أمثل من أجل المتعة وليس المنافسة.. وليد فواز يتحدث عن "الكتيبة 101" و"رسالة الإمام"

وليد فواز
هبة جلال

بعد نجاحه وتميّزه في أدائه للأدوار التي أُسندت إليه في السباق الدرامي الرمضاني لهذا العام وصفوه بأنه “جوكر الأدوار الشريرة”، فقد أجمع عليه الجمهور والنقاد، فمن يراه في دور “أبو أسامة المصري” بمسلسل “الكتيبة 101″، لا يُصدق على الإطلاق أنه هو ذاته من قدّم “عبد الله المطلب” في “رسالة الإمام”.

إعلام دوت كوم” حاور الفنان وليد فواز حول تقديمه لدور أبو أسامة المصري في “الكتيبة 101″، وكيفية إجادته للّكنة السيناوية، وإلى أي مدى اعتمد على مُصحح اللهجة، وكيف وجد مُشاركته في “رسالة الإمام” الذي يُسجل عودة من جديد للدراما التاريخية، فضلًا عن ظهوره الخاص في “الصندوق”، وفيما يلي أبرز تصريحاته:

وليد فواز

ـ “الكتيبة 101” وكافة الأعمال التي تنتمي لهذه النوعية من الدراما الوطنية يهتم القائمون عليها بأن تكون كافة العناصر جيدة، حتى تخرج الأعمال في أفضل صورة مُمكنة، لذلك لم أشعر بإجهاد في التفكير ولم أستغرق وقتا للمشاركة فيها، لأن معايير اختياراتي تتوافر بهذه الأعمال وضمان جودتها.

ـ أفكار “أبو أسامة المصري” بالتأكيد مخالفة لأفكاري وتفكيري، فهو صاحب مبادئ وأخلاقيات مُختلفة عني، لذلك بدأت أسمعه كمُتلقي حتى أستطيع بتكنيكي كممثل تقديمه، وكيف آخذ منه حتى وأنا كاره له، فأحوله لشخصية من “لحم ودم” على الشاشة أعتبر نفسي مُمثلًا عنها بأفعالها الشريرة، على الرغم من عدم اقتناعي بها كإنسان وليس كفنان.

ـ أبو أسامة لم يكن له مقاطع فيديو كثيرة كما أن ملامح وجه لم تكن واضحة، فاعتمدت أكثر على طريقة كلامه وكان ذلك بمساعدة السادة القائمين على المشروع من القوات المسلحة، كما قابلت ضُباط سبق لهم القتال في سيناء وكانوا يمدوني بالمعلومات ويُساعدوني.

وليد فواز
وليد فواز

ـ كان لدي تخوف من اللكنة السيناوية في بداية الأمر وهذا أمر طبيعي، خاصة أنها صعبة والجمهور من أصول المحافظة التي يدور حولها أي عمل فني لا يتقبل أية أخطاء، ولكن الحمد لله وجدت الدعم والتشجيع من الجميع ورأيت الرضا في عيون من حولي في اللوكيشين بعد تصوير المشهد الأول، وذلك أعطاني ثقة وطمأنني ووضعني أمام مسئولية كبيرة، وهي القدرة على تطوير مستواي الذي وصلت له.

ـ مشاهدي كانت تأتي لي مكتوبة باللغة العربية، والشئون المعنوية وفرت لنا مُصححين لهجة “ثابت وخالد” ومعهما مساعد الإخراج، فكانوا يسجلون الكلام باللكنة السيناوية ويرسلونه لي في رسائل صوتية، وأجلس بعدها استمع لهذه الرسائل وأذاكرها جيدا، ثم أذهب لمُصحح اللهجة بعدها ليوضح لي بعض الأشياء، ويأتي مساعد الإخراج ومعه الورقة والقلم ويكتب إضافات مُصحح اللهجة، وعندما نبدأ التصوير يضع مُصحح اللهجة سماعة على أُذنه فإذا أخطأت من حقه أن يطلب من المُخرج إعادة المشهد مرة أخرى.

ـ أحببت اللكنة السيناوية وبدأت أطور من نفسي فيها، فتعلمت قواعد النطق لديهم واجتهدت فى ذلك، وبدأت أتعامل وكأني رجل سيناوي وأقنعت نفسي بذلك، فأصبح الأمر ممتعا للغاية بالنسبة لي على الرغم من صعوبته.

ـ ما قُدم في “الكتيبة101” لا يُمثل 1 على الـ 1000 مما كان يحدُث في سيناء من مجازر وعمليات إرهابية تجاه الأبرياء من المواطنين في سيناء وتجاه أبطالنا فى الجيش المصري، ولم نُقدم كل ما حدث على الشاشة لأننا نُقدم في النهاية قضية بشكل فني رقيق وممتع، ولسنا مطالبين بفجع الجمهور وتخويفهم.

