محمود ربيعي يكتب: أصوات رمضان.. "شيخ المنشدين" النقشبندي
“مولاي إني ببابك قد بسطت يدي، من لي ألوذ به إلاك يا سندي” في أحد اللقاءات بحضور الرئيس السادات والموسيقار بليغ حمدي، والشيخ النقشبندي ، طلب الرئيس السادات أن يجتمع الاثنين في عمل واحد، وقد وافق الشيخ احتراما للرئيس، ولكن كان مستاء بشكل كبير، كيف له أن ينشد على ألحان بليغ، وهو في رأيه أن اللحن يجعل من الابتهال أقرب إلى كونه أغنية، وعليه حاول الشيخ الجليل الاعتذار ولكن لتدخل بعض الوسطاء اقتنع بأن يسمع اللحن ثم يقرر، وما إن سمع الشيخ اللحن إلا وتحول 180 درجة، لدرجة أنه وصف بليغ حمدي إنه “جن”، في هذا اللقاء الذي نتج عنه تلحين واحدة من أهم وأكثر الابتهالات شهرة في الوطن العربي “مولاي إني ببابك ” لواحد من أهم المنشدين عبر التاريخ إنه الشيخ سيد النقشبندي.
ونحن اليوم نستكمل سلسلة أصوات رمضان، وجدت أنه لا يصح أن نتذكر أصوات شهر رمضان إلا ونتحدث عن واحد من أهم هذه الأصوات التي ارتبطت معنا بهذا الشهر الكريم، وهو الشيخ سيد محمد النقشبندي، الذي ولد في شهر فبراير من عام 1920، في محافظة الدقهلية، ومنها انتقل إلى طهطا في صعيد مصر، وحفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره، وتعلم الإنشاد الديني من خلال حلقات الذكر للطريقة النقشبندية.
كانت محافظة طنطا نقطة تحول في تاريخ الشيخ الجليل، حيث استقر فيها منذ عام 1955 ومنها اشتهر وذاع صيته في محافظات ودول مختلفة، وفي أحد المرات كان الشيخ “النقشبندي” في مسجد الحسين والتقى بالصدفة بالإذاعي أحمد فرج، ومن ثم قام بتسجيل بعض الأدعية لأحد البرامج الإذاعية، ومن الإذاعة انتقل إلى التليفزيون.
قال عنه الدكتور مصطفى محمود: ” إنه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد” ولعل الكثير من الخبراء يشهدوا للمبتهل الكبير بإنه واحد من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني لما له من تمكن كبير في الانتقال بطبقات الصوت المختلفة ليترك لنا إرثا عظيما من الابتهالات والأناشيد التي نستمتع بها حتى الآن”.
توفي الشيخ النقشبندي في عام 1976، وقد كرمه بعد وفاته كل من الرئيس “السادات” والذي منحه وسام الدولة من الدرجة الأولى وكذلك كرمه الرئيس “مبارك” بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وكذلك كرمه كل من أحبه بأنهم مازالوا حتى الآن محبين مستمعين ومستمتعين بابتهالاته العظيمة.
للتواصل مع الكاتب اضغط هنا
نرشح لك: محمود ربيعي يكتب: أصوات رمضان.. “قيثارة السماء” الشيخ رفعت