إلغاء الرقابة في الإمارات.. هل يمنح الضوء الأخضر لعرض الأعمال في السينما العربية؟

سيد محمود
إلغاء الرقابة في الإمارات
لم تنتج السينما العربية في مسيرتها الطويلة أفلاما أثارت جدلا واسعا، وتسببت فى انتقادات واسعة كما حدث في الأعمال التي شاركت في مهرجانات السينما لهذا العام، عدد من الأفلام منها ما منع عرضه ومنها ما لن يعرض نهائيا، وما تم تأجيله بعد الاتهامات التي طالت صناعه في أثناء عرضه بالمهرجانات السينمائية التي أقيمت خلال 2021.

يأتي هذا في الوقت الذي تعلن دولة الإمارات إلغاءها للرقابة بوضع تصنيف جديد من سن 21 بدلا من سن 18 عام الذى كان معمولا به حتى في السينما العالمية، وهو ما يؤكد بأن هناك طفرة جديدة في حرية التناول للموضوعات العربية قد تسيطر في سينما عام 2022.

نرشح لك: طارق الشناوي: الرقابة الفنية تخشى من السوشيال ميديا وتستسلم لها

 

الأفلام هي “أميرة”، و”صالون هدى”، و”جيران”، و”شرف “

أميرة.. غضب أردني وسحب من الأوسكار

منذ عرضه فى مهرجان “الجونة” وفيلم “أميرة” يواجه تهديدات من قبل بعض من يرون به إساءة بالغة للأسرى الفلسطينيين، وبرغم ترشحه باسم الأردن للمشاركة في تصفيات الأوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي، إلا أنه وقبل ساعات من عرضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام سحب الفيلم من ترشيحات الأوسكار، والتنبيه على المنتجين له بسحبه من عروض مهرجان البحر الأحمر بجدة، وإصدار بيان أكد فيه مخرجه محمد دياب بأنه يحتكم إلى لجنة مشاهدة، ثم أعقبه بيان آخر من الهيئة الملكية الأردنية جاء فيه “نقدر قيمة الفيلم الفنية ونؤمن أنه لا يمسّ بأي شكل من الأشكال بالقضية الفلسطينية ولا بقضية الأسرى؛ بل على العكس، فإنه يسلط الضوء على محنتهم ومقاومتهم وكذلك توقهم لحياة كريمة على الرغم من الاحتلال.

عُرض فيلم” أميرة “بنجاح في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، مهرجان البندقية (إيطاليا) والجونة (مصر) وقرطاج (تونس)، وكذلك في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في عمّان. وقد فاز بجائزتين دوليتين في البندقية، لكن في ظل الجدل الكبير الذي أثاره الفيلم وتفسيره من طرف البعض بأنه يمسّ بالقضية الفلسطينية واحترامًا لمشاعر الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم” أميرة “لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار”.

الفيلم شاركت في بطولته صبا مبارك، تارا عبود وعلي سليمان، وينتظر مروره على لجنة بها اطراف محايدة تبدي رأيا نهائيا بالعرض أو المنع.

إلغاء الرقابة في الإمارات إلغاء الرقابة في الإمارات

صالون هدى.. مغامرة هاني أبو اسعد غير المحسوبة

فيلم “صالون هدى” أحد أهم الأعمال العربية التي عُرضت في مهرجان “البحر الأحمر السينمائي”، واجه أيضا بعض الانتقادات لتركيز مخرجه هاني أبو أسعد للمرة الثانية في مسيرته التي قدم فيها ستة أفلام روائية طويلة ورشح مرتين للأوسكار وحصل على الجولدن جلوب وجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان “كان” عن فيلمه “الجنة الآن”، وكان قد طرح مفهوم الخيانة من قبل في فيلم “عمر”.

يقول أبو أسعد أن قصة الفيلم موجودة فى الواقع الفلسطيني، حيث تستغل بعض الصالونات من قبل جهات مخابراتية لتجنيد بعض الفتيات، أو السيدات، ولكن طرح تجربة لها أبعاد أخرى، وخاض مغامرة صعبة ليقدم عملا متكاملا بثلاثة اشخاص وموقعين تصوير فقط.

