واحة الغروب من قلم بهاء طاهر لكاميرا كاملة أبو ذكري

هالة منير بدير

“واحة الغروب” .. رواية بهاء طاهر التي تدور أحداثها في واحة سيوة في أقصى الغرب المصري(مأمورها الحقيقي يُدعى “محمود عزمي” ) ، جمع فيها طاهر بين السياسة والتاريخ، بين عصر الثورة العرابية وعهد الإسكندر المقدوني، بين عبق وعمق الماضي وبين هزيمة وانكسار الحاضر، سيتم تناول الرواية في مسلسل تليفزيوني في دراما رمضان 2017 ، وواحة سيوة لم تكن الموقع الأول الذي ينسج فيه بهاء طاهر روايته البديعة تلك، وإنما سبقها إلى جنبات تلك الواحة مجموعته القصصية “أنا الملك جئت”..

قصة الرواية :
ينتقل الضابط المصري محمود عبد الظاهر “خالد النبوي” إلى واحة سيوة برفقة زوجته الأيرلندية كاثرين “منة شلبي” ليتولى منصب مأمور الواحة وجباية الضرائب من أهلها، مما يُعرِّض حياته للخطر لتمرد “الزجالة والأجواد / الفلاحين وقادة القبائل” ورفضهم لدفع الضرائب، وإقدامهم على قتل أكثر من مأمور سابق، كان محمود عبد الظاهر يعلم بخطورة الرحلة إلى سيوة التي ستنطلق في قافلة عبر الصحراء من كرداسة، وستمتد إلى أسبوعين في الظروف الحسنة، كان يعلم مدى الخطورة إذ أن جيشاً فارسياً جراراً هلك في الطريق قبل الوصول لغزو الواحة، كان “محمود” متأكداً أن نقله إلى الواحة لم يكن على سبيل الترقية وإنما كان عقاباً على تبنيه أفكار عرابية وتعاطفه مع الثوار المصريين، لتتصاعد الأحداث في بيئة متوترة كارهة لنائب السلطة المتواطئة مع الاحتلال، والاضطرابات الداخلية بين القبائل، متناولة تناقض النفس البشرية، وصراع الخير مع الشر، والوطنية مع الخيانة، واجترار أحزان الماضي وهزيمة وانكسار الوطن، ومتاهات الحيرة والبحث عن الذات، والتيه بين حقيقتي الموت والحياة ..

عن الكاتب:

المعروف عن بهاء طاهر إبداعه في السرد وفن الرواية، وأناقة التعبير وتقديس الكلمة، والغوص في العمق الإنساني، وساعدته دراسته للتاريخ لصبغ الأحداث وصياغتها من خلال أكثر من حقبة زمنية في إطار أدبي متماسك بديع، بالإضافة أنه يقوم بتجسيد الشخصيات المختلفة في إطار إنساني بعيد عن الصور النمطية لكل ثقافة.

عن الرواية:
الرواية إصدار أكتوبر 2006، وفازت بالجائزة العالمية للرواية العربية عام 2008، الرواية مكتملة البناء، رشيقة الأسلوب بديعة العرض، لغة السرد بضمير المتكلم جذبت القاريء حتى النهاية، سيتفاعل القاريء مع الأحداث وسيؤثر فيه دوامات الشجن والمعاناة، قدَّم بهاء طاهر الإهداء في مقدمة الرواية إلى زوجته السويسرية “ستيفكا أناستاسوفا” ، والرواية مقسمة إلى جزئين في عدة فصول، عنوان أغلبها كان بالتبادل بين اسمي البطلين، وقوام الفصل حديث مع النفس في نسيج رائع على لسان الأبطال يتأرجح بين مواقف في الحاضر ونقاط في الماضي.


عن الأبطال :
محمود عبد الظاهر :
متقلِّب المزاج، يفعل الشيء ونقيضه، في وقت ما كان مدمناً للخمر والنساء؛ كان حاضراً في حلقات الذِكر، وقاريء ومتابع للشيخ جمال الدين الأفغاني..

كاثرين:
أيرلندية تكره الإنجليز، مسيحية كاثوليكية، ثَيِّب “ليست بكر”، أرملة، تكبر محمود بسنتين، عاشقة للآثار والقراءة في التاريخ، شجاعة قوية، تتقن أكثر من لغة وعلَّمت نفسها اللغة الهيروغليفية، وتحمَّست للسفر إلى الواحة وعبور الصحراء للبحث عن آثار الإسكندر المقدوني..


مسلسل إذاعي:

الرواية سبق أن تم تناولها في مسلسل إذاعي على البرنامج العام في رمضان 2012، وحصل على الجائزة الذهبية كأحسن مسلسل إذاعي لهذا العام، بالإضافة إلى جائزة مهرجان تونس للإذاعة والتليفزيون، وكان بطولة أحمد السعدني وراندا البحيري ومادلين طبر وكتب أشعار المقدمة والنهاية الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي وغناء علي الحجار


عن المسلسل التليفزيوني:

– قد بدأ تصوير أولى حلقات المسلسل في الثالث من ديسمبر الماضي


– تعدَّدت وتنوعت مواقع التصوير بين القاهرة والفيوم وسيوة وأسوان وكانت أغلبها في أماكن مفتوحة.

– كتبت مريم نعوم ما يزيد عن نصف حلقات المسلسل ولكنها اعتذرت عن استكمالها لوجود اختلاف في وجهات النظر بينها وبين المخرجة كاملة أبو ذكرى، مما دفع الشركة المنتجة إلى التعاقد مع المؤلفة هالة الزغندي لاستكمال باقي الحلقات.

– المسلسل كان مقدَّر له أن يُعرض في رمضان 2015 وكانت نيللي كريم هي المرشحة لبطولته.

أسئلة:
– كيف ستكون المعالجة الدرامية للفصل رقم 8 باسم “الاسكندر المقدوني” إذ يحوي كم هائل من المعلومات عن نشأة وحياة وحروب وامبراطورية وألوهية الإسكندر المقدوني، كونه جزء تاريخي بحت في عمل يُصنَّف تاريخي اجتماعي ؟

– كيف ستكون المعالجة الدرامية للفصل رقم 13 الذي يجمع بين كاثرين ومليكة في موقف يشي ببدء علاقة مثلية جنسية؟

من المعهود عن المخرجة كاملة أبو ذكري اهتمامها بأدق التفاصيل، سيكون التحدِّي كبيراً في مشاهد عبور القافلة الصحراء وسط الكثبان الرملية، والعواصف الصحراوية، ونفوق الجمال، ومشاهد المعارك الحربية بما فيها من بوارج وأساطيل ومدفعية وخيول، ومشاهد الاقتتال والحرق ونيران الرشاشات، رواية “واحة الغروب” هي بمثابة السهل الممتنع الذي سيكون إخراجها بالشكل اللائق بالعمل الروائي ارتفاعاً جديداً في مؤشر نجاح أبو ذكري..