في عيد ميلادها.. تعرف على حكاية سناء جميل مع "فضة المعداوي"

تصدر اسم سناء جميل الترند مع ذكرى ميلادها التي توافق 27 إبريل، وبهذه المناسبة نتناول قصتها مع شخصية "فضة المعداوي"الشهيرة التي قدمتها في مسلسل "الراية البيضا" الذي أنتج عام 1988، وعُرض لأول مرة منذ نحو 36 عامًا.

وذلك من وحي ما تناوله الكاتب معتز نادي في كتابه الذي حمل اسم "سنة 90" الذي صدر عن دار ريشة للنشر والتوزيع في عام 2022.

"فضة المعداوي" لا يهمها سوى المكسب

أشار "نادي" في مستهل حديثه، أن "فضة المعداوي" هي المرأة التي استطاعت الفنانة القديرة سناء جميل أن تلعب دورها بإتقان، لتعبر عن شخصية التاجرة التي لا يهمها سوى المكسب حتى ولو على حساب التاريخ بقيمه ومبادئه وتراثه الذي يحفظ ذاكرة الشعوب.

و"فضة المعداوي" كانت واحدة من شخصيات المسلسل المصري الشهير "الراية البيضا"، الذي قدمه للجمهور السيناريست والكاتب القدير أسامة أنور عكاشة والمخرج الكبير محمد فاضل، واستطاع المسلسل أن يحظى بإعجاب مشاهديه بل وقد تكون من بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين صادفتهم جملة أو مشهد من أحداثه للخروج بعظة وعبرة منه.

"من سرق فضة المعداوي؟"

ولكن في عام 1990 خرجت مجلة "صباح الخير" بموضوع تحت عنوان "من سرق فضة المعداوي؟!" مع صور كاريكاتورية تجمع أسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل ومصطفى إسماعيل.

ظهر مؤلف شاب يدعى مصطفى إسماعيل يؤكد أن المسلسل مأخوذ عن فكرة كتبها ووافقت عليها رقابة التليفزيون عام 1984.

وهو ما دفع مجلة "صباح الخير" إلى سماع جميع الأطراف قدر استطاعتها، فبدأت المجلة بحديثها مع مصطفى إسماعيل الذي قال إنه قدم ملخصا للتليفزيون المصري عام 1984 بعنوان (مصر الجديدة.. واحد) وحصلت على موافقة الرقابة بتحويلها إلى مسلسل، حاملًا بيده ملخص الحلقات وتقرير الرقابة، الذي يحمل توقيع يسر السيوي مدير عام مراجعة إنتاج الفيديو.

يحكي مصطفى إسماعيل أنه عرض على محمد فاضل أن يخرج المسلسل لكن الثاني رأى أن يتعاون مع أسامة أنور عكاشة في كتابة الحلقات، ولكنه رفض، قائلاً إنه دارس للدراما وخريج معهد السينما.. وكتب بعض الحلقات وعرضها على الرقابة، ولكن رفضتها السيدة سميحة جبريل لجرأتها الشديدة التي قد تثير مشاكل للتلفزيون، وحولت المشكلة للسيدة اعتدال ممتاز في لجنة الرقابة العليا، ووافقت عليها وكتبت عنها تقريرًا يشيد بالفكرة

والمعالجة.

وفقًا لرواية مصطفى إسماعيل وجد تلميحات من محمد فاضل تدعوه إلى الاتجاه لشركات الإنتاج العربية والبعد عن إجراءات وروتين التلفزيون، إلا أنه رفض أن تفرض عليه إحدى الشركات شروطها.. وترك أوراقه وسافر للخارج لمتابعة أعماله التجارية.

أوضح أنه لم تكن لديه نية إثارة الموضوع على صفحات الجرائد إلا حينما تمت محاولات للتفاهم معي من جانب المؤلف أسامة أنور عكاشة، حيث طلب منه الصمت، لكنه قرر طرح القضية للرأي العام.