الفيلم تدور أحداثه حول سيدة تدعى هدى تمتلك صالون لتصفيف الشعر في بيت لحم، تبتز إحدى السيدات بتصويرها فى مواضع مخلة، لتجبرها على أن تنفذ مهمة خاصة بالتجنيد ضد مصالح الوطن، وهنا تبدأ عمليات المكاشفة بعد القبض عليها والتحقيق معها، مفجرا قضية الولاء والخيانة فى آن واحد.

بعض ممن تابعوا الفيلم رأوا فيه تقليل من دور المراة الفلسطينية، وأهانة لها، وأن ما طرحه الفيلم ليس موجودا في الواقع الفلسطيني وبخاصة أن من قاما بمهمة الإبتزاز فلسطينيين هدى وصديقها.. في حين اشاد به نقاد وسينمائيون مؤكدين أنه تجربة مهمة تحذر من هذه النوعية من البشر، وسجلت وقائع كثيرة فى فلسطين من هذا القبيل، وكان الفيلم قد عرض فى مهرجان تورنتو ونال استحسان الكثيرين حيث اللغة السينمائية المختلفة، والتصوير وأهمية الحدث.

إلغاء الرقابة في الإمارات

“جيران”.. الأكراد، والتراك، واليهود.. والنظام السوري

فيلم “جيران” للمخرج الكردي السوري مانو خليل، عرض في مهرجان البحر الأحمر، ممثلا سوريا، مع أنه في مضمونه يهاجم النظام السورب فى فترة حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، حيث تدور الأحداث فى سنوان حكمه سوريا.

حرض المخرج على تقديم رؤيته من خلال عائلة يهودية، وعائلات كردية تعيش على الحدود التركية السورية، وتناول فى مزج رائع كل الأقليات التى تعيش فى مناطق حدودية ما بين العراق وتركيا وسوريا، من خلال طفل من أسرة يهودية ينقل المخرج معاناة عائلته التى تشعر بالإضطهاد، تقتل الأم على أيدي جنود النظام السوري آنذاك، فقدم علاقات مفككة، ومشاهد للرشاوى في فترة سابقة، والمدرس المتزمت الداعم بقوة للنظام آنذاك، قدم الفيلم صورا رمزية وأخرى صريحة للأوضاع العربية فى الستينات والسبعينات، كما هو واضح من الأحداث.. إشارات الفيلم كلها تعبر عن شعور الأكراد بالاضطهاد والتهميش عبر سنوات طويلة من الحكم العربي والتركي أيضا.

إلغاء الرقابة في الإمارات

“شرف” الأنظمة العربية ظالمة أم مظلومة؟!

“شرف” هو عنوان رواية للروائى صنع الله إبراهيم، يقدمها برؤية خاصة المخرج سمير نصر في فيلم بنفس الاسم “شرف”، شارك في بطولته ممثلون من سبع جنسيات عربية هم “تونس، الجزائر، مصر، فلسطين، لبنان، سوريا، ليبيا.

عرض الفيلم في مسابقات مهرجان البحر الأحمر، تناول حياة السجون في بعض الدول العربية، من خلال الشاب شرف، الذي يدخل السجن بعد جريمة دفاع عن النفس، يرصد صورا يراها المخرج لما يحدث في سجون بعض الدول العربية، لم يتعاطف بعض النقاد مع موضوع الفيلم بسبب لهجة الانتقاد العامة للحياة العربية، تمثيل أحمد المنيراوي، فادي أبى سمرة، خالد هويسة، رضا بوقديدة، توفيق البحري، سيناريو سمير نصر وصنع الله إبراهيم، إخراج سمير نصر.

إلغاء الرقابة في الإمارات ..ضوء أخضر

هل يمنح قرار إلغاء الرقابة في الإمارات هذه الأفلام وغيرها الضوء الأخضر للمرور إلى صالات العرض العربية ، يبدو أن هذا سيتحقق حيث تفتح دور العرض في الإمارات إلى كل الأفلام العربية ومنها هذه النوعية، والأفلام الأجنبية، دون التقيد بسن حيث أن التصتيف الجديد 21 عاما يسمح بعرض الأفلام بدون رقابة أو حذف كما هو معمول به في السينما العالمية.