مكاوي سعيد يكتب: شراء معجبين

نقلاً عن “المصري اليوم”

كتبت فى مقال سابق عن أهمية شبكات التواصل الاجتماعى وقدراتها الهائلة فى توصيل الأفكار والتجييش وإعادة التعبئة والحشد، والتعريف بالجديد والمهمل واختراق العزلة وفتح آفاق الاطلاع والمعارف أمام الراغبين، وكان المقال تعقيباً على حوار للكاتب والفيلسوف الإيطالى «أمبرتو إيكو» أدلى به لجريدة «لاستمبا» الإيطالية ينتقد فيه بشدة بعض المواقع الإلكترونية التى تمنح الحق لبعض الناس فى الإدلاء بآراء غير مدروسة تسبب أضرارًا للمجتمع وطالب بإسكاتهم فورًا، ولاقى مقالى ردودًا إيجابية وسلبية، وظن البعض أننى أدعو إلى إغلاق هذه المواقع!

وهذا بعيد تماما عن توجهى وكتاباتى، فأنا أحد الذين أُقصوا وهُمشوا كثيرًا، وليس من المعقول أن أتحمس أو أدعو لغلق منابر أو مواقع أو حجب آراء وكتابات، فقد رصدت الدور المهم لهذه المواقع قبيل وأثناء وفيما بعد ثورة يناير فى «كراسة التحرير» التى صدرت عام 2013، وأوردت بالنص: (نجحت حركة الشباب فى تغيير مصر باستخدام المعلوماتية، وفشل النظام وزبانيته برغم امتلاكهم نفس منتجات التكنولوجيا، وتخصيصهم كوادر فنية قادرة على استخدام التكنولوجيا بجدارة فى مجابهة الشباب، لكن يبدو أنهم استخفوا بهؤلاء الشباب وفضلوا أن يلعبوا الألعاب الإلكترونية عن مجابهتهم، وفشلت فكرة التحديث أو القرية الذكية التى سوقها رجال الأعمال للشعب، بينما هم بعيدون تمامًا عن جوهر الفكرة، ومتيقظون تمامًا لحلب الأموال من الشعب).. كما تعرفت من خلال هذه المواقع على مفكرين وكتاب جدد ومواهب شبابية فذة صرت أتابعها وعلى تواصل معها، واستفدت كثيرًا من صفحات المترجمين الشباب الذين يبادرون بترجمة كل جديد ولا ينتظرون أجرًا مقابل عملهم بقدر اهتمامهم بتوصيل المعارف الإنسانية إلى كل الناس.

لكن للأسف ليس كل القائمين على هذه «الميديا» من النبلاء- وأعتقد أن هذا ما قصده أمبرتو إيكو- فالفضاء الإلكترونى ملآن أيضأ بالمحتالين أصحاب الأغراض الخاصة، وهذا ما حاولت تحذير الجيل الجديد منه، وأنا أطالبه بأن يستكمل أدواته دون أن يعبأ كثيرا بعدد «اللايكات» لأنى لاحظت أنهم أصبحوا يعتبرونها «معيار قيمة»، فالبعض منهم له أحباء حقًا ومعجبون، وبعض آخر له قدرة على الحشد والتجييش، أضف إلى ذلك الشركات التى تتكسب من الهواء وعن طريق متابعتك ومعرفتها بأنك كاتب أو مهتم بالفنون فتدخل إلى بريدك الخاص وتقدم لك عروضها المثيرة «إنها على استعداد لعمل 1000 لايك على مقالك أو قصيدتك أو رسمتك بالمبلغ الفلانى شهريا أو 500 مشاركة بالمبلغ الترتانى!»..

هذا بخلاف اللجان الإلكترونية المسيسة التى تجتذب وتقصى من تشاء، هنا يختلط الحابل بالنابل وتتوه الإعجابات الحقيقية بالمزيفة فيتخبط أصحاب المواهب الجديدة تحت ظل هذه التقييمات المخادعة، وهو ما أردت التعبير عنه فى مقالى السابق، وربما خاننى التعبير، لذا أعتذر عما يكون قد فُهم خطأ، وأطمئن المتخوفين من الحجب والإغلاق بأن لا أحد بات قادرًا على فعل ذلك فى زمن الفضاء المفتوح، وقد قالها «ابن رشد» منذ حوالى 850 سنة: (الأفكار كالطيور إذا ما حلقت فى السماء لا يوجد من يستطيع الإمساك بها).

اقـرأ أيـضـًا:

تامر أمين عن واقعة السبكي والإبراشي : أنا مبسوط   

إبراهيم عيسى: حل مشكلة الأهلي في هذا القرار‎   

22 تصريح لهيثم عرابي في ساعة رياضة  

ضيف الإبراشي الثائر ضد السبكي.. يؤيد مبارك ويتظاهر في التحرير(!)

جماهيرية غادة عبد الرازق لن تنقذ Arab casting

ماذا يفعل الرئيس السابق للبيت الفني للمسرح في Arab Casting؟

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا