أحمد فرغلي رضوان يكتب: أشباح أوروبا.. يا لطيف!

لا أعرف لماذا ممكن أن “يشطح” سيناريو فيلم ويطلق العنان للخيال دون حدود ومنطق فتصبح الأمور سمك لبن تمر هندي؟! هذا ما حدث مع فيلم “أشباح أوروبا” يبدو صناع الفيلم أرادوا فقط صناعة عدد من مشاهد الأكشن وتصويرها في أوروبا هذا هو الفيلم باختصار! نعم السيناريو يكاد يكون غائبا تمام والإخراج اكتفى بالتركيز على صناعة أكشن بصورة جيدة، وبالفعل بعض المشاهد كان جيدة رغم الملاحظات على أداء الممثلين لمشاهد الأكشن لم يكن مقنعا بشكل كبير خاصة البطلة!

الفيلم تم تصديره للجمهور على أنه فيلم أكشن من خلال البرومو الدعائي له رغم أن أبطاله ليسوا من نجوم الأكشن في السينما، مثلا البطلة من أهم نجمات الاستعراض في العالم العربي! وهنا لماذا لم يتم استغلال ذلك وصناعة دراما تناسبها!؟

نرشح لك: سيناء.. تحية العابرين حربًا وسلمًا

قلت في نفسي وأنا ذاهب إلى السينما لمشاهدة الفيلم ربما يحتوي على رعب أيضا ولذلك تم تسميته بأشباح أوروبا! كان داخل قاعة العرض عدد قليل من الجمهور، كعادتي سألت من حولي عن رأيهم، الآراء لم تكن جيدة نهائيا والرأي اللافت أن أبطال الفيلم كان مفترض أن يقدموا عملا أفضل يناسب موهبتهم ولكن! الفيلم يبدأ في حي شعبي وتقديم البطلة “هيفاء وهبي” مع شقيقيها أحمد الفيشاوي ومصطفى خاطر خلال من خلال مشاجرة في الشارع حيث يعملون! مقدمة جيدة وسريعة وتوقعت أن القادم أفضل! ولكن فجأة يقفز السيناريو سريعا ويذهب بنا إلى أوروبا لسبب ساذج دراميا وفعليا “يتوه” المشاهد ولا يعرف ماذا يريد الفيلم حيث ذهب بنا إلى أوروبا من أجل مغامرة خيالية وحاول السيناريو إضافة مزيد من الغموض والتشويق فأصبحت الأمور كوميدية! خاصة فكرة التوائم الستة!! باختصار لا توجد قصة أو أحداث مترابطة، لا تجد حتى شخصية جذابة ممكن أن تتعلق بها!
كان من الأفضل أن يتخلوا عن فكرة سفر “الأشباح” أقصد الأبطال إلى أوروبا ويظل الثلاثة في نسختهم الشعبية ويقومون بالمغامرة وبدون فكرة التوائم الستة! هنا الأحداث كانت ستكون منطقية ويصدقها الجمهور وخاصة أن الأبطال الثلاثة لهم جماهيرية جيدة في مصر والعالم العربي، ولكن السفر من أجل فقط تقديم صورة جميلة وأن تتخلى البطلة عن الملابس والشخصية الشعبية وتظهر في كامل أناقتها المعهودة! لم تكن المغامرة في صالح الفيلم!

أيضا لا يوجد تحولات مفاجئة جيدة في الفيلم رغم أنه فيلم مغامرة وتشويق وحتى فكرة الأخ الخائن تم معالجتها دراميا بشكل سيء! الفيلم متوسط فنيا رغم أن أسماء أبطاله يجب أن تقدم عمل أفضل كثيرا من هذه الأشباح. التمثيل غير جذاب من الثلاثي وهنا أتوقف عند البطلة هيفاء وهبي ويبدو أنها سيئة الحظ في السينما، دائما مشاريعها تخرج للنور بصعوبة ورغم أنها تملك كل المقومات كي تكون نجمة سينمائية لكنها لم تقدم سوى ثلاث بطولات في مسيرتها الفنية الطويلة! أكثرهم نجاحا جماهيريا كان فيلم “دكان شحاتة” رغم أنها حسب معلوماتي عانت كثيرا نفسيا في تلك التجربة، لكنها قدمت أفضل أداء لها حتى الآن وأذكر حضرت تصوير أحد المشاهد وشاهدت أداء صادق منها هي موهوبة ولكن كان المفترض تقدم بعده عدة بطولات ولم تفعل! ربما يكون عدم اهتمام منها وانشغالها بالغناء والدراما، أتمنى أن تدرك أن السينما أهم أرشيف للفنان وليست الدراما.

أيضا باقي الأبطال أحمد الفيشاوي ومصطفى خاطر وباسم سمرة وأروى جودة وعباس أبو الحسن لا تتذكر مشهد متميز لأي فنان منهم، رغم موهبتهم وكأنها تجربة لم تكن مهمة لديهم!