كيف تثبت قناة "مدرستنا" أنها على الطريق الصحيح؟

ثريا حسين ـ تكتب عن القنوات التعليمية

لم تكن التجارب المصرية في القنوات التعليمية ناجحة إلى حد كبير، ربما لأن هذه التجارب السابقة تعاملت على أن التعليم مُلخصه هو شرح الدروس، وحل نماذج الامتحانات، ومراجعات الليلة الأخيرة، ثم تظهر النتائج فتنتهي هذه القنوات، معتقدة أنها بذلك أدت رسالتها.

لكن ولأن هذا النظام التعليمي تعمل وزارة التربية والتعليم على تغييره تماما، فكان من الأفضل أيضا أن تكون هناك قناة تعليمية برامجية جديدة تناسب هذه الأفكار والتغييرات في المناهج وطريقة التلقي، ليس فقط عبر البرامج التعليمية التقليدية، لكن عن طريق برامج اجتماعية تعليمية تساعد الطالب وأسرته على الحياة عموما، وهو ما تحقق في قناة “مدرستنا” التي يبدو أنها فهمت الدرس جيدا قبل أن تتعامل مع الطلاب وأولياء الأمور، وكانت واعية لأسباب الإخفاق السابقة، في ظل تطور تكنولوجي كبير، أثر بشكل مذهل على الأجيال التي تتوجه إليها القنوات التعليمية، فلا يمكن أن تأتي الآن بمن يشرح الدرس عبر السبورة الضوئية، لكي تقول للطلاب إنك تستخدم التكنولوجيا في حين يمسك هذا الطالب نفسه، بأجهزة حديثة للغاية من أجل مشاهدتك، حيث عملت القناة على أن تضع هذا الطالب الذي تتوجه إليه بالبرامج كجزء من خطتها البرامجية، ولذا أصبح الطالب يشاهد برامج القناة الحالية ويشعر أنه جزء منها، حتى أولياء الأمور كان نصيبهم في القناة كبيرا، حيث سمي برنامج “جروب الماميز” بهذا الاسم ليكون وثيق الصلة بجروبات الأمهات على واتسآب التي يتابعن من خلالها تعليم أولادهم، وكذلك برنامج “تحدي المختبر” الذي يدمج بشكل ملفت بين مناهج التعليم والتدريب عليها من خلال إجراء التجارب العلمية بمواد بسيطة تجعل المعلومات سهلة الوصول للطلاب.

نرشح لك: رابط نتيجة الثانوية العامة 2021 بالاسم ورقم الجلوس

ويبقى برنامج “الفاميليا” مختلفا، بما يقدمه الفنان أحمد أمين، موجها حديثه إلى الأسرة كلها، حيث يناقش موضوعات ذات أهمية كبيرة، وكم تأخرنا فعلا في بحثها ومناقشتها لنكتشف أن هناك أشياء مهمة أخرى غير “الفلوس” و”الدروس” في الحياة والعلاقة بين الأبناء والآباء، مثل إدارة الوقت الذي يقضونه معا، واحتياج الأبناء لأكبر قدر ممكن من الجلوس والنقاش معهم حول أمور كثيرة تخصهم وتواجههم في أعمارهم المختلفة، وكانت حلقته “كواليتي تايم” إشارة إلى هذه الموضوعات التي سيتم مناقشتها، وكيف أنها غائبة عن أولياء الأمور في ظل الانشغال بالحياة عموما، وسعيا لتوفير أفضل سبل المعيشة للأبناء، لكن أحمد أمين وبطريقة ملفتة وبدون الوقوع في فخ “الناصح” الذي يمل منه المشاهدين، ينجح في إيصال معلومات تساعد كثيرا في طريقة التربية، وتشير لأولياء الأمور إلى أن النقاش مع الأبناء والاستماع إليهم هو أيضا جزء من المعيشة الجيدة التي من المفترض أن يتمتع بها أولادهم.

أيضا تقدم المذيعة زهرة رامي برنامجها “تحت الـ16″، وهو اسم لافت جدا للمحتوى ومن يتوجه إليهم البرنامج، وهي فئة منسية إلى حد كبير في إعلامنا، وتعمل زهرة رامي على مناقشة ضيوفها من الأطفال تحت 16 عاما في موضوعات متنوعة تخصهم ويتجادلون فيها ليل نهار، وتجعلهم المذيعة يقومون بتعريف الموضوعات والأفكار للمشاهدين، ويضعون لها الحلول، وماذا يجب عليهم أن يفعلوا أو يمتنعوا عنه، وتقوم زهرة بجمع هذه التفاصيل والإضافة عليها بطريقة تناسب المتلقين من تحت 16 سنة، بحيث لا يكون الخطاب المقدم من البرنامج بعيدا عما يفكر فيه هؤلاء الأطفال الذين يعيشون وسط سيل من المعلومات في كل المجالات، وهو ما وعت له قناة “مدرستنا” جيدا حين قدمت هذا البرنامج.

القنوات التعليمية