ما الذي يتمناه أحمد شبكة في عيد ميلاد "جاهين"

إسلام وهبان

لم يكن مجرد شاعرا موهوبا أو كاتبا متميزا أو رسام كاريكاتير مبدعا وخفيف الظل فحسب، بل كان فنانا موسوعيا وإنسانا عاشقا للحياة وفيلسوفا بامتياز، صلاح جاهين هو صانع البهجة وأحد رواد العامية الأوائل، أو إن شئت قل “معجون فن”.

نرشح لك: أشرف توفيق: صلاح جاهين انحاز للفكرة وليس للنظام

ولد “جاهين” في 25 ديسمبر 1930، لعائلة لا تنتمي للطبقة الفقيرة، إلا أنه استطاع بفنه أن يصل للفقراء ويتحدث بلهجتهم، ويبرز مشاكلهم، بل وونيسهم الأشهر، واحتفاءً بمرور 87 عاما على ميلاد الطفل المعجزة، تواصلإعلام دوت أورج” مع عدد من شعراء العامية الحاليين، للحديث عن صلاح جاهين وتقديم رسالة له في عيد ميلاده. من بين هؤلاء الشعراء الشاعر أحمد شبكة، والذي قال:

بداية حبي لصلاح جاهين كانت من خلال استماعي منذ صغري لأغانيه، وبالأخص أوبربت “الليلة الكبيرة”، ولكوني عاشقا للبحث و”الدعبسة”، جذبتني كلمات أغانيه ودفعتني للبحث عن كاتبها، وبعدها تعرفت على رباعياته وأعماله الكاملة ورسومه الكاريكاتيرية.

نرشح لك: صلاح جاهين.. “أراجوز مصر” الذي دفعه الخوف لتأليف “الليلة الكبيرة”

من أكثر القصائد التي أحببتها لجاهين وقمت بتسجيلها بصوتي كانت قصيدة “ميلاد”، التي كتبها بمناسبة عيد ميلاده الثلاثين، ولم تأخذ حقها من الشهرة، إلا أنني اعتبرها الأقرب لقلبي.

لو أردنا وصف صلاح جاهين في كلمات قليلة، فهو يمثل “الفلسفة البسيطة”، فهو فيلسوف كبير، لكنه يستطيع بمهارة فائقة أن يوصل فلسفته بكلمات وتعبيرات بسيطة ومفهومة، فدائما ما تخرج بفكرة مختلفة أو نظرة جديدة للحياة مع كل قصيدة أو رباعية تقرأها له.

نرشح  لك – دعاء عبد الوهاب تكتب: أنا وجاهين وزهر الشتا

بالتأكيد في كل جيل نجد نوابغ ومواهب مميزة، والجيل الحالي من الشعراء أراه مبشرا ومتميزا للغاية لكن لم أرى بعد شخص بموسوعية صلاح جاهين، والذي أرى أن تركيبته تضم 5 شخصيات مختلفة.

أتمنى في عيد ميلاده أن يتم تدريس شخصية مثل جاهين بالمناهج، فهو فنان غير تقليدي واعتبره قدوة واستاذ للكثيرين، وأرى أنه قد حان الوقت لتغير النظرة لشعراء وشعر العامية بوجه عام، فالعامية تحمل من الصور والفلسفات والخبرات ما يؤهلها لأن تدرس مثلها مثل الفصحى، خاصة عمالقة العامية مثل جاهين وسيد حجاب وغيرهم ممن أحدثوا طفرة في هذا اللون الشعري.