شاهد: مشروعية "التطبيل" في إعلام الإخوان من 2012 إلى 2020

لا تكف قنوات الإخوان المنطلقة من تركيا عن الهجوم على الإعلام المصري واصفة إياه بـ”التطبيل”، و”تزييف الحقائق”، وغيرها من الصفات المقصود بها زعزعة ثقة الجمهور في القنوات المصرية الحكومية والخاصة، مدعين أنه يتم توجيهه من قبل النظام، وقد سخر الإعلاميون أنفسهم للدفاع عن الرئيس والحكومة في زمن حكم الإخوان، وهو الأمر الذي كانت وما زالت قنواتهم تفعله بشكل فاضح من خلال قنواتهم التي أغلق بعضها في مصر والبعض الآخر لا يزال يبث سمومه من تركيا.

الهجوم على الإعلام المصري في كل العصور

كانت قناة الحافظ الشهيرة التي تم إغلاقها في أعقاب ثورة 30 يونيو هي الأشهر في “التطبيل” والهجوم على أي إعلامي يشير لأية أخطاء لحكومة الإخوان، وكان من المداخلات الشهيرة وقتها، وصف صفوت حجازي للإعلاميين بـ”الأراجوزات”، قائلًا: “اكتشفنا عدد ضخم من الأراجوزات والحاقدين والأغبياء”، واصفًا إياهم بأنهم “سحرة فرعون”، وذلك للانتقادات الموجهة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وقضية مطالبته وآخرين لمحمد مرسي بإنشاء ما أسموه بـ”حرس وطني”، بديلًا عن الداخلية، ومحاكم ثورية، ووصف الإعلام المصري بأنه “ميليشيات مسلحة”.

 

نرشح لك: 5 أسباب وراء نجاح الإعلام المصري في مواجهة الإخوان

 

وأيضًا هاجم القائمون على قناة الحافظ الإعلامي أحمد المسلماني، بسبب الرسالة التي وجهها لهم بأن يتركوا السياسة لأصحابها ويعودوا لتقديم المحتوى الديني مثلما كانوا، ومن الذين هاجموا الإعلاميين كان محمود خليل مدير إذاعة القرآن الكريم وقتها، والذي أقيل من منصبه على خلفية مشاركته في أحداث رابعة العدوية، والذي وصف باسم يوسف بـ”شمبانزي الإعلام المعاصر”، لسخريته منهم مما يقدموه، ووصفهم بأنهم فشلوا في النزول إلى الشارع ومخاطبة الشعب المصري.

 

ومن أكثر الإعلاميين الذين هاجمهم الإخوان وقتها كان باسم يوسف، والذي كان يسخر في برنامجه من كلا الكفتين سواء إعلام الإخوان أو الإعلام المصري التابع للقنوات الخاصة وقتها، للدرجة التي ظهر أحد الشيوخ على قناة الحافظ، مؤكدًا أنه لا يحفظ سورة الفاتحة، بل إنه لا يعرف كيفية الاستنجاء!

 

وفي تقرير أعدته قناة “bbc العربية”، سلط الضوء على غضب الصحفيين والإعلاميين من قنوات الإخوان وتحريضهم على المواطنين والإعلاميين المخالفين لحكم المرشد، وقد ذكر التقرير أن  بحسب الإحصاءات فعام 2013 هو الأعلى في نسبة في ملاحقة الصحفيين والإعلاميين قضائيًا، بتهمة إهانة الرئيس، وهو بعكس ما كانت تروج له مؤسسة الرئاسة الإخوانية وقتها بأنها تحرص على حرية الصحافة، ولفت إلى أن المتقدمين وقتها بتلك البلاغات مواطنين عادين، ويمكن تفسير ذلك أنهم إما مواطنين تابعين للجماعة، أو تحركوا بناء على توجيه قنواتهم.

لا يزال الهجوم على الإعلام المصري من قنوات الإخوان مستمر، حيث يتناول مذيعو الأخوان فيديوهات الإعلاميين المصريين بالسخرية والهجوم الدائم، ومن أبرز من يتم الهجوم عليهم عمرو أديب مقدم برنامج “الحكاية” على “mbc مصر”، المملوكة لرجل الأعمال السعودي وليد الإبراهيم، من قِبل محمد ناصر مذيع “مكملين”، والذي قال عنه: “أثق أنك إعلامي شاطر، ولكن لا أثق في أنك في شرف المهنة شاطر”، مشيرًا إلى واقعة هجومه على الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بعد تنحيه عن الحكم.

 

قنوات الإخوان.. التطبيل ما بين الأمس واليوم

الهجوم المستمر على الإعلام المصري من منابر الإخوان، تغلب عليه صفة “التطبيل”، وهو الأمر الذي يقومون به هم في قنواتهم، حيث كان الإعلاميين التابعين للجماعة وأبرزهم الشيخ عاطف عبد الرشيد، في قناة “الحافظ” دائمًا ما يصفون الإعلام المصري بـ”الجاحد” لأنه لا يسلط الضوء على “إنجازات مرسي” وقتها، وسخروا قنواتهم وبرامجهم للهجوم على الإعلاميين بسبب عدم “تطبيلهم” لمرسي وقتها.

ومن أجل “التطبيل” للرئيس مرسي كانت قناة “الحافظ” دائمًا ما تخصص شريط الأخبار الخاصة بإنجازاته التي يجحد بها الإعلام المصري على حد تعبيرهم لمساندته في الارتقاء بالدولة، ولا يتخلله أية أخبار أخرى، دون تسمية ذلك وقتها بأنه “تطبيل” بل “مساندة”.

ولتكتمل صورة تطبيل مذيعي الإخوان للرئيس مرسي أيضًا، بدأوا في الهجوم على أي أحد يعارضه مثلما حدث مع  الشيخ خالد عبد الله، على قناة “الناس” في هجومه على الفنانة هالة فاخر، والتي وصفها بأنها “ممثلة درجة تالتة ومحدش رباها”، لعدم اعترافها به كرئيس، لأنها لم تختره، وهاجم أيضًا الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، لأنه سمح لها بالهجوم عليه، وأضاف: “بيسألها عنه فبتقوله معرفوش.. هتعرفيه غصبن عن اللي خلفوكي”، متابعًا: “بتطاول على رجل مسلم فضلًا عن إنه رئيس دولة” مستنكرًا بذلك انتقاده لأنه الرئيس!

 

تطبيل مذيعي المنابر الإخوانية في القنوات التركية المتحدثة مستمر إلى الآن، وهو ما تناوله “جو شو” مذيع قناة “العربي” التي يتم تمويلها من قطر، والتابعة لمؤسسة العربي التي يترأسها عزمي بشارة، بعد الخلاف الحاصل بين الجهتين الإعلاميتين، حيث هاجمهم في أكثر من حلقة متناولًا مقاطع فيديو لمحمد ناصر ومعتز مطر وغيرهم، بسبب تطبيلهم لتركيا ضد مصر، وتغليب مصلحتهم الخاصة على مصلحة وطنهم.