ـ استفدت من العمل مع المُخرج محمد سلامة فهو مُخلص لعمله ولطيف في التعامل واللوكيشين الخاص به ويتميز بالهدوء، كما أنه يُطور نفسه دائما فكل عمل يقدمه يكون مُختلفا وبعيدا كل البعد عن العمل الذي يسبقه.

ـ الأعمال الدرامية القصيرة ليست وليدة اللحظة، وأعتقد أنه بعد نجاحها هذا العام سنجد أعمالا فنية كثيرة تنتمي لهذه النوعية، وهذا لا يعني أنني ضد الأعمال الدرامية الطويلة ذات الـ 30 حلقة، بل معها إذا خلت من المط والتطويل.

ـ بعد نجاح “الكتيبة 101” والأعمال التي تنتمي لهذه النوعية من الدراما، سنُقدم للجمهور أعمالا درامية مُختلفة وتتناول دراما وطنية وعسكرية، كما أنها ستعرض في السباق الدرامي الرمضاني وخارجه فلن يكون إنتاجها قاصراً على دراما رمضان فقط.

ـ الدراما الوطنية والعسكرية ليست بجديدة أو تقتصر صناعتها على مصر فقط، بل تُقدم في جميع أنحاء العالم وحتى في أمريكا بلد “هوليود” صاحبة الصناعة الأضخم على الإطلاق، لأن هذا النوع من الدراما يلاقي رواجاً كبيراً وله قطاع كبير من الجماهير، ففي النهاية من حق أي بلد أن تنتج أعمالاً فنية تتحدث عن قوة جيشها.

وليد فواز

ـ “رسالة الإمام” تجربة لن تتكرر مرتين، لأننا كُنا متعطشين للأعمال التاريخية في مصر أو التي يصنفها الجمهور بالأعمال الدينية، والتي لم تقدم منذ سنوات طويلة فعندما أشارك في عمل يمثل العودة من جديد لهذه النوعية فإن ذلك شئ يسعدني كثيراً. كما أن الترشيح كان من الأب الروحي لي الأستاذ تامر مُحسن، ويكون العمل من بطولة النجم خالد النبوي الذي أعتز كثيرا بالعمل معه، ومن إخراج الليث حجو الذي أتابعه وتمنيت العمل معه، ومن تأليف الأستاذ محمد هشام عبية وكان في البداية من كتابة ورشة سرد للكاتبة مريم نعوم وشخصيتي فيه كانت مُتميزة وبها أبعاد تمثيلية، فكل هذه العناصر جعلتني لا أتردد في قرار المُشاركة.

ـ سعدت كثيرا كممثل بتقديم شخصية “عبد الله المطلب” في “رسالة الإمام”، فالصعود والهبوط الذي شهده في حياته كان مُمتعا لي كممثل، فهي شخصية هامة للغاية ولكن المعلومات التاريخية التي كانت متوافرة عنها لم تكن كثيرة.

ـ تجسيد شخصية لها مرجعية تاريخية أعود لها كفنان أسهل بكثير بالنسبة لي من تجسيد شخصية من وحي خيال المؤلف، لأن الشخصية التي لها مرجعية نعلم طبيعتها وطريقة حديثها، وهذه المرجعية تساعد في رسم الشخصية على عكس التي تكون من وحي خيال المؤلف التي تحتاج تحويل لأفكار المؤلف لشخصية من “لحم ودم”.

ـ أحد أسباب موافقتي على المُشاركة فى “رسالة الإمام” أنني تمنيت تقديم شخصية مثل “الزيني بركات” التي قدمها الفنان القدير أحمد بدير، وكنت أريد رؤية نفسي في عمل تاريخي، ومع اختلاف السياق فإن عبد الله المطلب هو الزيني بركات، ولكن هذا لا يعني تقليدي للفنان أحمد بدير.

ـ كواليس العمل مع المُخرج الليث حجو كانت جميلة ولطيفة، فهو رجل صاحب أخلاق عالية ومُحترف يُحب عمله ويُحب الممثل الذي يعمل معه، وصاحب رؤية ووجهة نظر مُختلفة ومُميز، ويجيد توجيه الممثل، ويستحق النجومية التي اكتسبها.

ـ شخصية “الريّس شوقي” في مسلسل “الصندوق” كانت جديدة ومُختلفة على نوعية الأدوار التي قدمتها من قبل، كما أن لغة الحوار في العمل أعجبتني كثيرا، والشركة المُنتجة للعمل تقدم أعمالا مُختلفة وتُغرد خارج السرب، فأردت دخول هذا المطبخ الإنتاجي المُختلف.

ـ تجربتي في “الصندوق” من ألطف الأشياء التي حدثت لي، وأتوجه بالشكر للمُخرج مروان عبد المنعم فقد كان اكتشافا فنيا بالنسبة لي، إذ أنه كان يعمل مساعدا للأستاذ مروان حامد وأخذ من أسلوبه الكثير، كما أنه على المستوى الإنساني شخصية لطيفة وأحببته وأردت التعلم منه، فالمخرجين الشباب هم وقود الحركة الفنية الجديدة وعملي معهمم يطورني كثيرًا، فالممثل الذي يريد تطوير ذاته يجب أن يعمل مع كافة المدارس.

