15 تصريحًا لـ خالد منصور.. أبرزها سبب قلة البرامج الثقافية

نرمين حلمي

قدم الإعلامي خالد منصور العديد من البرامج الإعلامية المتخصصة في الشأن الثقافي، واستضاف ما يزيد عن 300 ضيف خلال أربع سنوات عمل في فضائية “النيل الثقافية”، من خلال برنامجي “ليالي” و”حالة”، تميز في تقديم الأعمال الأدبية بشكل مختلف عن السائد، وحرص على المحافظة على تلك الوتيرة خلال عمله الإعلامي.

اعتمد “منصور” على قراءة الأعمال الأدبية بشكل دقيق قبل تقديمها، لذا تجده قد يكشف عن ذات تلك الأعمال وهوية أصحابها، فلم يعد شغله الشاغل تقديم الكاتب فحسب، بل ظل مهمومًا بما سيقدمه للمُشاهد من خلال كل عمل.

نرشح لك.. الكتب الأكثر مبيعًا في 8 مكتبات خلال إبريل 2018

كل ذلك وأكثر عن الكتابة والكُتاب والقراء والبرامج الثقافية وغيره، تحدث فيه “منصور” مع “إعلام دوت أورج” وهو ما نوضحه خلال السطور التالية:

1- أقرأ النص الأدبي وأكتب قراءة مختلفة عنه، في محاولة للوصول إلى روح النص وللقضية التي يناقشها العمل الأدبي، ويسعى لتوصيلها الكاتب أو الكاتبة، والتي من الممكن أن تكون الهاجس المشترك بينه وبين القارئ، وأفضل دومًا أن أقرأ العمل وما كُتب عليه، للتعرف على الرؤى المختلفة حول هذا العمل.

2-أحاول أن أحافظ على معادلة تناول العمل الأدبي دون أن أحرق تفاصيل قصته للقارئ في أي من حلقات برنامج “ليالي” أو “حالة”، بل بصورة قد تناقش الفكرة والحبكة والقصة والأدوات التي استخدمها الكاتب في السرد وبناء العمل، وتشارك القارئ فيها.

3- كل عمل قد يشير إلى شخصية كاتبه أو كاتبته، مجرد اختياره للفكرة هو طريقة للتعبير عنه، كما أن أسلوب الكتابة ذاته، يشير إلى ما يهتم به المؤلف، سواء كان اهتمامه بالكتابة الأدبية ذاتها، أو اللغة وجماليتها، أم الاهتمام بطرح قضية أو فكرة ما، أشعر دومًا إنني أعرف بعض الكُتاب من قبل أن ألتقي بهم، لأنني بالفعل تعرفت عليهم من خلال ما كتبوه واهتموا بتناوله من قبل في أعمالهم الأدبية، فضيفي هو صديق محتمل دائمًا.

4- النقد الأدبي لم يفقد مكانته أو دوره، وما زالت هناك بعض المقالات النقدية التي تلقي الضوء على بعض الأعمال الأدبية القيمة أو ذات المواضيع الهامة، ولكن المناخ الثقافي العام في المجتمع هو الذي يعاني من كونه أقل ميلاً للثقافة وللشغف بالمعرفة، مقارنة بما كان عليه في السنوات الماضية.

نرشح لك.. 4 روايات ضمن دراما رمضان..تعرف عليها

5- هناك نقص في عدد البرامج الثقافية، المتواجدة على الساحة الإعلامية حاليًا؛ نظرًا لما يمكن تلخيصه في ثلاث اَفات، أولهم لأننا في زمن استهلاكي بشكل كبير، والذي بات يتحكم فيه المعلنون ووجهة نظرهم أكثر من المسئولية المجتمعية، التي تتمثل في إعلاء قيمة الثقافة وما شابه، والأفة الثانية في طريقة تناول المحتوى، والذي لا يجذب المتلقيين في كثير من الأحيان، وثالث أفة تتمثل في مقولة “الجمهور عايز كده”، التي يتبناها الكثيرون، بالرغم من أن الجمهور عند تقديم محتوى جيد له يتفاعل معه ولا ينساق لغير لما هو غث ومبتذل.

6- أتابع عدة برامج مختلفة، أرى أنها استطاعت تقديم شيء مفيد، منهم: “مشارف” للمغربي ياسين عدنان، “بيت القصيد” لزاهي وهبي وأرى أن ماسبيرو يستطيع حمل عبء رسالة الإعلام والتثقيف بصفته واحدًا من أدوات الدولة الفعالة وأحد عناصر قوتها الناعمة وقناة النيل الثقافية تقوم بتقديم العديد من البرامج التي توضح سمات الثقافة والهوية المصرية مثل “عزف الأنامل”، و”الرحلة”، و”إبداع”، و”الجسر”، و”الرفيق”، و”لقطة” والذي يتمثل في تغطية لمعارض الفن التشكيلي بالإضافة للعديد من البرامج الحوارية التي تغطى مختلف الإصدارات والفعاليات الإبداعية الثقافية.

