رائد عزاز يكتب: حكام مصر بين الأهلي و الزمالك!

لعبة كرة القدم الممتعة دخلت بلادنا أواخر القرن قبل الماضي علي يد جنود الأحتلال الأنجليزي، بعدها أنتشرت بسرعة رهيبة بين مختلف طوائف المجتمع حتي أصبحت الرياضة الشعبية الأولي عند المصريين مما شجع جميع حكامهم المتعاقبين علي أستخدامها للترويج لأفكارهم و خدمة أغراضهم السياسية.

فكرة انشاء الأندية الكبري مثل الأهلي و الزمالك كانت تهدف بالأساس الي تجميع القوي الوطنية من أجل مكافحة الأستعمار، لذلك لم يكن غريباً أن يتم منح الزعماء الشعبيين – مثل مصطفي كامل و سعد زغلول-مناصب شرفية داخل مجالس إدارات هذة النوادي سعياً وراء تحفيز الشباب للأنضمام اليها و تحويلها الي محطات لإنطلاق المظاهرات و مراكز للتعبير عن الأحتجاجات، تباري بعد ذلك ولاة أمور مصر طوال تاريخها الحديث في بذل الجهود لنشر هذة اللعبة عن طريق تقنين أوضاعها و أقامة مسابقاتها.

1- السلطان حسين كامل أمر بتنظيم أول بطولة رسمية محلية لمنافسات كرة القدم عام 1916 تحت أسم (الكأس السلطانية) الا أن نسختها الأولي لم تنطلق سوي عام 1921 …. الملك فؤاد و من بعده فاروق كانا يواظبان علي حضور المباراة النهائية و تسليم الجوائز للفائزين سعياً وراء الحصول علي مزيد من الشعبية!.

2- جمال عبد الناصر كان أكثر من أستثمر شهرة الساحرة المستديرة للدعاية لسياساتة و شخصه لذلك أمر ببناء ستاد ناصر – الأكبر وقتها في الشرق الأوسط- كي يكسب ود الملايين كما قام بزرع رجاله المخلصين من أبناء القوات المسلحة – المشير عامر و الفريق مرتجي و العميد الجويني و غيرهم- داخل مجالس إدارات أتحاد الكرة و الأندية الكبيرة من أجل فرض سيطرتة علي مراكز صناعة القرار داخل المنظومة الكروية!. تبنيه للفكر الأشتراكي أدي الي ظهور فرق كثيرة قوية من مختلف أنحاء الجمهورية نافست علي البطولات بل و حصلت علي بعضها مثل الأسماعيلي و الأوليمبي السكندري.

3- أنور السادات لم يتدخل كثيراً في شئون الرياضة لكن توجهات عهده الرأسمالية سمحت بتحكم المؤسسات التجارية و الإعلانية في مصير الكرة المصرية بعد أن فتحت خزائنها لأندية بعينها كي تتمكن من التعاقد مع أفضل النجوم المحترفة و أبرع المدربين الأجانب لضمان أحتكار كل الألقاب في حين أكتفت الأندية الأخري بالأعتماد علي ما لديها من امكانات محدودة لم تستطع الصمود أمام عنف الصراع التنافسي فبدأت نتائجها في التراجع و أختفي بعضها تدريجياً من الساحة مثل أسكو و البلاستيك و مصنع 36.

4- حسني مبارك أولي عناية خاصة بالمنتخب الوطني وحاول أستغلال انتصاراته القارية للتغطية علي خطايا الحكم الكارثية. قادة الجيش- خصوصاً المشير طنطاوي- أظهروا أهتماماً شديدا باللعبة مما مهد لظهور فرق عسكرية تشارك ضمن المسابقات المحلية (الشرطة و الجيش و حرس الحدود و الأنتاج الحربي).. رجال الأعمال تباروا في تقديم الدعم غير المحدود للأندية الكبري بغرض الحصول علي شهرة شخصية تسهل لهم عقد الصفقات التجارية و الفوز في الأنتخابات البرلمانية!.

5- محمد مرسي لم يبد أهتماماً بالرياضة أو بكرة القدم الا في مناسبة واحدة عندما أستقبل منتخب الشباب المتوج ببطولة أفريقيا و كان تعليقه الأول حين رأهم : (أنا ملاحظ أن كلكم شباب و عمركم صغير!) . فترة ولايتة كانت قصيرة بلا ملامح و أقتصر تأثيرها علي صعود اسهم بعض الاداريين و المدربين المنتمين للجماعة المحظورة.

6- عبد الفتاح السيسي يكتفي حتي الأن بأرسال برقيات التهنئة للفرق الفائزة مع دعوة عدد من رموز اللعبة لحضور بعض المناسبات و الأحتفالات القومية.

الملك فاروق كان زملكاوي رغم وجود صورة لة علي أحد الشواطيء و هو يرفع علم الأهلي…محمد نجيب أعلن بصراحة عن أنتمائة للقلعة الحمراء…جمال عبد الناصر لم يكن منحازاً لأي فريق -طبقاً لرواية محمد حسنين هيكل- لكن وزير الحربية عبد الحكيم عامر كان زملكاوياً صميماً حتي أنة عمل علي تعيين شقيقه حسن عامر رئيساً للقلعة البيضاء….السادات لم يعرف عنة ميول تشجيعية لنادي بعينه الا أن زوجته السيدة جيهان حكت عنة بعض المواقف التي ترجح ميله للفريق الأحمر….حسني مبارك كان مؤيداً للمنتخب فقط بينما الجميع يعرف أن أبنه الأكبر علاء عاشق للأسماعيلي….محمد مرسي صرح بوضوح أنة زملكاوي الهوي…السيسي لم تصدر عنة أشارات تشير الي هويتة الكروية.

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك إضغط هنا

اقرأ أيضًا:

رائد عزاز يكتب: اللهم بلغت..اللهم فأشهد!   

رائد عزاز يكتب: الإعلام الرياضي.. عدو ولا حبيب؟

رائد عزاز يكتب: ضحكني شكرًا!

رائد عزاز يكتب: محمد وعبد المسيح ..عن أسباب تجاهل اللاعب المسيحي

رائد عزاز يكتب: فرحة الزملكاوية!

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا