محمد نجاتي.. حضور على ورق البطاطس

إيمان مندور

“طالما شايف إن السيناريو مش عاجبني ومش محتاج له مش هعمله، أنا بعد فيلم (عرق البلح) اتعرض عليا سيناريوهات كتير وحشة فكنت بخلي ماما تنشف البطاطس عليها، عشان الورق يشرب الزيت وأهين السيناريو الوحش ده.. آه والله، طبيعي الواحد يتعالى على الحاجة الوحشة”.

هكذا تحدث الفنان محمد نجاتي في برنامج “كلام الناس” بالأمس، على قناة mbc مصر، والذي يعد اللقاء الثاني له في الثلث الأول من رمضان 2022، بعد أن ظهر قبل 3 أيام على قناة “الشمس”، ليتحدث في نفس الموضوعات، ويجيب على نفس الأسئلة التي لا يجد المذيعون غيرها ليسألوه عنه.. فيتحدث عن أزمة منة عرفة، ورفضه لدخول زوجته وأولاده للفن، وعلاقته بمحمد رمضان، والأعمال التي قدمها لأجل “أكل العيش”.. وغيرها الكثير من التصريحات التي نادرا ما تتضمن أي إشارة لأعمال فنية جديدة أو أخيرة، وكأنه لم يعد لديه إلا اجترار الذكريات والحديث عن حياته الشخصية.

   نرشح لك: محمد نجاتي: أرفض عمل زوجتي في الفن

محمد نجاتي الذي جسد دور نجل الفنان أحمد زكي في فيلم “ضد الحكومة”، لا يكاد يمر لقاء دون أن يتحدث عن ذكرياته مع الأستاذ، وكيف علم أنه رشحه لاستكمال فيلم “حليم” حال وفاته، لأنه يراه امتدادا له، بل ويصف نفسه قائلا: “أنا أشطر تلميذ في مدرسة أحمد زكي، لأني اتعلمت منه المنهجية، هو قالي وفهمني كل حاجة”.. لذلك لو افترضنا صدق حديثه بأنه أشطر تلاميذ أحمد زكي، وأن الراحل كان يراه امتدادا له، فهل تعلّم منه أيضًا أن يضع السيناريوهات التي لا تعجبه كورق للبطاطس؟ هل كان أحمد زكي يفعل ذلك؟.. الإجابة معروفة.

المفارقة أنه في نهاية الحلقة ناقض تصريحاته فيما قاله عن “البطاطس” والأعمال الرديئة التي كانت تعرض عليه، وأكد أنه قدَّم أعمالا رديئة لأجل الأموال، وسيظل يكرر ذلك بلا حرج، ليقول نصا: “عملت فيلم (قشطة يابا) عشان الفلوس، وممكن أقدم عمل تجاري غير مقتنع بيه تاني وتالت و70 مرة، أصل دي شغلتي واللي زعلان ييجي يأكلني ويصرف على بيتي، معنديش مشكلة خالص وأنا هقعد وأسمع كلامه”.

واستمرارا مع التناقضات، يحرص محمد نجاتي أيضا في كل لقاء على اتهام منة عرفة وطليقها بأنهما استغلا اسمه ليصبحا “تريند”، وأنه ليس طرفا في أزمة انفصالهما. لكن في الواقع وبعيدا عن حقيقة اللهث وراء التريند من جميع الأطراف في أزمة منة عرفة، هل لم يستغل محمد نجاتي الأزمة هو أيضا؟ ألم يظهر في عشرات اللقاءات التلفزيونية والصحفية منذ مطلع عام 2022؟! ألم تكن تلك الأزمة سببا في ظهوره المتكرر حتى الآن؟!

هذا يقودنا أيضا للحديث عن نجاحات محمد نجاتي الفنية.. أين هي؟! هل يتذكر الجمهور آخر عمل ناجح له؟ هل يتذكر الجمهور آخر عمل قدمه أصلا؟ لماذا لا يزال يتحدث عن نجاحاته في فيلم “عرق البلح” رغم مرور أكثر من 20 عاما على إنتاجه؟ هل يرى بالأصل موهبته الفنية تستحق النجاح؟ أم أن أبناء جيله ومن هم بعده أكثر موهبة منه؟

باختصار، من حق كل فنان أن يظهر ويتحدث ويعارض ويثير الجدل بما شاء وكيفما شاء، لكن المهم أن يكون مدركا لما يقوله من تصريحات، وألا يستمتع بكونه “ضيف لقطة” للبرامج التي تبحث عن التصريحات الساخنة.

والأهم أن يسأل نفسه هل لديه أعمال فنية ليتحدث عنها في البرامج أم لا؟ هل سيستفيد من هذا اللقاء جماهيريا أم لا؟ هل سيضيف لجمهوره بهذا الحديث الصحفي أم لا؟… لأن الجمهور في الغالب إن لم يهاجمه بسبب تصريحاته الغريبة، سيملّ من ظهوره المتكرر وأحاديثه الصحفية المتشابهة، فيكون مصيرها التجاهل.. أو تحت البطاطس المحمرة كما فعل هو من قبل!