7-  أتابع كل جديد من الإصدارات والمؤلفات الأدبية، لا سيما الرواية والقصة، ومن ثمّ أقرأها وأحدد إذا ما كنت سأتناولها في حلقات البرنامج أم لا، وبالطبع يمكن أن يكون ترشيح رواية لجائزة ما، أمرًا يجذبني لتناول هذا الكتاب وموضوعه في حلقة من حلقات أي من برامجي إلا أنه ليس المعيار الوحيد بالطبع ولكن لأنه يعتبر ترشيحًا من ذائقة لجنة مختصة.

نرشح لك: 13 تصريحًا لـ عماد العادلي.. أبرزها عن إدارة الندوات وكتابه الجديد

8- أرغب دومًا في توسيع دائرة المبدعين الذين أقوم باستضافتهم، لتقديمهم لمشاهد برنامجي: “ليالي” أو “حالة”، عن طريق استضافة كُتاب من محافظات أخرى، خارج القاهرة، أو من بلاد عربية أخرى، مثلما كنت أفعل أثناء إذاعة حلقات البرنامج من معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، مستغلاً فكرة كونه مركزًا للقاء الكُتاب من البلدان المختلفة ووفودهم للمعرض كل عام.

9- لست ضد فكرة “الكتب الأكثر مبيعًا”، ولكنني ضد اعتبارها معيارًا أساسيًا لجودة العمل وتحقق الكاتب؛ كل كاتب يحب أن يصل إبداعه إلى أكبر عدد من المتلقين ولكن لا يعنى هذا أن يطوع كتابته لقارئ يريد كتابة دون المستوى يتسلى بها دون أن تتفاعل مع وجدانه وتثور وعيه.

10- شئنا أم أبينا، لا يمكن للكتب الإلكترونية أو الشهيرة بكتب Pdf أن تزيح الكتاب المطبوع والعكس صحيح أيضًا، فلكل منهما مكانته وقيمته عند القارئ، ويمكننا القول أن الكتب الإلكترونية قد أدت لرواج حركة القراءة وانتشارها، وأحيانًا في زيادة مبيعات الكتاب المطبوع نفسه.

نرشح لك: آخرهم أحمد خالد توفيق.. هؤلاء تمردوا على أضواء القاهرة

11- مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشار بعض الكُتاب والمبدعين خارج نطاق محافظاتهم، وسهلت من عملية التواصل معهم، ولم يعد عدم وجودهم في القاهرة أمرًا عائقًا بالنسبة لهم، ولكنني أرى أن الكتب التي تُطبع على الصعيد الإقليمي فقط، هي التي ما زالت تُظلم؛ لعدم انتشارها خارج نطاق المحافظة التي تُطبع فيها، ولكنها مشكلة عامة وهي مشكلة التوزيع في مصر وكذلك قدرة الكتاب المصري على التواجد بقوة في رفوف المكتبات العربية.

12- رأيي في بعض الأعمال الأدبية، التي تنتمي لأدب الرعب، يمكن أن ألخصها فيما يلي، إني أحيانا أتأمل في فكرة إن يقرر انسان إلقاء قنبلتين نوويتين على مدينتين لإخضاع وترهيب الأصدقاء والأعداء، يمكن أن يكون أكثر رعبًا من أفكار كثيرة في روايات الرعب، وللأسف الواقع مليء بما يرعب وينتهك إنسانيتنا، ولذلك أميل إلى نوعيات أخرى للكتابة أكثر من أدب الرعب مع رأيي في عدم التقليل منه أو إقصائه ولكن إخضاعه أيضًا للنقد والدراسة.

13- لم أتطرق لمناقشة بعض القضايا الخاصة بالمشهد الثقافي في مصر ضمن حلقات برنامج “ليالي” أو “حالة”؛ لأنني لا أريد أن ابتعد عن فكرتهما الأساسية، في تقديم أو مناقشة عمل أدبي ما بصفتي أقدم برنامجًا متخصصًا في ذلك، ولكن من الممكن مناقشة هذه القضايا مما هو مكتوب بين السطور في بعض الأعمال الأدبية.

نرشح لك.. ماذا يقرأ هؤلاء السبعة حاليا؟

14- أرى أن ما ينقص المشهد الثقافي في مصر، هو فكرة انجذاب الجمهور للمشاركة في فعاليات المهرجانات أو المعارض الثقافية بكثافة وكيفية تأثير ذلك على وجدانهم وأفكارهم وطريقة تفاعلهم مع الحياة، هناك عامل مهم علينا أن نبحث عنه لتحقيق ذلك، لا أستطيع تحديده بالتحديد، ولكنه ينقص من قيمة تأثر الجمهور بتلك الفعاليات؛ وبالتالي لا يظهر تأثير لزخم ثقافي كبير تتمتع به مصر.

15- لن أقدم برنامج “حالة” أو “ليالي” خلال شهر رمضان الفضيل، لقيام القناة بنقل العديد من الفعاليات الثقافية الهامة كحفلات الأوبرا وندوات ملتقى الفكر الإسلامي، ولكنني اعتبرها فترة هدنة لتحضير ما سأقدمه بعد العيد، من خلال قراءة العديد من الأعمال الأدبية، والاتفاق مع العديد من الكُتاب والكاتبات المتميزين.