ماذا يتعلم طلاب الصحافة والإعلام من اقتحام الكونجرس؟

محمد إسماعيل الحلواني

نظر العديد من مقتحمي الكونجرس الأسبوع الماضي إلى الصحفيين على أنهم أعداء، ولكن المراسلين والمذيعين والأطقم الإعلامية استمروا في أداء عملهم، بالرغم من تهديد سلامتهم.

كان الدرس الأول الذي يمكن تعلمه من الأحداث هو أنه بينما يستعد الصحفي الجديد لدخول عالم الصحافة المهنية، عليه أن يتعلم أن الوظيفة لها تكلفة، أي أنه قد يقابل بالمقاومة والشتائم والتهديدات.

نرشح لك: تعامل وسائل الإعلام مع حادث اقتحام الكونجرس

أما الدرس الثاني فهو أن على الصحفي أن يتشجّع على التعرف ميدانيًا على مجتمعه وأن يوقن بأن بلده يعتمد عليه في ممارسة عمله بجدية وإخلاص.

لفت تقرير لمعهد بوينتر للدراسات الإعلامية إلى أن الدرس الثالث هو أن للصحافة تاريخ طويل وحافل في الديمقراطية الأمريكية، ومع التزام الصحفي وتمسكه برسالته، فإنها ستستمر لقرون عديدة قادمة.

ماذا يجب أن يسمي الصحفيون هجوم الأسبوع الماضي؟

ما هي الطريقة الأفضل والأكثر دقة لوصف هجوم الكابيتول الأسبوع الماضي؟ إنها ليست انقلابا فاشلا، كما كتب أحدهم بمجلة نيويوركر، لأن الانقلاب يشمل الجيش. لا يوجد وصف مثالي لتلخيص هذه الأحداث. وبذلك يكون الدرس الرابع هو التحذير من استخدام الوصف أو الكلمات غير الدقيقة.

وفي النهاية، رجح معهد بوينتر للدراسات الإعلامية أن الدرس الخامس والأهم هو عدم الاستخفاف بالفرص والدورات التدريبية وخاصة التي تكز على كيفية التعامل السليم مع ظروف الطوارئ التي ستضيف إلى الصحفي مهارات قد تنقذ حياته وتحافظ على سلامته في الأوقات غير العادية.

وكانت أمريكا مساء الأربعاء الموافق 6 يناير الجاري على موعد مع يوم مختلف عن أي يوم آخر في تاريخ البلاد، وسلط معهد بوينتر للدراسات الإعلامية الضوء على عبارة واحدة مثيرة للاهتمام وهي عبارة “اقتلوا وسائل الإعلام”، التي تناقلتها حسابات السوشيال ميديا محفورة بأحرف كبيرة على أحد أبواب مبنى الكابيتول.

وجمع “تايلور بلاتشفورد” في تقرير نشره اليوم شهادات العديد من الصحفيين الذين شاركوا في تغطية أحداث الكابيتول.

“إيرين شاف”.. مصورة فريق نيويورك تايمز

قالت إيرين شاف: “أحاط بي رجلان أو ثلاثة يرتدون ملابس سوداء وطالبوني بالإفصاح عن طبيعة عملي. وأخذوا بطاقتي الصحفية، وعندما علموا بانتمائي لصحيفة نيويورك تايمز اشتد غضبهم وألقوا بي على الأرض، محاولين الاستيلاء على الكاميرا. بدأت أصرخ طلباً للمساعدة بأعلى صوت ممكن. لم يأت أحد لإنقاذي منهم. في هذه المرحلة، اعتقدت أنني يمكن أن أقتل ولن يوقفهم أحد”.

سارة دي واير ، صحفية لدى لوس أنجلوس تايمز:

نقلت سارة إلى مديرتها “كيمبريل كيليي” استحالة إرسال مقطع فيديو حول ما يدور في قاعة الكونجرس التي اقتحمها أنصار ترامب. وأخبرتها أن المشرعين “أصيبوا بالذعر لأن نشر اي فيديو قد يؤدي إلى كشف أماكن اختباء النواب دون قصد”.

مايك تيلر من رويترز:

أطلق تيلر العنان لمهاراته، وقرر توظيف خبرته الاحترافية التي تمتد على مدار 50 عامًا في التصوير الفوتوغرافي. بدأ التصوير، وكان يعلم في أعماقه أنه لا يمكن التقاط صورة سيئة في موقف كهذا. ربما كان هناك 20 من مثيري الشغب في ردهة المبنى وعدد قليل من رجال الشرطة يحاولون كبح جماحهم.

أليس لي، واشنطن بوست:

تستدعي أليس من الذاكرة أن هناك نوع من الإهانات المعتادة التي يتعرض لها المرء كمراسل ويتوقعها – مثل عبارات: أنتم أعداء للدولة، أنتم كاذبون، أخبار كاذبة، إعلام كاذب.