من نوبات الهلع إلى الهلاوس البصرية.. كيف تناولت دراما رمضان 2022 الأمراض النفسية؟

كيف تناولت دراما رمضان 2022 الأمراض النفسية
دنيا شمعة

لطالما تناولت الدراما العربية الأمراض النفسية، على أنها وصمة عار مكانها الأنسب في الخفاء أو بالمصحات النفسية، مما ساهم في تشويه صورة المريض النفسي بل والطبيب أيضا لدى غالبية الجمهور، وخلق عبء إضافي على المريض، ألا وهو عبء الاعتراف بمرضه ومواجهته والإقدام على خطوة العلاج لدى متخصص.

لكن وعلى خطى التطور الملحوظ في المحتوى الدرامي في السنوات الأخيرة، ضمت دراما الموسم الرمضاني لعام 2022 عدة مسلسلات مختلفة، تناولت ضمن أحداثها عددا من الأمراض النفسية، للتوعية بخطورتها وتأثيرها وماهيتها، وأهمية خطوة الاعتراف بوجود مشكلة نفسية واستشارة مختص، منها مسلسل “مين قال” للفنان أحمد داش والفنان جمال سليمان، ومسلسل “أحلام سعيدة” للفنانة يسرا، ومسلسل “يوتيرن” للفنانة ريهام حجاج.. وغيرها من الأعمال.

نرشح لك: مواعيد مسلسلات رمضان 2020

 

تواصل “إعلام دوت كوم” مع الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي والإدمان والمخ والأعصاب، والذي صرح أنه في رأيه الأعمال الدرامية لفترة معينة، تسببت في زيادة الوصمة على المرض النفسي، وتشويه صورة المريض النفسي، حيث رسخت فكرة أن المريض النفسي عنيف، ومن الممكن أن يقتل ويرتكب جرائم بشعة، وأن الطبيب النفسي أيضا شخص غير متزن، وعادة ما يتم تجسيده بشكل مضحك أو في صورة شخص شرير يسطير على مرضاه ويبتزهم.

أضاف أن كثير من صناع الدراما أصبح لديهم الوعي الكافي الآن حول الرجوع لمتخصص أو استشاري طب نفسي أثناء مرحلة كتابة السيناريو، لمراجعة الشق العلمي في النص بدون الإخلال في المحتوى الدرامي، مع الأخذ في الاعتبار أنه غالبا ما تركز الدراما على حالات نفسية نادرة الحدوث أو غير معتادة على الأقل، وبالتالي أصبح هناك أعمال كثيرة حاليا، حتى خارج الموسم الرمضاني، لها دور إيجابي كبير في تحسين النظرة المجتمعية للمريض النفسي.

ويستعرض إعلام دوت كوم فيما يلي أبرز الأمراض النفسية التي تناولتها الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني 2022:

– الرهاب الاجتماعي (social phobia):

ناقش مسلسل “مين قال”، عدد من المشكلات والأمراض النفسية التي يمر بها المراهقون، وأهمها مشكلة الرهاب الاجتماعي التي عانت منها شخصية “أكرم”، التي يجسدها الفنان الشاب يوسف جبريل، حيث ظهر خلال أحداث المسلسل وهو يعاني من صعوبات في التعرف على أشخاص جديدة، أو الاعتراف للفتاة التي يحبها بمشاعره والاقتراب منها.

أوضح الدكتور إبراهيم مجدي حسين، أنه على الرغم من أنَّ بعضَ القلق في المواقف الاجتماعية أمر طبيعي، فإنَّ الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يكون لديهم الكثير من القلق، ممَّا يدفعهم إمَّا إلى تجنُّب هذه المواقف الاجتماعية أو المعاناة من الضِّيق، ويعاني حوالى 13٪ من الناس من الرُّهاب الاجتماعي في وقت ما من حياتهم.

– نوبات الهلع (panic attacKs):

ناقش كل من مسلسل “مين قال” و”أحلام سعيدة“، حالات نوبات الهلع بأسبابها المختلفة، حيث عانت شخصية “شريف” التي يجسدها الفنان الشاب أحمد داش، من نوبات هلع متكررة كلما تعرض لموقف أُجبر فيه على التصرف بطريقة تخالف طبيعته، كالاتحاق بالجامعة التي اختارها له والده بدلا من الجامعة التي يفضلها، وأيضا شخصية “شيرين”، التي تجسدها الفنانة غادة عادل في مسلسل “أحلام سعيدة”، تعرضت لعدة نوبات هلع بعد تسببها في فقدان صديقتها للبصر في حادث عن طريق الخطأ وهروبها.

وعلق الدكتور إبراهيم، أن نوبات الهلع هي فترة وجيزة من الضيق الشديد، والقلق، أو الخوف الذي يبدأ فجأة ويرافقه أعراض جسدية و/ أو عاطفية، وتنتشر بصورة أكبر في أواخر مرحلة المراهقة أو بعد البلوغ عادة، ويبني الأطباء تشخيص مثل هذه الحالات في الغالب على وصف الشخص لهذه الهجمات والمخاوف، وقد يشتمل علاجها على مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق، والعلاج بالتعرُّض، والعلاج النفسي.

