كيفية التأكد من حقيقة الصور قبل استخدامها صحفيًا

نقلًا عن منتدى المحررين المصريين

 ايهاب الزلاقى

هل واجهت أحد المواقف فى العمل حيث تتلقى صورة فوتوغرافية مهمة للعمل أو للتحقيق الصحفى دون معلومات مرفقة؟ أو أنك ترغب فى التأكد من حقيقة وصدق هذه الصورة قبل استخدامها؟ فى الحقيقة تتكرر هذه المواقف كثيرا فى العصر الحالى، ومسألة التحقق ومعرفة التفاصيل أصبحت من المهارات الأساسية التى يجب على الجميع اتقانها، وهو الأمر الذى سنشرحه بالتفصيل عبر السطور المقبلة، مع الأخذ فى الاعتبار أن الصور المنشورة على الشبكات الاجتماعية (فيس بوك وتويتر) لا تحتوى على أغلب المعلومات الهامة، لذا فإن الاستفادة الحقيقية من هذه النصائح ترتبط بالصور الأصلية فى أغلب الأحيان.

دعونا نبدأ بسؤال بسيط. أين تم التقاط هذه الصورة؟ (قم بتحميل الصورة الأصلية التى تتضمن البيانات الخفية)

إحدى الطرق التقليدية المستخدمة للتعرف على موقع الصورة هى البحث عبر محرك جوجل أو TinEye. وطالما كان واضحا لك اسم المبنى أو العنصر الظاهر فى الصورة، من السهل الوصول إلى الموقع. ولكن هذه الطرق ليست كافية فى أغلب الحالات والمواقف، ولذا يجب استخدام أساليب أخرى. ومنها على سبيل المثال محاولة التعرف على المعلومات المتضمنة فى الصورة والتى لا تظهر أمامك منذ الوهلة الأولى.

كل ملف للصور الرقمية يحتوى على مجموعة إضافية من المعلومات يطلق عليها اسم “ميتا داتا” metadata والتى يتم تخزينها داخل الملف. وتأتى الصور ومعها تلك المعلومات الأساسية مثل الجهاز التى تم التقاطها به، ومن بين المعلومات الأخرى: الوقت والتاريخ الأصلى، الموقع الجغرافي للصورة، موديل الكاميرا وضوابطها، وأيضا المعلومات الخاصة بحقوق الملكية.

هذه المعلومات تساعدنا على التحقق من جانبين، الأول التأكد من موقع وزمن التقاط الصورة، والثانى التأكد من أن الصورة أصلية أو تم التلاعب بها بشكل أو بآخر، وكيف تم هذا التلاعب.

بيانات الموقع الجغرافى Geo-Location –إن وجدت- مفيدة للتحديد الدقيق للمواقع. ومع ذلك فإن توافر مثل هذه البيانات يعتمد على عدد من العوامل.

أولا: يعتمد هذا الأمر على الجهاز الذى تم التقاط الصورة من خلاله، حيث قد لا تحتوى بعض الأجهزة أو الكاميرات على عناصر

 GPS لتتبع الإحداثيات.
ثانيا: قد يقوم المستخدم بتعطيل ميزة الموقع الجغرافى على الأجهزة للحفاظ على الخصوصية أو لتوفير استهلاك البطارية أو أى سبب آخر. وأخيرا يعتمد هذا الأمر على الخادم الذى تم نشر الصورة من خلاله حيث تقوم مواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك أو تويتر أو انستجرام بحذف البيانات التعريفية من الصور عند تحميلها عبرها. ومع يمكن أن تستخدم هذه المواقع بيانات تحديد الموقع مباشرة إذا كان جهاز المستخدم يسمح بمشاركة تلك البيانات
.

الكشف عن بيانات EXIF التى تحتويها الصورة يتم بسهولة بالغة، أبسط طريقة هى تنزيل ملف الصورة على جهاز الكمبيوتر ثم النقر بزر الماوس الأيمن على الملف واختيار Prosperities ومن خلالها اختيار تبويب Details حيث يمكن مراجعة جميع البيانات المرفقة بالملف. ومع ذلك فإن بعض الخدمات للكشف عن بيانات الصور المتوافرة عبر الإنترنت ستكون أكثر توفيرا للوقت. ومن أشهر هذه الخدمات موقع جيفرى http://exif.regex.info/exif.cgi حيث تقوم هذه الخدمة بتحليل ملف الصورة وتوفير جميع المعلومات المتاحة داخله.