ـ ظهوري في “الصندوق” كان ظهورا خاصا، وتلقيت إشادات كثيرة حول شخصية “الريّس شوقي” سواء من الوسط الفني أو من خارجه، فهو عمل عناصره متكاملة، وأي عمل تتوافر له القيمة الإنتاجية والفنية فإن من يُشارك فيه يحالفه النجاح والتوفيق.

ـ عندما شاركت في مسلسل “بدون ذكر أسماء” فإن الأستاذ وحيد حامد رحمة الله عليه طلب من الفنانين الذين يجسدون أدوارًا رئيسية عدم الارتباط بأية أعمال أخرى، حتى يحدث بيننا وبين الشخصيات التي نُقدمها حالة من التوحد، وإذا طلب مني أحد المُخرجين الكبار هذا الطلب عند عملي معه المُشاركة في عمل واحد بالموسم الفني سأوافق، ولكن جمهوري عندما يقابلني يُخبرني أنه “لم يشبع مني” ويريدون مشاهدتي في أعمال كثيرة، فنحن نعمل من أجل الجمهور وهو صاحب الأمر.

ـ المُنافسة لم تعد تشغلني فبعدما نضجت أصبحت أعمل من أجل المُتعة فعُرض عليّ دورين جيدين فوافقت للاستمتاع بهما، وقبلتهما ليس مُنافسة لأحد ففي النهاية لا أريد منافسة أحد، وكُنت مستمتعاً بتجسيد شخصيات جديدة ومُختلفة عليّ، فأحب دائما اللعب في مناطق جديدة وتقديم شخصيات لم أقدمها من قبل، فالتمثيل عندي للاستمتاع وليس لمنافسة الآخرين فكل فنان مُميز وله مذاقه الخاص.

ـ وجود رسالة بالفن ليس أمرًا ضرورياً فقد يكون إمتاع المشاهد بقصة ودراما بسيطة تخدم المشاهد بعد يوم صعب وتجعله يبتسم، مثلما حدث هذا العام في المُسلسل الدرامي “جعفر العُمدة”، فهو عمل فني بسيط رسالته تخفيف الضعوط على الجمهور ولم شمل الأسرة المصرية، فليس شرطا أن تكون الدراما هادفة.

ـ ليس لي علاقة بالمُسلسل الدرامي “وكالة الخرطوشي” وتجربتي القادمة في الدراما هي مُسلسل “بين السطور”، من إخراج وائل فرج وتأليف الكاتبة نجلاء الحديني وسيناريو وحوار ورشة سرد للكاتبة مريم نعوم، والعمل مأخوذ من فورمات مُسلسل كوري “ميستي” وعُرض عام 2017، وهو دراما تشويقية بوليسية، وأجسد فيه شخصية تُدعى”محمود” وسجن لمدة 20 عاما في جريمة لم يرتكبها.

ـ أعود للسينما من خلال مُشاركتي في الفيلم السينمائي “شقو” من تأليف وسام صبري وإخراج كريم السُبكي وبطولة الفنان عمرو يوسف ومحمد ممدوح والفنانة دينا الشربيني وعدد من النجوم. والفيلم مأخوذ عن رواية “أمير اللصوص”، وأحداثه تدور في إطار اجتماعي تشويقي، وأجسد فيه شخصية الضابط الذكي وأُطارد المجرمين الخطرين.

كما أشارك في الفيلم السينمائي “سر عودة طاقية الإخفا” من إخراج رامي رزق الله، وبطولة نجوم برنامج “snl”، وأجسد فيه شخصية رجل شرير مثل الأستاذ توفيق الدقن في “طاقية الإخفا”، فهذا الفيلم نستطيع أن نقول عنه إنه طاقية الإخفا برؤية 2023.

ـ أسعى بقدر الإمكان أن تحتوي الأعمال التي أشارك فيها على الحد الأدنى من الجودة، والتي يأتي في مُقدمة ذلك جودة الورق المُقدم لي، وعندما وجدت ذلك في الفيلمين وافقت على المُشاركة فيهما، لأن بهما عناصر جيّدة. وليد فواز

نرشح لك:
 درس السيكولجي وعمل بالإخراج.. 8 تصريحات لـ محمد جعفر الشهير بـ”الريّس عادل” في “تحت الوصاية”

عملي كمذيعة ساعدني كثيرا.. أبرز تصريحات دينا حويدق عن “جعفر العمدة”

أحمد جمال سعيد: “كامل العدد” قدمني بشكل مُختلف.. وأمير كرارة أخ كبير

أحمد كشك: “وعود سخية” تجربة ناجحة.. واستفدت من جماهيرية “المداح”

وليد فواز