"لعبة نيوتن".. المسلسل الذي نجح قبل نهاية الـ "Game"

هبة سمك

الثابت في قانون أي لعبة، إعلان الرابح مع نهاية الـ “Game”، لكن مع “لعبة نيوتن”، وبمرور 11 حلقة على بداية المسلسل، يمكننا الحكم بانصاف على نجاح هذا العمل الدرامي، الذي يعتبر بمثابة مباراة تمثيلية، نجح أبطاله في الإمساك بمفاتيح اللعبة، لأن كان ورائهم مدرب استطاع ببراعة تحويل الفكرة إلى صورة متقنة التفاصيل، فكل حلقة تًعرض تجذبك بأحداثها المثيرة، وبأداء استثنائي لأبطالها.

نرشح لك: روسية مقيمة في مصر.. تعرف على ممرضة “لعبة
نيوتن”


المدير الفني


-المخرج تامر محسن المدرب الفني الذكي، الذي استطاع باقتدار إدارة فريق ممثليه، محافظا على إيقاع الأحداث، مقدما في كل مشهد صورة فنية تنطق بمشاعر أبطالها.

-نجح “تامر” مع السيناريست مها الوزير، في خلق دراما معبرة بالفعل عن واحد من أهم قوانين نيوتن الفيزيائية، المتمثل في: “لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه”، والتي بُني عليها أحداث المسلسل فمثلا:

*نجد أن قلة ثقة زوج “هنا” -الشخصية التي تقدمها الفنانة منى زكي-، فيها جعلها تتحول من شخصية ساكنة، إلى شخصية متمردة تريد أن تثبت لنفسها ومن حولها أنها قوية، فتصر على السفر لأمريكا والهروب هناك من أجل حلمها في حصول ابنها على الجنسية الأمريكية بولادته هناك.

*كذلك رد فعل حازم، الشخصية التي يقدمها الفنان محمد ممدوح، على ما قام به شاهين “أحمد طلعت” الذي حطم منحله، فما كان منه إلا الإنتقام، بنفس السلاح، فضربه حازم بإناء يحتوي على سائل تغذية النحل ثم أغلق عليه باب المنحل، ليهاجم سرب النحل شاهين ويقتله.

-أضاف “تامر” للعمل بعض الأفكار غير المألوفة، كمشهد الانتقام باستخدام النحل، وفتح باب الحديث عن إمكانية تسبب النحل في قتل الإنسان. كذلك فكرة غذاء النحل على شجر الأفيون، لانتاج عسل به مادة مخدرة.

هداف الفريق

لا يمكن وصف منى زكي في المسلسل، إلا بهدّاف الفريق، حيث قدمت واحدا من أفضل أدوراها، فاعطت درسا في فن السهل الممتنع، فقدمت شحنة من الانفعالات ما بين توتر، وخوف، وقلق، تارة وفرح وترقب، وأمل تارة أخرى، فيحدث التحول النفسي في شخصية “هنا” التي تقدمها بسلاسة وصدق.

فبدأت تنقل لنا مشاعر قلقها وتوترها من الوحدة، والظلام، وخوفها من الكلاب، مرورا بارتباكها أثناء السفر لأمريكا، وهي المرة الأولى التي تعتمد فيها على نفسها.

كذلك تفصيلات مشهد اشمئزازها من الحمام في الحلقة الثانية، وارتباكها، وخوفها من المنزل التي قررت السكن فيه في أمريكا.

لحظات فرحها الطفولية عندما تتلقى اشادة من زوجها على فكرة قالتها أو اقتراح قدمته.. مشاعر حبها، التي تغلبت على أي خلاف مع زوجها حازم لمجرد تعبيره عن حاجته إليها قائلا: ” ارجعي يا هنا انا محتاج لك”.

