رمضان 2021.. النجوم يتصدرون "الترند" والجمهور في "حتة تانية"

إيمان مندور رمضان 2021

مع انطلاق الموسم الرمضاني من كل عام، يروّج النجوم لأعمالهم الدرامية لجذب أكبر عدد من المشاهدين، لكن خلال السنوات الأخيرة، وبصورة أكثر وضوحا خلال العام الحالي تحديدا، بدأوا منذ الحلقات الأولى في الترويج ليس لأعمالهم الفنية ولكن لنجاحها خلال الموسم الذي ربما يكون قد بدأ حينها منذ ساعات وأيام قليلة.

ولتفسير هذه الظاهرة وجدنا أننا أمام مبدأين يعتمد عليهم بعض النجوم؛ الأول “إن الكلام ببلاش”، فإن قال أحدهم إن نصف الشعب يشاهد ويحب مسلسل كذا.. من سينفي؟! وبأي دليل سيتم إثبات النقيض؟ فلا توجد مقاييس واضحة وعادلة لرصد نسب المشاهدة بدقة. أما المبدأ الثاني “شراء التريندات”، الذي أصبح أسهل وأسرع مما نتخيل. يكفي الفنان أن يدفع بضعة آلاف ويشتري هاشتاج يتصدر موقع تويتر باسمه أو باسم مسلسله يوميا، ثم ينشر “برينت سكرين” على حساباته الرسمية يثبت تصدره ويشكر المتابعين -الذين لم يكتبوا شيئا في الهاشتاج- ويعدهم بحلقات أكثر متعة حتى نهاية الشهر الفضيل.

نرشح لك: بيزنس صفحات الفيس بوك.. دعاية مستترة والمواطن آخر من يعلم

 

وإذا نظرنا إلى ما يحدث على “فيس بوك” في رمضان 2021 فحدّث ولا حرج. ستجد وجوها جديدة ونجوما ونجمات وأبطال مسلسلات، يدفعون للصفحات العامة التي يتابعها الملايين لكتابة بوستات مدح وإشادة بأدائهم وبأعمالهم الفنية الرمضانية، فضلا عن شراء لجان إلكترونية ليست للدفاع عنهم فقط، ولكن لمهاجمة الزملاء الفنانين أيضا، مثلما أشار لذلك عدد منهم مثل إسلام إبراهيم وصبري فواز وغيرهم.

دراما رمضان 2021

هذا لا يعني أن كل ما يُكتب من مدح وإشادة مدفوع وغير حقيقي، لكن أكثره ليس كذلك، أو على الأقل ليس بالدرجة التي يصوّرها النجوم عبر حساباتهم، خاصة أنه بمرور الوقت خلال الشهر الفضيل ندرك تدريجيا أي المسلسلات يتابعها الجمهور بدليل أنهم يكتبون عنها عبر حساباتهم الشخصية، وحتى في الواقع وبين الأهل والأصدقاء والمعارف يكون واضحا أي الأعمال الأكثر متابعة.

اللطيف أننا بينما نراقب عن كثب هذه الحالة العبثية من فوضى ادعاء النجاح والشهرة، ندرك إلى أي مدى كونها تتنافى مع الحملة الضخمة التي أطلقها نجوم الفن الشهر الماضي، دعما لمسلسل “الملك”، التي انفعلوا فيها على الجمهور مطالبين إياه بأن يكون الحكم بعد المشاهدة. رغم أن ما يحدث الآن يؤكد أن بعض صنّاع الأعمال الفنية لا يريدون أساسا حكم المشاهد، وكأنهم يقولون “خذ مسلسل ومعه تريند إشادات هدية”.

الأكثر لطفا أن ذلك كله يتزامن مع تصاعد وتيرة المشاهد الناقد، الذي يتابع ويحلل ويرصد ويكتب رأيه عبر حساباته على السوشيال ميديا، وربما على صفحات الفنانين، ولا يكون رحيما على الإطلاق إن كان العمل سيئا أو غير منطقي، بل يحوله لميمز وكوميكس يتندر بها، ووقتها لا يشفع للفنان أي شيء.

