منصورة عز الدين: فكرة "بساتين البصرة" جاءتني من حلم بكتاب "ابن سيرين"

إسلام وهبان

تصدر قريبا عن دار الشروق، رواية “بساتين البصرة” للروائية منصورة عز الدين، والتي تعد العمل الروائي الخامس في مشوارها الأدبي، وقد صمم غلافها الفنان عمرو الكفراوي.

نرشح لك: شرط الأديان والقيم يثير الجدل حول “القومي للترجمة”

 

من جانبها قالت “عز الدين” في تصريحات خاصة لـ إعلام دوت كوم، إن فكرة الرواية تصاحبها منذ عام 1996 وإنها كتبتها في خريف 2018 خلال وجودها في إقامة أدبية في مدينة شنغهاي الصينية بدعوة من اتحاد كُتَّاب شنغهاي، مشيرة إلى أنها قرأت، خلال فترة دراستها الجامعية، كتاب “تفسير الأحلام الكبير” المنسوب للإمام محمد بن سيرين، وأصبح فورًا من كتبها المفضلة، لكن حلمًا معينًا وَرَد فيه، عن ملائكة تجمع الياسمين من بساتين مدينة البصرة استحوذ عليها، وظل معها على مدار كل هذه السنوات.

أضافت: “كنت أعرف أنني سأكتب عنه يومًا ما، دون أن يكون لدي فكرة واضحة عن ماذا سأكتب بالضبط؟ كان الأمر أشبه بفكرة مؤجلة أو هاجس مسيطر اعتدت التلاعب بتفاصيله وتخيله كمشهد يدور أمامي، ثم بدأت الأمور تتضح في ذهني تدريجيًا حين بدأت عملية الكتابة، كأن كل هذا الوقت كان فترة تخمر وإعداد. بعد العودة من شنغهاي أول نوفمبر 2018، قررت ركن المخطوط لعدة أشهر، ثم عدت إليه لإجراء بعض التنقيحات. كان 2019 عامًا مشحونًا بالنسبة لي، سافرت فيه كثيرًا وحررت ترجمة كتاب ضخم ووضعت اللمسات النهائية على كتابي عن شنغهاي، لذا فضلت نشر “بساتين البصرة” خلال الشهور الأولى من 2020، ثم جاء فيروس كورونا المستجد وأوقف الحياة مؤقتًا، والآن بدأت الأمور تعود نسبيًا إلى طبيعتها”.

لفتت إلى أنها خلال فترة إقامتها بشنغهاي كان وقتها هناك مكرسًا للكتابة بالكامل، فإضافة إلى الانشغال بكتابة الرواية دونت يومياتها في شنغهاي، وفي بعض هذه اليوميات إشارات سريعة إلى “بساتين البصرة”. منها: “ها هي شنغهاي تجد لنفسها موقعًا في مخيلتي وذاكرتي، بصورة مضاعفة، عبر الكتابة فيها وعنها. أبتسم كلما انتبهتُ إلى أنني، من خلال الرواية التي أنهيتها هناك، ابتكرت صلةً ما بين هذه الميتروبوليس ما بعد الحداثية وبين القاهرة والبصرة والمنيا، وفي الأثناء صالحت –على نحو ما- بين القرن الثاني الهجري وبين القرن الحادي والعشرين الميلادي. للدقة، لستُ من فعل هذا، بل الكتابة. فالكتابة وحدها قادرة على كشف وأحيانًا اختراع صلات بين أكثر الأماكن نأيًا عن بعضها بعضًا، وحدها يسعها المصالحة بين زمن موغل في القِدم وآخر لم ينبلج فجره بعد”.

وقد جاء في كلمة الناشر عن “بساتين البصرة”: “انطلاقًا من حلم وَرَد عابرًا في كتاب “تفسير الأحلام الكبير” المنسوب للإمام محمد بن سيرين، تُشيِّد منصورة عز الدين عالمًا آسرًا يدمج الماضي بالحاضر وتتلاشى فيه الحدود بين الذات والآخر. رحلة حافلة بالأسئلة والشكوك، يبحث خلالها البطل هشام خطَّاب عن الشيء في سواه، ويقتفي أثرَ ذاته خارجها، علّه يقبض على لمحةٍ منها في كل ما عداها، فيما تقتنص الكاتبة من كلمات وحيوات الآخرين منمنمات تشكِّل عبرها ملامح حياته. في “بساتين البصرة”، يَشِفّ الزمان وتضيق المسافات بين أبطال عالقين في لعبة مرايا تتصادى مع مقولة الرواية: “الزمن نهرٌ سَيَّال والمكان وَهْم. مكاننا الحقيقي موطن أرواحنا”.

الجدير بالذكر أن منصورة عز الدين، من مواليد 1976، درست الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، صدر له أول مجموعة قصصية عام 2001؟ بعنوان “ضوء مهتز” عن دار “ميريت” للنشر، التي أصدرت لها أيضا في عام 2004 روايتها الأولى “متاهة مريم”، فيما صدرت روايتها الثانية “وراء الفردوس” عام 2009 عن دار “العين” للنشر، والتي وصلت للقائمة القصيرة بجائزة البوكر العربية، ورواية “جبل الزمرد” التي فازت بجائزة أفضل رواية بمعرض الشارقة 2014، وصدر لها مطلع 2017، رواية “أخيلة الظل” عن دار “التنوير”، ثم المتتالية القصصية “مأوى الغياب” والتي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2020.