أما عن مشهد ولادة “هنا” في الحلقة العاشرة، فيعتبر من أكثر مشاهد الولادة صدقا، وواقعية، برؤية المخرج، وبأداء منى زكي الذي بدأ بالهلع من نزول ماء الولادة عليها، بعدها تمكن القلق والارتكاب منها وهي تجري لتركب التاكسي، إلى أن تذهب إلى المستشفى فتزداد وتيرة التوتر شيئا فشيئ، يخالطها آلام الولادة فنسمع صراختها الممزوجة بدعواتها إلى الله، وبعض الكلمات التي توجهها إلى الدكتور فتتحدث العربية مرة، والانجليزية الركيكية مرة أخرى.

صانعا ألعاب الفريق

1- محمد ممدوح “حازم”


لديه قدرة فنية بارعة على التلون في الأداء الممزوج بالانفعالات الصادقة، والمتناقضة.. فقدم دور الزوج المحب لزوجته فيشعر بالقلق الشديد عليها لاعتقاده أنها لا تقدر على فعل شيئ وحدها ليس تقليلا من شأنها لكن لكونه يشعر أنها ابنته.

-كذلك لحظات انفعاله التي لا يستطيع السيطرة فيها على نفسه فيتسرع بإلقاء يمين الطلاق، رغم حبه الشديد لـ “هنا” ثم يندم على فعلته ويذهب كالطفل مسرعا لها عندما وجد نفسه متورطا في جريمة قتل.



توتره ورعبه من بدر “سيد رجب”، فهو لا يستطيع أن يعصي له أمرا لأنه الوحيد الذي يعلم بتورطه في مقتل “شاهين”.

2- محمد فراج “مؤنس”


نجح “فراج” في تقديم دور الشيخ “مؤنس”، محامي دولي سابق يعيش في أمريكا، استطاع بدهاء كسب ود “هنا” في بداية تعارفه بها فأسمعها كلمات الإشادة والإطراء فاكسبها ثقة في النفس وهو يعلم أن هذا ما تحتاج أن تسمعه في الغربة.. مع الوقت يخون الحب هذا الدهاء فلا يستطع اخفاء مشاعر القلق والخوف على “هنا” من صديقها زي “آدم الشرقاوي”، فيعترف بحبه لـ “هنا”.

نجح “فراج” أن يجعل المشاهد في حالة ترقب من شخصيته فيتسائل :”يا ترى هيطلع متشدد.. أو متطرف.. أو إرهابي.. أم نصاب…

-شخصية محيرة ننتظر تطور دورها في كل حلقة تلو الأخرى.

الليبرو سيد رجب

-“بدر” شخصية غامضة، لديه مزاج خاص، يتضح من الفيلا التي يسكن فيها في العزبة، وتعيش معه صديقته أمينة “عائشة بن أحمد”، والتي لم يقم معها بأي علاقة لأنه يريد أن تبقى “فيرجن” فقط لأنه يحب كل شيئ طبيعي.

-يسعى لانتاج العسل بالأفيون ليس للمتاجرة إنما ليقدمه هدية لأصدقائه.

-لم يتأثر بموت مساعده الذي قتله النحل، فيقرر إقامة عزاء غريب لم يحضره سوى هو وحزام، ويطلب من الأخير دية 100 جنيه فقط لقتله “شاهين” دون قصد.

المحترف بيج زي


أضاف المخرج تامر محسن، لاعبا محترفا من الخارج ليعزز به قوة فرقته، وهو الفنان آدم الشرقاوي، الأمريكي من أصل مصري، الذي لفت الانتباه من أول مشهد ظهر فيه وجمعه مع “هنا”، حيث قدم شخصية “زي” سائق السيارة الأجرة تحت الطلب، والذي يتحدث العربية “المكسر”، تتطور العلاقة بينه وبين “هنا” ليصبحا أصدقاء ويكون محل ثقة بالنسبة لها.

يقدم آدم الشخصية بسهولة دون تكلف، فهو صادق وصريح وجرئ، وفي نفس الوقت يتصف ببرود الأجانب فلا يبالي.

-المباراة لم تنته بعد، والمتعة مستمرة حتى النهاية، لكن ما قدم من العمل حتى الآن، يجعلنا نحكم بالنجاح المبكر على العمل الدرامي المتقن مكتمل العناصر.

نرشح لك: في الحلقة الـ 11 من “لعبة نيوتن”.. منى زكي تصاب بانهيار عصبي