كيف يرى إبراهيم عيسى العلاقة بين الكاتب والقارئ؟

محمد حسن الصيفي

في الحلقة الثانية من برنامج “وصفوا لي الصبر”، المُذاع على قناة “TeN”، مع الكاتب والمبدع عُمر طاهر الذي يتوغل أكثر في حرفة الكتابة ويستغرق بداخل تفاصيلها المختلفة، تحدث عن القارئ وعلاقته بالكاتب ومدى تأثيره على الكاتب خصوصًا في عصر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الأسئلة والأفكار.

لجأ الكاتب في الحلقة لإبراهيم عيسى صاحب التاريخ الطويل الممتد لأكثر من ثلاثين عامًا انخرط فيها بنجاح مع القارئ وخاض في دروب الكتابة المختلفة في بلاط صاحبة الجلالة متنقلاً بين السياسة والتاريخ والمجتمع وكذلك بنفس النجاح للرواية.

نرشح لك: أسود لامع بطريقة غادرة.. للموت أشكال أخرى

أجاب عيسى خلال الحلقة على الأسئلة الهامة التي تشغل بال المذيع اللامع وبال الكثير من المحبين لحرفة الكتابة، وفيما يلي يرصد “إعلام دوت أورج” أبرز تلك الإجابات.

1.القارئ أصبح عدوانيًا فعلًا، نظرًا لما حدث خلال السنوات الأخيرة، وامتلاك نافذة تعبير متمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي، والسحر الخرافي لتحول الشفهي لمكتوب خصوصًا في حالة تداوله وإعادة نشره، فيأخذ قدرًا من الاهتمام ويتحول لرأي.

2. هناك فرقٌ كبيرٌ بين أن تكتب وجزء من معادلتك وجود القارئ، وأن تكتب من الأساس للقارئ.

3. المواطن الأمريكي جاهل بالمعنى الحرفي للكلمة رغم ذلك معدل قراءته 11 كتابًا في السنة.

4. إن الشتائم التي تصل من القارئ العنيف “زكاة” وضريبة يُخرجها الكاتب لشهرته ونجاحه ووصول عددٍ كبيرٍ من القُراء إليه.

5. وجود القراء يحفز على الكتابة، لكن ماذا تكتب؟ ذلك الأمر يجب أن تقرره أنت.

6. القارئ المحدود صاحب الصوت العالي هو النوع المتواجد دائمًا، فتلك العينة تريد رفع متوسطها ولكن بعنف الرأي وعلو الصوت، “اللي بيشدك من البنطلون هو القصير”، لذلك يحاول دائمًا صنع الفجوة بينك وبينه بـ”زعيق وشتيمة ومحاولات مستمرة لجذب الانتباه”.

7. الموهبة تمكنك من الأدوات والخبرة تمكنك من العرض، لكن محتوى الفكرة يختلف، المحتوى له علاقة بحجم نضجك ووعيك وقراءتك وثقافتك وتنوعك المعرفي وموسوعيتك و”دي حاجة مش قليلة أبدًا، دي زي البنزين اللي بيمشي العربية، العربية عمرها ما بتخلق البنزين اللي بيمشيها، ودا سبب مهم لاستمرار الكاتب وشغفه”.

8. لكي تجد اهتمام وحفاوة يجب تكون أنت نفسك مهتم ومحتفي بما يدور حولك، خاصةً في عالم الكتابة والإصدارات الجديدة وشغفك المستمر.

9. نجيب محفوظ هو الكاتب الذي استمر مع كل الأجيال لمواكبته العصر وتطور الحياة، فبعد الثُلاثيات والأعمال الضخمة اتجه في الثمانينات للرواية القصيرة مواكبةً للعصر وظروفه، التي فرضت ذلك، ولكن بأفكاره وإبداعاته الخاصة، وكذلك أسامة أنور عكاشة الذي قدم “ليالي الحلمية” المسلسل الذي نجح نجاحًا باهرًا ومستمرًا حتى اليوم.

10. عبّر عيسى عن مشكلة القراءة في مصر بأنها تعود بالأساس لمشكلة في التسويق وندرة في العرض، ففي قريته بمحافظة المنوفية لا توجد مكتبة لعرض وبيع الكُتُب وكذلك في القُرى المجاورة لها، وهو ما يسري بالتأكيد على عديد من القرى والمدن في مصر، لافتًا إلى أن مصر بكافة محافظاتها بها 416 دار عرض لأفلام السينما فقط، بينما مدينة باريس فقط 1200 دار عرض سينمائي وهو ما يوضح الأزمة بشكلٍ مجرد.