ياسر أيوب يكتب: رمضان صبحي باللون الرمادى

من الطبيعي حين يكتب الإنسان عن إنسان آخر مهما كان مجاله ومساحة نجاحه أو شهرته.. أن تكون الكتابة مع أو ضد هذا النجم.. وتتحول حروف الكتابة إلى إيقاع موسيقي راقص يناسب الإشادة والمديح أو طلقات رصاص قد تجرح أو تقتل دون أي نقطة دم..

ولكنني لست من أنصار هذه المدرسة، وأعشق اللون الرمادي الذي يكون أحيانا أقرب إلى اللون الأبيض ويميل أحيانا أخرى إلى اللون الأسود.. وبهذين اللونين سأكتب عن نجم الأهلى والمنتخب الأول لكرة القدم رمضان صبحي.. سأستخدم اللون الأبيض للكتابة عن رمضان المظلوم والمضطهد والمتهم بالتزوير دون أي مناسبة أو سند أو دليل..

فقد خرج بعضهم يتهمون رمضان صبحي بتزوير تاريخ ميلاده في بعض أوراقه الرسمية.. وتحدث هؤلاء عن التزوير دون أن يكلفوا أنفسهم عناء شرح دوافع هذا التزوير إلا إذا كان مجرد هواية.. فلماذا يحتاج رمضان لتزوير تاريخ ميلاده في بطاقة شخصية أو جواز سفر أو عقد احتراف كرة قدم.. فهو ليس لاعبا في مرحلة سنية تخطاها، فاضطر لتعديل تاريخ ميلاده حتى يبقى ويلعب..

وليس مطلوبا بعد للتجنيد حتى يتحايل على ذلك بتاريخ ميلاد جديد.. ولست أعرف لماذا هذه المطاردة لرمضان صبحي طوال الوقت؛ مرة بادعاء تسنين اللاعب ومرة باتهامه بالتزوير.. لكنني أعرف أن رمضان بريء من كل هذه الاتهامات والملاحقات الإعلامية غير المفهومة وغير المقبولة أيضا.. وهو صاحب موهبة حقيقية وجميلة، وهو شاب طموح ينتظره مستقبل هائل إن أجاد التخطيط له واحترم موهبته وحافظ عليها..

وإذا كانت هذه هي الكتابة باللون الأبيض فإن الكتابة باللون الأسود هي التي لن تعجب رمضان صبحي ومعجبيه ومريديه أيضا رغم صغر سنه.. فهناك أزمة كبرى حاليا تخص امتحان الثانوية العامة الذي سيخوضه رمضان صبحي هذا العام، وتتعارض مواعيده مع مباراة المنتخب أمام تنزانيا في إطار تصفيات أمم أفريقيا.. وبدأ اتحاد الكرة يفكر في مطالبة وزارة التعليم بلجنة خاصة لـ«رمضان» عقب عودته من تنزانيا لأداء امتحانات الثانوية العامة..

وأنا أرفض هذه اللجنة الخاصة، لأن رمضان لاعب لعبة جماعية، والأمر لا يتوقف على مشاركته.. وهي فرصة لمعاودة النظر في مسألة الاحتراف الكروي في مصر.. فمعظم لاعبى أوروبا والبرازيل لا يملكون أى شهادات أصلا..

وليس من الظلم ألا ينال رمضان الثانوية العامة، لأنه لاعب محترف يتقاضى أجرا كبيرا يستحقه مقابل احترافه.. ومن المفترض ألا تتحمل الدولة مستقبلا أو الأندية هموما وأزمات لا علاقة لها بالاحتراف.. فالذي يريد شهادة أو وظيفة عليه أن يصبح لاعبا هاويا ويمارس حياة عادية مثل أي شاب آخر..

وهذا الأمر تلزمه أيضا مراجعة أحوال كل اللاعبين الحاليين الذين تم تعيينهم في شركات ومؤسسات حكومية وإنهاء هذا التناقض وتلك الفوضى.. ولا أرى في ذلك أى ظلم أو تجنٍّ، لأن هناك آخرين كثيرين أَوْلَى بهذه الوظائف.. ولا داعي للتغني بحب مصر، لأن الآخرين أيضا يحبونها لكن دون كل هذا المال وكل هذه الشهرة أيضا.

نقلًا عن جريدة “المصري اليوم”