محمد عبد الرحمن: أحمد حلاوة ..أينشتاين السينما المصرية

نقلاً عن جريدة المقال

فى مشوار أحمد حلاوة الفني “فجوة زمنية” تزامنت مع انشغاله بتأسيس قسم المسرح بكلية الأداب جامعة حلوان، في تلك الفترة كانت السينما المصرية تحتاج لأكثر من “جراند” سواء في الأدوار الرئيسية واحتكرها حسن حسني أو الثانوية وكان النصيب في معظمها للراحل محمد يوسف، حلاوة ظل بعيداً رغم أنه شارك هنيدي بطولة مسرحية “طرائعيو” ، العرض لم يحصل على مساحة انتشار تلفزيونية فظل حلاوة لسنوات وكأنه وجه قديم يحتاج لمن يعيد اكتشافه باعتباره وجها جديدا قادر على تجديد القماشة التي نسج منها مخرجو أفلام جيل هنيدي نسخاً متشابهة جعل معظم الممثلين يكررون أدوارهم من فيلم لأخر.

أما “حلاوة” فعاد كما اللاعب المخضرم ينزل الملعب في أي وقت ليحرز هدفا، هو موهوب بالفطرة، ملامحه مرنة للغاية تجعله قادرا على الظهور كفلاح في مسرحية وضابط إسرائيلي في مسلسل وها هو يتطابق مع شخصية “آينشتاين” العالم الأمريكي الشهير في فيلم ” الحرب العالمية الثالثة” .

لو فرضنا أن كل شخصية قدمها هي طابق في مبنى يترفع إلى أعلى مع كل عمل جديد، فإن هذا البناء يعتمد على أساس قوي ومتين كونه “حلاوة” عبر خلفية علمية ومعرفية سعى إلى تكوينها مبكرا من خلال الإستفادة أولا من كون المخرج المسرحي الراحل فايز حلاوة إبن عم والده، والاستزادة من كل الفرص التي حصل عليها للتعلم وتربية الخبرات، أول شهادة علقها على الحائط كانت عام 1969 من كلية الهندسة، وقتها كانت ممارسة الفن لا تحتاج لدراسة ولا تتعارض مع كونه مهندسا، لكنه سرعان ما غاص في التفاصيل، درس الديكور والتمثيل والإخراج والفن التشكيلي وصناعة العرائس .

كان المناخ في مرحلة التكوين يشجع على تحصيل العلم، كانت الأنشطة في كل المدارس والجامعات محفزة للطلبة على طلب المزيد، وضع كل ذلك فوق كتفه ودخل الوسط الفني منتصف السبعينيات، قدم العديد من الأدوار المتميزة مبكرا، لكن الجمهور حفظ ملامحه عن ظهر قلب عبر شخصية ” بيخور شطريت ” في الجزء الثاني والثالث من ” رأفت الهجان”، أما الأبرز في السنوات الخمس الأخيرة فكنت شخصية الصحفي “صلاح عز” في “أهل كايرو” ورجل الإخوان القوي في “الإكسلانس” كما ظهر في كل مسلسلات عادل إمام بداية بفرقة ناجي عطا الله وصولا لشخصية إبن عم الدكتور فهمي جمعة في “أستاذ ورئيس قسم” ويتواجد في رمضان الجاري أيضا من خلال شخصية الأب في “وش تاني، غير أن وجوه المكثف في السنوات الأخيرة لا يعني أنه أعطى كل ما لديه، لازال أمام “آينشتاين” السينما المصرية الكثير ليثبت أن النجومية في مصر “نسبية” وأن الموهوبين مثله يحتاجون فقط إلى فرصة مناسبة وبعدها يختلف كل شئ .

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضًا: 

محمد عبد الرحمن: رمانة الميزان ..حنان سليمان

محمد عبد الرحمن: 19 سؤالاً عن إعلانات رمضان

محمد عبد الرحمن: مولانا الراحل ممدوح مداح

محمد عبد الرحمن : المجتهد الصبور ..طارق عبد العزيز

محمد عبد الرحمن: ماتت صافي سليم.. وعاش جميل برسوم

محمد عبد الرحمن: الشعب يريد إسقاط الإعلانات

محمد عبد الرحمن: المدير الفني ..أحمد كمال

محمد عبد الرحمن: الخالة سلوى محمد علي

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن تميم عبده

محمد عبد الرحمن: أن تكون سيد رجب

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا