محمد السيد الغريب يكتب : قُمرة الشقيرى المليئة بالخواطِر !!

المُعضِلة التى قد تقابلك حين تصنِّف أحمد الشقيرى هى أنّك لن تستطيع أن تضعه فى أحد القوالب الكلاسيكية للإعلاميين ، رأى البعض أنه ينتمى لمجموعة عمرة خالد و مصطفى حسنى و من هم على ذلك المنوال ، لكن شيئاً ما فى الشقيرى جعله مختلفاً نوعاً ما .

بدأ الشاب السعودى ذو الأصول الفلسطينية طريقه الإعلامى ببرنامج يلا شباب على قناة إم بى سى، لكن الخطوة التى وضعت تلك العلاقة بين الشقيرى و المشاهدين هى ” خواطر ” الذى بذأ بشاب أسمر سريع الكلمات يتحدث عن بعض العادات و الأفكار فى المجتمع – السعودى بصفة خاصة – ثم امتدت رسالته لتشمل الوطن العربى كله، و مع التقدم فى مواسم سلسلة خواطر تطورت خبرة أحمد الشقيرى و كثُر متابعوه الشباب و ازداد ارتباطهم بأفكاره، ثم جاءت المواسم الثلاث الأخيرة من خواطر لتفجّر إمكانيات الشقيرى بمستوى خرافى، و أفكار غير مرتادة فى الإعلام العربى، و أصبح – فى رأيى على الأقل – أنجح الإعلاميين العرب المتحدثين بلسان الشباب عن مشاكل المجتمعات العربية .

جاء الموسمان الأخيران لخواطر لتتجاوز رسالة الشقيرى محيط الوطن العربى لتشمل العالم كله، و تصنع رابطة إنسانية و عملية بين الشعب العربى و بين الأفكار و الرؤى الراقية فى شتى الاماكن و مختلف الثقافات .

حضر ذكاء الأعلامى المخضرم مرة أخرى حين قرر أن يكون (خواطر 11) هو الموسم الأخير من تلك السلسلة العبقرية، القرار الذى كان للبعض مُحزُناً لكنه كان متوقعاً، حتى لا يواجه الشقيرى إشكالية نفاذ الأفكار و فقر المادة المشوقة لديه، فيدفعه ذلك للتكلّف و التصنع مما قد يُفقده جمهوره و مكانته، و هو الخطأ الذى وقع فيه إعلاميون نعرفهم بالإسم .

ما يؤكد نبل رسالة الشقيرى و عالميتها هو تلك المنصة الجديدة التى يدشنها الآن و يعتزم إطلاقها فى رمضان المقبل … برنامج ” قُمرة “، لن يقدم أحمد شيئاً و إنما سيعطى المايكرفون للشباب و يحول الكاميرا نحوهم مكوناً فكراً جديداً … “الإعلام للجميع” بشرط أن يكون هادف مسلى و احترافى قدر الإمكان .

فكرة مُبتكرة مُفادها أنه ما عليك إلا أن تسجل فيديو بحد أقصى 3 دقائق يدور حول موضوع حيوى يهم الناس و يؤثر فيهم، و لك مطلق الحرية أن تتحدث أو تغنى أو تصور بدون كلمات المهم أن تقدم مادة إعلامية مرئية ذات رسالة إيجابية و غير مملة، و من النقاط الذكية فى المشروع هو تحويله لمسابقة – لتشجيع الشباب – و الدعوة مفتوحة للجميع من كل الجنسيات، و سيعرض البرنامج فى حلقاته الثلاثين فى رمضان الفيديوهات الأفضل ثم تُرشح الثلاثة الأولى لتربح جوائز قيمتها تصل إلى مليون ريال، و لتحقيق العدالة فى فرص الفوز قُسمت المسابقة لمسارين، مسار للأفراد و مسار تُقدم فيه الشركات الدعائية و الإعلانية لأن المساواة هنا ستكون غير عادلة بالتأكيد .

و لتعرف معلومات أكثر عن المشروع من الممكن أن تزور موقع قمرة من هنا أو هنا أو هنا .

تطبيق الشقيرى الحفيد – و هو حفيد أحمد الشقيرى الجد أحد مؤسسى منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 – لهذه الفكرة فى هذا الوقت بالتحديد يُعد نقطة نور وسط عتمة الإعلام الغير هادف أو الساعى للربح حتى لو كان عن طريق استغلال الخطاب الدينى أو الإصلاح الأخلاقى، و إنشاء ” قًمرة ” قيادة للشباب لإيصال أفكارهم للناس كافة، و تحقيق ذواتهم من خلال منحهم القدرة على التفكير و التعبير و التغيير .

لمتابعة الكاتب علي الفيس بوك من هنــا

اقـرأ أيـضـًا:

محمد السيد الغريب يكتب : لمن تقرأون ؟

محمد السيد الغريب يكتب : بين إسلام “البخاري” وإسلام “الورقة”

محمد السيد الغريب يكتب : المحتوى لا يُكال بالبتنجان

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا