طارق الشناوي عن شمس البارودي: من "البكيني" إلى "النقاب"!

 

نقلًا عن “المصري اليوم”

مسافة شاسعة لو حسبتها بالمنطق العقلي إلا أنها تبدو مجرد (فركة كعب) لو كانت وراءها المشاعر، فى فيلم (كفاني يا قلب) كانت شمس البارودى ترتدى (البكينى)، يشاركها البطولة ويخرج وينتج الفيلم زوجها حسن يوسف، ولم تجد وقتها شمس ولا حسن أى اعتراض فى الشارع يحتاج للتوضيح لماذا البكينى؟.

بعدها بأعوام قليلة كانت شمس قد تحجبت ثم سارعت بعد أشهر بارتداء النقاب أيضا لتصبح أول فنانة تقف فى هذا الطابور، وذلك قبل أن تبدأ معركة حجاب الفنانات التى كان يقودها الشيخ محمد متولى الشعراوى، محققا انتصارا وراء آخر مع حجاب كل فنانة.

فى حوار أجرته الزميلة رشا صمويل على صفحات العدد الأخير من (الكواكب) دافعت شمس عن ظروف ارتدائها البكينى فى الفيلم، من منطلق فنى بحت، مؤكدة فى النهاية أنه تمثيل فرضه السياق الدرامى، بل تذكرت مشاهد سابقة لشويكار فى فيلم (الجبان والحب) الذى أخرجه أيضا حسن يوسف وتبادلا فيها القبلات وأكدت أنها لم تشعر حتى بالغيرة من شويكار، تلك النظرة المرنة للفن تغيرت تماما بعد الاعتزال، أصبحت تشاهد العمل الفنى من خلال منظار الحلال والحرام، تعبر الخط الفاصل بين الشاشة والشارع، صارت تمتلك مرجعية واحدة، وهى الدين، وهذا هو ما دفعها لكى تطلب من المخرج صلاح أبوسيف بأن يوقف عرض فيلم (حمام الملاطيلى) الذى أخرجه فى مطلع السبعينيات، إلا أن اعتزال شمس بعدها بعشر سنوات أعاده مجددا لدور العرض محققا إيرادات ضخمة جدا، وقتها لم يكن قد انتشرت بعد أجهزة الفيديو، وبالطبع لم يكن البث الفضائى قد بدأ بعد، فكانت دار العرض هى المكان الوحيد للتعاطى مع العمل الفنى، الغريب أن صلاح أبوسيف كان قد أنتج الفيلم أيضا إلا أنه باع حقوقه، وعندما طلبت منه شمس شراء النسخة الأصلية أكد لها أن (حمام الملاطيلى) قد خرج من قبضته.

شمس نادمة على كل ما قدمته من أفلام، بينما فى نفس الوقت تشجع ابنها عمرو حسن يوسف على مواصلة المشوار، لم نسمع أن عمرو مثلا يرفع شعار السينما النظيفة أو الملتزمة، هو يتواجد فى أى مساحة تُعرض عليه ولم يملك بعد ترف الاختيار، الشيخ محمد متولى الشعراوى لعب دورا كبيرا فى توجيه هذه العائلة، ومن الواضح أنه كما منع شادية من مواصلة الغناء حتى الدينى، سبق له أن منع شمس من التمثيل، بينما نصح حسن يوسف باستكمال المشوار قائلا له إنه علم الناس التهريج والضحك والشقاوة ومعاكسة الفتيات فى أفلامه القديمة، عليه الآن أن يعلمهم القيم النبيلة، وحذره فقط من تقديم مشاهد الزواج فى الأفلام، لأنها طبقا لمفهوم الشعراوى تخضع شرعيا لهذا الحديث (جده جد وهزله جد) أى أن تمثيل الزواج يعتبر زواجا.

شمس خلعت النقاب وهى تبرر ذلك بأن البعض كان ينتحل شخصيتها، فقررت كشف وجهها، رغم أنها فى حوار سابق قالت إن الشيخ القرضاوى هو الذى أباح لها ذلك، حيث التقى معها وحسن يوسف فى أحد الفنادق وأثناء تناول الغداء وجدت صعوبة وهى تأكل تحت النقاب فنصحها بخلعه نهائيا.

لماذا لم تتبرأ شادية من مشوارها الفنى بينما كانت ولاتزال شمس البارودى تعلن ندمها وتبرأها- فى أى حوار- عن كل المشوار؟ وكيف انتقلت فى لحظات من البكينى إلى النقاب؟!!.