نرشح لك: التفاصيل الكاملة لأزمة زواج ميار الببلاوي


رحلة البحث عن الحقيقة

الكاتبة منال نور الدين في متابعتها لتفاصيل الموضوع، كتبت أن عند متابعتها لحلقات لـ "الراية البيضا" لاحظت في تتر المسلسل أنه لم تكتب عبارة قصة وسيناريو وحوار أسامة أنور عكاشة؛ بل كُتب أسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل يقدمان!.. هذا الأمر دفعها إلى سؤال مدير الرقابة آنذاك يسر السيوي: "هل تقدم (أسامة) بالقصة إلى جهاز الرقابة بالتلفزيون؟!"، لكنها رفضت الدخول في تفاصيل الموضوع، ولكن أوضحت أن "عكاشة" لم يتقدم للرقابة بالتلفزيون المصري بحلقات "الراية البيضا"، لكنه قدمها إلى إحدى شركات الإنتاج التلفزيوني العربية.

تفاصيل الأوراق التي تقدم بها مصطفى إسماعيل عام 1984

وتقرير الرقابة الذي صدر حول العمل الذي قدمه مصطفى إسماعيل، ملخصه أنه يتناول من خلال موضوع يتميز بالواقعية والصدق والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على المجتمع في الفترة الأخيرة، وأدت إلى ظهور طبقة طفيلية أثرت بطرق غير مشروعة، وحاولت استفزاز الطبقة التي تمثل القيم والأصالة في مصر.. واستطاع المؤلف أن ينسج بمهارة شديدة

أحداث العمل، وأجاد في رسم الشخصيات والعلاقات المتشابكة التي تربط كل شخصية بالأخرى.

إلى أين انتهى الموضوع الصحفي؟

من خلال متابعة تفاصيل الموضوع الصحفي نجد أن مساحة الحديث المفرودة لمصطفى إسماعيل تستحوذ على غالبيته، بينما كان رد أسامة أنور عكاشة عبر الهاتف لتوضيح موقفه، معربًا عن التزامه بموقف لا يحيد عنه.. حيث إنه لا يضع نفسه في موضع دفاع أبدًا، لأن الموضوع دون مستوى التعليق.

بينما قال محمد فاضل إن الموضوع ليس موضوعًا قوميًا حتى ينال هذا الاهتمام، وأن المؤلف الشاب يسعى لتحقيق الشهرة وترديد اسمه في الأوساط الفنية، مؤكدا أيضا أنه موضوع دون المستوى.

فيما قرر مصطفى إسماعيل التقدم بشكوى إلى نقابة السينمائيين، لينتهي الموضوع الصحفي بجملة: "هذه هي الوقائع المثيرة لمسلسل "الراية البيضا".. فمن سرق فضة المعداوي؟".

ما هي علاقة "محبات إبراهيم" بـ "فضة المعداوي"؟

انتقلت صفحات المجلة إلى قصة جديدة مع فضة المعداوي لكنها مع سيدة من محافظة الإسكندرية تدعى محبات إبراهيم خليل

التي قد أصر الإسكندرانية أن فضة المعداوي هي نفسها الحاجة "محبات إبراهيم" بل أطلقوا عليها فضة الإسكندرانية.

تحكي "محبات" أنها استمتعت بحلقات المسلسل لكن مع الحلقة الثالثة وظهور سناء جميل وهي جالسة في محلها الذي تبيع فيه الأسماك، وفوجئت في منتصف الليل بعد إذاعة الحلقة، بتليفون أيقظها من نومها يتسأل هل هي "فضة المعداوي"؟ وما هي قصتها؟ وتتولت عليها المكالمات منذ ذلك الوقت.

أضافت أنها لا أتبالغ إذا قالت أنها تلقى أكثر من 300 مكالمة تليفونية يوميًا منذ عرض المسلسل، لدرجة أن البعض بات يسألها في الشارع عن مجريات الأحداث بل والسخط من تصرفاتها في حق "أبو الغار" الذي لعب دوره الفنان جميل راتب، كما أنها تعرضت أيضًا للسباب والشتائم بأفظع الكلمات بسبب أسلوب "فضة المعداوي".

أكدت "محبات" لمحررة الموضوع حنان المصري الذي نشر بعنوان "فضة الإسكندرانية تعترف: سناء جميل سببت لي كارثة"، أن المشاهدين كانوا متعاطفين تعاطفًا شديدًا مع السفير أبو الغار، وفي أشد حالات السخط على فضة المعداوي الممثلة في شخصي.

أقسمت "محبات" أنه لا علاقة بالشخصية أو تربطها أي معرفة بالمسلسل وأحداثه دون أن يستمع إليها أحد، بل تطور الأمر لطلب يدها للزواج ، ومطالبتها البعض بإرسال كميات كبيرة من أنواع السمك امع الطلب بتخفيض لأنهم معجبون بشخصيتها.