لماذا لم نضحك مع جمهور "بودي جارد"؟

أحمد عدلي

لم اكن من الجيل الذي شاهد مسرحيات الفنان عادل إمام على خشبة المسرح، لكني أنتمي للجيل الذي شاهد مسرحياته على شاشة التليفزيون، وعاصر إعلانات مسرحيته الأخيرة “بودي جارد” التي عرضت على مسرح الهرم وكانت إعلاناتها مستمرة في التليفزيون حتى توقفها تقريبا، لذا من الطبيعي أن يكون هناك حماس لمتابعة المسرحية الأطول عرضاً في تاريخ المسرح المصري مع استمرارها لمدة 11 عام بدأت عام 1999 وانتهت عام 2010.

نرشح لك: كواليس ليلة وفاة مصطفى متولي في عروض مسرحية “بودي جارد”


على مدار 3 ساعات تقريباً هي مدة المسرحية لم أضحك مرة واحدة في المسرحية بينما كانت أصوات الجمهور تتعالى بالضحك طوال العرض تقريبا من دون توقف، عرض امتلأ بالنجوم في أدواره الرئيسية والذين لديهم رصيد كبير لدى الجمهور حتى وإن رحل عدد ليس بالقليل منهم عن عالمنا، لذا فالواقع النظري يقول أننا أمام مسرحية متميزة وظلت 11 عامًا على المسرح ومثلهم حتى يمكن مشاهدتها مجدداً.

نرشح لك: بعد عرض بودي جارد .. أبطال لم نشاهدهم في المسرحية

 

لم أشعر بأن المسرحية بها ما يجعلني أضحك، بداية من الإيفيهات التي اختفت تقريباً من الكوميديا مروراً بقدم التعليقات بما فيها السياسية التي حملت إسقاطات كما اعتاد عادل إمام في مسرحياته وصولاً إلى طول الأحداث بشكل لم يعد يتناسب مع إيقاع الجمهور الذي يتابع العمل عبر منصة شاهد التي حصلت على حقوق العرض الحصري والأول للمسرحية.

خلال الساعات الثلاثة كان يمكن اختزال نحو 50% من الأحداث بسبب كثرة الإيفيهات وتوقف الممثلين للضحك بالإضافة إلى أنها لم تكن تحمل جديداً بجانب طول بعض المشاهد بشكل مبالغ فيه لا سيما بعض الحوارات المنفردة التي جمعت بين عادل إمام ورغدة، بجانب بعض الإيفيهات المكررة من أعمال سابقة للفنان عادل إمام من بينها بعض التفاصيل التي تجعلك تقارن بين مشاهد في المسرحية وبعض مما تضمنه فيلمه “بوبوس” على سبيل المثال لا الحصر.

الانطباع الذي خرجت به من المسرحية أنني لم أشاهد عمل جديد لعادل إمام ولكني شاهدت مزيج من أعمال سابقة سينمائية ومسرحية لكنها لم تضحكني ليس فقط لأنني شاهدتها من قبل ولكن لأن الإيفيهات التي تقدمها لم تعد هي ما تضحك أبناء جيلي الآن، وهو أمر لا يتحمل عادل إمام وحده مسؤوليته ولكن كل من تسبب بإرجاءه طوال هذه السنوات ولم يسمح بعرضها، لتقدم اليوم كصورة باهتة يودع بها الزعيم مسيرته المسرحية التي ضمت أعمال خالدة.

أتفهم أن ما قدمته المسرحية كان مقبولاً خلال سنوات عرضها وإلا ما كانت لتستمر في العرض لمدة 11 عام ويأتي إليها جمهور من مختلف أنحاء العالم العربي لمشاهدتها، وتمتلئ قاعة العرض المسرحي بالجمهور كل ليلة مع مراعاة الاختلاف في تفاصيل العرض آنذاك والتي كانت تستمر طوال الأسبوع باستثناء يوم عطلة أو 4 ليالي عرض في الحد الأدنى من العروض.

نرشح لك: «بودي جارد».. أن تجمع أعمالك السابقة في مسرحيتك الأخيرة

 

في العرض الذي تابعناه على شاهد، يضحك الجمهور لكن في مشاهدتنا للمسرحية لم نضحك، ربما لأنها بقيت مؤجلة للعرض أكثر من اللازم بما أفقدها مضمونها المضحك، ربما لأن الجمهور الذي ضحك في المسرح ليس نفسه جمهور المنصة التي عرضت المسرحية من خلاله، فالمسرحية التي لم تنل إعجاب بعض ممن شاهدوه قد تحقق نجاح أكبر عند عرضها على الشاشات قريباً.