اختفاء عجوز أمريكية مصابة بكورونا نقلتها الإسعاف إلى المستشفى

محمد الحلواني

تُواصل عائلة أمريكية جهودها منذ 30 مارس الماضي، في البحث عن جدتهم، والتي تُدعى ماريا كوريا (73 سنة)، ومصابة بفيروس كورونا.

تبحث العائلة عن الجدة، بعد أن قال لهم مسعفو الطوارئ الطبية، إنهم سينقلونها من غرفتها بمنزل العائلة في سيارة الإسعاف إلى المركز الطبي بمستشفى جامايكا في كوينز، وهو واحد من العديد من مرافق الرعاية الصحية في مدينة نيويورك التي تستقبل مرضى كورونا كوفيد-19، ولكن عندما اتصلت عائلتها بالمستشفى في اليوم التالي للسؤال عن حالتها، قيل لهم ليس لدينا مريضة بهذا الاسم.

لم تترك العائلة مكانًا لم تبحث فيه عن الجدة ماريا، بما في ذلك قسم الشرطة وخدمات الطوارئ والمستشفيات الأخرى وخدمة الإسعاف التي نقلتها وهي على مشارف الموت، وحتى إدارة الإطفاء، بحثوا في كل مكان محتمل دون جدوى.

نرشح لك: بسبب كورونا.. ظهور جيل جديد من المؤثرين وصناع المحتوى

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن معاناة عائلة الجدة ماريا ومحنتهم، توضح شدة الضغط الذي فرضته جائحة فيروس كورونا على المستشفيات والقطاع الطبي في المدينة، ونظام الاستجابة للطوارئ على نحو لم يسبق له مثيل، ووصل عدد المكالمات التي يتلقاها الخط الساخن 911 إلى أرقام قياسية، وتصرخ إدارات المستشفيات بعد أن ينفد مخزونها من الأقنعة الواقية، وتواجه عجزًا كلما اكتشفت حالات إيجابية بين الأطباء والممرضات، كل هذه العوامل مجتمعة حوّلت المشهد في نيويورك إلى ما يشبه مدينة تحت القصف.

تعتبر كوينز أكثر المناطق تضررًا في نيويورك، بأكثر من 23000 حالة إيجابية – أي أعلى من بروكلين بما يقرب من 5000 حالة، حتى مساء الاثنين.

بدأ اختفاء الجدة ماريا بمكالمة من عائلتها لخدمة 911 بعد الساعة الثالثة مساء، حسب سجلات الخدمة، بعد أسبوع واحد من وفاة زوجة ابنها في نفس المنزل، كان حزن العائلة على الراحلة شديدًا، لكنهم فوجئوا بأعراض الإعياء والقيئ وعدم استقرار مستوى السكر في الدم تظهر على الجدة بشراسة.

وسرعان ما شعر أفراد الأسرة الخمسة الآخرين بالإعياء، ولكن الحالة الصحية للجدة بدأت تتدهور، فقد جوليان زوجته قبل أسبوع، والآن يفقد والدته ماريا رغم أنه أبلغ المسعفين الذين نقلوها من المنزل باسمه وأعطاهم زجاجة دواء تحمل اسم والدته بالكامل.

وتطالب العائلة بفحص كاميرات مستشفى جاميكا التي من المفترض أن تسجل من يدخل ومن يخرج، لوضع نهاية لمأساة العائلة التي لا تدري أين ذهبت جدتهم، ولكن الغالب على ظنهم أنها توفيت متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا.

نشرت العائلة صورة الجدة ماريا على مواقع التواصل الاجتماعي، في ظروف تذكّر بنشرات البحث عن مفقودين التي انتشرت في جميع أنحاء المدينة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، ولكن إدارة المستشفى قالت لنيويورك تايمز في بيان: لا توجد مريضة بهذا الاسم ولا بتاريخ ميلاد السيدة ماريان، ورفضت المستشفى الإدلاء بأي تفاصيل إضافية، محتجة بقانون سرية بيانات المرضى.

نرشح لك: دراسة: وفيات كورونا في بريطانيا ستمثل 40% من إجمالي وفيات أوروبا