– اضطراب تشوه الجسم (body dysmorphic syndrome):

من شخصيات مسلسل “مين قال” أيضا، شخصية “زينة” التي تجسدها الفنانة الشابة إلهام صفي الدين، والتي وبالرغم من جمالها وشهرتها وتحقيقها للنجاح في سن صغير، وبسبب التفكك العائلي التي تعيشه، عانت من اضطراب تشوه الجسم، وقلة الثقة بالنفس، حيث كان لديها اقتناع دائم بكونها قبيحة وأقل جمالا من كل أصدقائها، لكنها تحدت مشاعرها السلبية بمساعدة أصدقائها وتخلصت منها.

وعلق الدكتور إبراهيم على مشاهد “زينة”، موضحا أن الشخص المصاب باضطراب تشوه الجسم لا يستطيع التوقف عن التفكير في واحد أو أكثر من العيوب أو النقائص التي يتصورها عن مظهره، وهي عيوب تبدو بسيطة أو لا يراها الآخرون، ولكنه قد يشعر بالحرج الشديد والخجل والقلق لدرجة تجعله يتجنب الكثير من المواقف الاجتماعية، وهي من أكثر الأمراض المنتشرة بين المراهقين، ومن ضمن أسبابها التعرض للتنمر في الطفولة أو النقد الزائد من الأهل.

– الهلاوس البصرية ووهم الاضطهاد ( visual hallcunation + delusion of prescution):

ومن الشخصيات التي حققت نجاحا كبيرا خلال الموسم الرمضاني الحالي، شخصية “ديدي هانم” التي جسدتها الفنانة الكبيرة يسرا في مسلسل “أحلام سعيدة“، حيث عانت الشخصية خلال الأحداث من هلاوس بصرية كثيرة بعد تعرضها لحادث أدى لفقدانها البصر، فتارة تتخيل جارها يحاول اقتحام منزلها وقتلها وتارة أخرى تتخيل أن شقيقها هو من حاول دهسها للتخلص منها، كما أنها دائما ما تعتبر نفسها تعيش بمؤامرة من المحيطين بها وتكون دائما هي الطرف المضطهد.

وأوضح الدكتور إبراهيم، أن الهلاوس البصرية أقل انتشاراً من الهلوسة السمعية، لكنها أكثر انتشارا مع حالات الفصام الحاد في مراحله المبكرة.

– الهوس بالسيطرة (control freak):

ظهرت أيضا في دراما رمضان هذا العام، شخصية “يوسف” التي يجسدها الفنان أيمن القيسوني في مسلسل “يوتيرن”، الذي يشك في تصرفات زوجته وشقيقته طوال الوقت، ويتتبعهما في كل مكان، وبمجرد حصوله على معلومة خاطئة عن زوجته صدقها على الفور وتسبب في دخولها السجن، لشكه بنفسه كرجل وهوسه بالسيطرة على تصرفات كل من حوله.

– الذهان (Psychosis):

أيضا جسدت الفنانة حنان مطاوع في مسلسلها الجديد “وجوه”، دور مريضة نفسية بمرض “الذهان” تدعى “سلمى”، وإن كانت قد أصيبت به بفعل فاعل ألا وهو زوجها، مما أدى لإصابتها بخلل نفسي وعدة هلاوس بصرية وسمعية كتخيلها بوجود شخص يراقبها ويود قتلها، بالإضافة لتوترها الدائم وفقدانها لأعصابها.

مسلسل “مين قال” من بطولة جمال سليمان، ونادين، وأحمد داش، وجمال عبد الناصر، وديانا هاشم، وأميرة أديب، وإلهام صفي الدين، ومجموعة من الوجوه الشابة،ومن إخراج نادين خان، وتأليف ورشة سرد مريم نعوم، وتدور أحداثه حول المشاكل التي يواجهها المراهقين بداية من فترة ما بعد الثانوية العامة.

مسلسل “أحلام سعيدة” تأليف هالة خليل وإخراج عمرو عرفة وإنتاج جمال العدل وبطولة يسرا، وغادة عادل، ومي كساب، وشيماء سيف، وعماد رشاد، وعدد آخر من الفنانين.

مسلسل “يوتيرن” من بطولة ريهام حجاج، والفنان الكبير توفيق عبد الحميد، الذي يعود من خلال هذا المسلسل للدراما التليفزيونية بعد غياب 12 عاما، وعبير صبري، وكريم قاسم، ومحمود حجازي، ومحمد كيلاني، وصفاء الطوخي، وعبير منير، وهلا السعيد وآخرون، للكاتب أيمن سلامة، من إنتاج جمال العدل، وإخراج سامح عبد العزيز.

مسلسل “وجوه” مكون من حكايتين مختلفتين في 15 حلقة لكل منهما، الأولى “وش تالت” من تأليف محمد على إبراهيم، وإخراج معتز حسام، ويشارك في بطولتها: محمود عبد المغني، وهالة فاخر، وعابد عناني، ونورهان، ورانيا ملاح، وتامر فرج.

أما الحكاية الثانية تحمل اسم “وجوه”، من تأليف محمد علي إبراهيم، وإخراج أحمد حسن، مع الفنان أحمد وفيق، والفنانة جيهان خليل وغيرهما.

نرشح لك: “الحبار الكوري” و”مربوحة” و”الكبيرة”.. الخلطة السحرية لنجاح “الكبير أوي 6”