحدة من أكثر المؤامرات سرية في التاريخ الأمريكي تعرف أيضا بمؤامرة “وول ستريت”، يقولون الولايات المتحدة هي بلد ” كسره ” التمييز العنصري والانقسامات الطبقية.

الحدث الحقيقي تم بناء سيناريو درامي خيالي حوله من جانب المخرج والمؤلف ديفيد او راسل مع إضافة عدد من الشخصيات غير الحقيقية من أجل الحبكة الدرامية، ومع تترات النهاية يعرض الفيلم لقطات وثائقية لخطاب الجنرال الذي فضح خلاله مخطط الانقلاب.

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: ويسألونك عن مطربة مصر الأولى

أفيش الفيلم هو الأقوى والأهم في السينما العالمية لعام 2022 يتصدره روبرت دي نيرو وكريستيان بيل ومارجو روبي وجون ديفيد واشنطن، وتايلور سويفت ورامي مالك والقائمة تطول.

ثلاثه من الأصدقاء التقوا أثناء الحرب العالمية الأولى جنديان وممرضة حيث تركت الحرب أثرها النفسي والبدني عليهم، جمعت الصداقة بين الجنديين والممرضة منذ اللحظة الأولى وتعاهدوا ألا يفترقوا ويجمعهم القدر بعد سنوات مرة أخرى في محاولة لكشف لغز جريمة قتل حيث يجد أحدهم وهو الطبيب نفسه متورط ومعه صديقه المحامي في الجريمة الغامضة والتي تقودهم إلى لغز أكبر وهو مؤامرة دبرها عدد من رجال الأعمال للإطاحة بالرئيس روزفلت عام 1933 جزء مهم لا يعلمه الكثيرين في التاريخ الأمريكي يتحدث عنه فيلم “أمستردام” رغم أن الخيال أخذ مساحة كبيرة في سيناريو المخرج ديفيد او راسل لكن النهاية مع عرض الجزء الوثائقي تعيد المشاهدين وتذكرهم بالحدث الحقيقي.

الفيلم به مشاعر جميلة عن الصداقة وكيف تكونت بين الثلاثة كريستيان بيل وجون ديفيد واشنطن ومارجو روبي، حيث ذهبوا إلى أمستردام بعد تسريحهم من الخدمة مع نهاية الحرب العالمية الاولى وعاشوا سنوات معا قبل أن يجمع الحب بين فاليري وهارولد ويقرر ثالثهم “بيرت” العودة إلى نيويورك ولكن في لحظة درامية تختفي فاليري ويعود هارولد لصديقه في نيويورك! وبعد سنوات من هذا الفراق القدر يجمعهم مرة أخرى بعد سنوات مع فاليري ليكشفوا مؤامرة رجال الأعمال “لجنة الخمسة” للإطاحة بالرئيس روزفلت.

يقدم المخرج “او راسل” سينما  ذات خطاب سياسي واجتماعي وفي نفس الوقت يحتفي بالحب والإنسانية والصداقة.

ربما يكون جزء الفلاش باك عندما التقى الثلاثي وكيف تكونت صداقتهم الأفضل دراميا، المخرج يقول: “الصداقة والحب هما حجر الأساس للفيلم وأهم شيء بالنسبة لي هو الصداقة بين هذه الشخصيات”.

الفيلم متميز جدا في عناصر التصوير والديكور والموسيقى والملابس وأضعف العناصر السيناريو، أجواء الثلاثينيات ظهرت بشكل رائع ولكن وقت الفيلم طويل نوعا ما مما أصاب المشاهدين ببعض الملل مع طريقة السرد واستخدام الفلاش باك في جزء كبير، ولكن الفصل الأخير كان جيدا والريتم أفضل وكان يجب التركيز أكثر على كشف شخصيات لجنة الخمسة وعلاقتهم مع الأبطال الثلاثة.
على مستوى التمثيل يتفوق بشكل لافت كريستيان بيل في شخصية الطبيب “بيرت” ويعود مرة أخرى ليتحكم بشكل ممتاز في حركات جسده حيث يظهر مصاب من الحرب ومعه أيضا مارجو روبي في أفضل أداء لها حيث جسدت شخصية فاليري بتحول في المشاعر ما بين الصداقة والحب بأداء لافت وجون ديفيد واشنطن موهوب كعادته ، باقي فريق التمثيل رغم أسماءهم الكبيرة أداء غير لافت بالطبع أدوارهم الصغيرة لم تعطيهم فرصة كبيرة للظهور، باستثناء مشهد النهاية وحضور وكاريزما كبيرة لروبرت دي نيرو، السيناريو مبنى على الثلاثي بيل ومارجو وواشنطن وصداقتهم حيث يلتقون بباقي الشخصيات في طريقهم لحل اللغز.

العناصر الفنية الكثيرة خاصة ملابس وديكور فترة الثلاثينيات ستجعل الفيلم حاضرا في ترشيحات الأوسكار.