لكن بعيدا عن كل هذا الصخب، يبقى هناك عنصر جيد لرصد الأعمال الفنية الناجحة في الواقع وليس بوهم التريند، ألا وهو الدعاية التجارية باستخدام المسلسلات، فأصحاب المصالح التجارية يبحثون عن الأعمال الأكثر متابعة بالفعل لدى الجمهور، مستغلين أحداثها لجذب المستهلكين، فنجد مثلا مسلسل “لعبة نيوتن” يتصدر ذلك. وكذلك مسلسل “الاختيار 2“، وتحديدا بسبب علاقة يوسف “أحمد مكي” بعالية “أسماء أبو اليزيد”، التي كثيرا ما تتحدث عنها الفتيات.

كل ما سبق ذكره يدعونا للتأمل والتفكر في تريندات موسم رمضان 2021 التي يتم الإعلان عنها يوميا، ولا نجد فرصة حتى لأن نتابعها ولو من بعيد، ويدعونا أيضا للتساؤل حول أسباب تصدر الفنانة دينا فؤاد لتريند موقع تويتر، وفقا لما أعلنته عبر حساباتها مرفقا ببرينت للتأكيد. هل صادف أي منّا بوست أو تغريدة لاحظ من خلالها أن الفنانة تريند؟ هل يعرف الجمهور في أي مسلسل تشارك بالأساس؟.. يبدو ذلك.

كذلك الفنانة ريهام حجاج التي يعرف الجمهور مشاكل وأزمات مسلسلها أكثر من معرفتهم باسمه أو أحداثه، نشرت صورة من احتفال زوجها والمخرج وفريق العمل بنجاح العمل، حيث كتبوا لها على قالب الحلوى “مبروك ريكو أحسن مسلسل”. هذا المسلسل الأحسن والأفضل في نظر صنّاعه تصدر التريند مرتين بالفعل، الأولى بسبب تداول صورة تظهر ريأكشن غريب لبطلة العمل في أحد المشاهد التي من المفترض أن تبكي خلالها. ثم تصدر مرة أخرى بسبب سخرية الجمهور من طريقة تنكر الفنانة في زي رجل صعيدي بـ”قوصه”، فضلا عن طريقة تمكنها من الهرب من رجال أشداء بعد ضربهم ببعض الفواكه والخضروات.

أما الفنان أحمد العوضي فيكاد يتفوق على نفسه وعلى الفنان محمد رمضان والفنان محمد إمام في عدد مرات إعلان تصدره التريند، إذ يعلن ذلك بصفة شبه يومية، سواء عن المسلسل أو لزماته مثل “وحش الكون” و”على الله حكايتنا” التي يرددها كثيرا في المسلسل. في حين أننا نجد أن محمد رمضان بعيدا عن كونه لا يكل ولا يمل من إعلان نفسه “نمبر وان” داخل وخارج الشهر الفضيل، إلا إنه طوّر من نفسه هذا الموسم وأعلن تصدر”رِجله” للتريند!

في النهاية، وفي حتة تانية من التريندات، تواجد الفنان أحمد سعد معلنا أن أغنيته “كل يوم” من مسلسل “ملوك الجدعنة” تريند جميع الدول العربية ورقم 17 على مستوى العالم. رغم أن الأغنية حتى الآن وبعد أسبوع من طرحها لم تتجاوز 2 مليون ونصف المليون مشاهدة.. يبدو أن العالم أصبح قرية صغيرة بالفعل! ويبدو أن عالم بعض النجوم غير العالم الذي نحيا فيه.. لأننا لا نستطيع حتى لمح ترينداته، فما بالك بأحداثه!

رمضان 2021نرشح لك: دراما الخطاب المباشر ..الضرورات تبيح المحظورات