لنأخذ مثالا بالصورة التى نتحدث عنها منذ البداية، عن طريق تحميلها عبر الموقع المذكور أعلاه نرى أنه تم التقاطها باستخدام جهاز iPad فى 6 أكتوبر 2013، الساعة 4:59 مساء، ونظرا لأن رابط الصورة لم يتم رفعه على خوادم فيس بوك أو تويتر فإن بيانات الموقع الجغرافى هى الأخرى متاحة. أما الميزة الأهم من خلال موقع “جيفرى” فهى إمكانية عرض البيانات على خرائط جوجل أو ويكي مابيا أو ياهو مباشرة. وبهذا المنطق نعرف أن الصورة تم التقاطها فى مدينة برنو بجمهورية التشيك بالإضافة إلى اتجاه التصوير التقريبى أيضا وهذا الأمر يساعد أيضا فى عملية التحقق من المعلومات المرتبطة ببعض العناصر الموجودة فى الصورة وكيف تتسق فى المنظر الطبيعى العام.

وبنفس المنطق، تعمل خدمة http://www.findexif.com بنفس الطريقة، لكنها تقبل الصور المنشورة على الإنترنت فقط ولا يمكنها تحليل الصور المرفوعة من جهازك الشخصى.

جزء آخر مهم من المعلومات التى قد يتم سحبها من البيانات المرتبطة بالصورة هو الكشف إن كان الصورة قد تم تحريرها أو التلاعب بها. وفى هذه الحالة فإن هناك خدمة أخرى أكثر أهمية فى هذا السياق وهى خدمة https://fotoforensics.com والتى تعمل على الجوانب الفنية للصورة. يمكن تحميل الصورة مباشرة إلى الخدمة من الجهاز الشخصى، أو وضع رابط مباشر للصورة الموجودة على الإنترنت. ومنذ البداية تعرض الخدمة تاريخ التعديل الأصلى والأخير الذى تم على الصورة، كما يوفر أيضا خيار يطلق عليه ELA والمتعلق بتحليل مستوى الخطأ، ويمكن النظر إليه مثل المساح الضوئى الذى يعرض إذا كانت الصورة قد تم التلاعب بها من عدمه، وعلى الرغم من أن هذه التعديلات قد لا تبدو ملحوظة للوهلة الأولى، كما أنها تحتاج لبعض الخبرات والتدريب إلا أن أساسيات عملها ليست معقدة حيث يمكن تحديد نطاق ونوع التلاعب مثل مونتاج الصور على سبيل المثال.

ومن أجل التعمق أكثر فى موضوع تحليل تزييف الصور، من الممكن قراءة هذا المرجع السريع حول الموضوع https://fotoforensics.com/tutorial-meta.php بالإضافة إلى بعض النقاط السريعة التالية:

– نفس مساحات اللون الواحد التى تعرضها ELA يجب أن تمتلك نفس درجة الوضوح. فإذا وجدت أن مساحات اللون الواحد تتباين فى درجة الوضوح فمن المحتمل أنه تم التعديل على الصورة

– إعادة حفظ الصورة فى ملفات JPEG تقوم بضغطها إلى درجة جودة أدنى. وفى أدنى درجات ضغط الصورة فإن علامات الضجيج noise يجب أن تكون مرئية

– المنطقة التى تم لصقها فى الصورة الأصلية من صورة أخرى تحت تحليل ELA يمكن أن تكون أكثر وضوحا أو بريقا من المساحات الأخرى. ولكن تباين الوضوح لا يعنى بالضرورة أنه تم تحرير الصورة، لأن عمليات تحديد المناطق Sharping تؤدى لنفس التأثير، ولكنها تطرح بشكل أو بآخر إمكانية التلاعب بالصورة.

– تترك برامج تحرير الصور مثل فوتوشوب أثرا لتباينات لونية “قوس فزح” على الصورة، هذه الآثار ليست دليلا على التلاعب أو تحرير الصورة، ويكفى مجرد استخدام البرنامج لحفظ صورة إلى ترك هذه الآثار.

هذه الأدوات والنصائح أصبحت ضرورة حتمية يجب على كل صحفى أن يتقن التعامل معها للتأكد من أصالة وصحة الصور التى يتعامل معها، قبل أن يتورط فى استخدام إحدى الصور المزيفة والتى ينتج عنها فى النهاية قصة زائفة.

لمزيد من المتابعة على منتدى المحررين المصريين