قصة وفاة سيد درويش كما رواها "التابعي"

طاهر عبد الرحمن
قصة وفاة سيد درويش كما رواها التابعي
أقاويل كثيرة ترددت عن ظروف وأسباب وفاة فنان الشعب سيد درويش، 15 سبتمبر 1923، حيث قيل أن المخابرات الإنجليزية اغتالته بدس السم له، وقيل أن سبب الوفاة هو جرعة زائدة من مخدر المورفين، وقد ظل الجدل دون حسم لسنوات طويلة، وتجدد في نهاية عام 1965 مع إنتاج فيلم سيد درويش، بطولة كرم مطاوع وهند رستم وأمين الهنيدي.

ذلك الجدل هو ما دعا الكاتب الصحفي الكبير محمد التابعي أن يعلق عليه، ويدلي بما توفر عنده من معلومات كان قد تقصاها من بعض أصدقاء سيد درويش والمقربين منه قبيل وفاته الغامضة.

نرشح لك: عمرو منير دهب: المفاهيم المسبقة عن الشخصية المصرية

نزلة شعبية أم جرعة زائدة من المورفين؟

في عدد يوم 4 ديسمبر 1965 من جريدة أخبار اليوم، وتحت عنوان: كيف مات سيد درويش؟ ينقل التابعي رسالة من شخص اسمه منصور جاب الله يقول فيها أن الطبيب علي حسن، الذي كان يعالج سيد درويش في أيامه الأخيرة، أخبره أن الفنان “أصيب بنزلة شعبية حادة تحولت إلى ذات الرئة”.

لكن جاب الله يستطرد قائلا إن الشيخ مفرح محمود، وكان ملازما لدرويش، زاره ليلة 14 ديسمبر في منزل شقيقته، ووجده راقدا في الفراش، ولما سأله عن حاله رد عليه بكلمة واحدة: “شاي”، وفي صباح اليوم التالي مات، ويقول الشيخ مفرح أنه فهم من ذلك أن السم دُس له في قدح من الشاي”.

قصة وفاة سيد درويش كما رواها التابعي

شهادة محمد يونس القاضي

ينقل التابعي في السياق شهادة الشاعر محمد يونس القاضي، والذي كان شريكا فنيا لسيد درويش، أن صديقته “جليلة” قامت بحقنه بحقنة مورفين بناءا على طلبه، ثم تركته في تيار الهواء فترة طويلة حيث أصيب بنزلة شعبية حادة، كما جاء في شهادة الطبيب علي حسن.

قصة وفاة سيد درويش كما رواها التابعي

موقف أصدقاء سيد درويش

يكتب التابعي أن كل أصدقاء سيد درويش الذين ما زالوا على قيد الحياة، سنة 1965، يؤكدون أنه لم يمت قتلا أو مسموما أو بسبب المخدرات، وإنما السبب هو ذبحة صدرية حادة قضت عليه في ساعات.

قصة جليلة أم ركب

يستطرد التابعي في مقاله ليحكي قصة “جليلة”، التي وصفها الكثيرون بالصديقة المخلصة لفنان الشعب، والتي كانت معه حتى وفاته، ويصفها بأنها كانت “امرأة مستهترة، فارعة الطول، معروفة عند تجار الصاغة الصغرى بالإسكندرية باسم “أم ركب”، وأن تاجرا اسمه محمد عباس خطفها من سيد درويش، وأغدق عليها الهدايا الذهبية، وهو ما أثار غضبه عليها ودعاه لهجائها في “طقطوقة” تقول:

بيقولوا مرة عمل خلخال
ينفع ركب لـ 3 بغال
سألت مين لبسته يا عيال؟
قالولي دي جليلة أم ركب.

قصة وفاة سيد درويش كما رواها التابعي

الغريب أن التابعي لا يذكر أن “جليلة” تلك كانت الزوجة الثالثة في حياة سيد درويش، وأنه تزوجها قبل وفاته بـ 5 سنوات وأنجبت منه ابنا هو حسن سيد درويش.

ولقد عاشت جليلة حتى سن الـ 72، وماتت عام 1978، وكان الرئيس السادات قد كرمها ومنحها معاشا استثنائيا قبل وفاتها بعامين.

قصة وفاة سيد درويش كما رواها التابعي