هل سيُقام معرض موازِ للكتاب بسور الأزبكية؟ التجار يجيبون‎

ابتسام أبو الدهب

منذ عدة أيام، أعلن تجار سور الأزبكية للكتب اعتذارهم عن المشاركة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك لعدم اتفاقهم مع الهيئة المصرية العامة للكتاب على شروط المشاركة، ثم أعلن التجار إقامتهم لمعرض خاص بهم في سور الأزبكية بالعتبة، الأمر الذي أثار جدلًا وطرح تساؤلات عدة حول شكل المعرض الموازي وتوقيته وهل هو موازِ بالفعل أم هناك آراء أخرى للتجار.

قام “إعلام دوت أورج” بزيارة لسور الأزبكية، وتحدث مع التجار في محاولة للتوصل إلى إجابات للتساؤلات المطروحة سابقًا، وغيرها.

نرشح لك: سور الأزبكية.. بين مافيا تزوير الكتب ومحاولة إفشال معرض الكتاب

من جانبه قال الحاج هشام، صاحب إحدى المكتبات المتخصصة في بيع الكتب العلمية والأدبية والتاريخية القديمة، إن مشكلة سور الأزبكية منذ زمن بعيد، عند الاشتراك بالمعارض أو الذهاب إلى مكان معين أو التعامل مع جهة معينة، تكمن في عدم الاتحاد والاتفاق على شيء.

سبب عدم المشاركة باليوبيل الذهبي

أشار الحاج هشام، إلى أن الأزمة بدأت عندما فوجئ التجار باتحاد الناشرين المصريين يعلن أنه ممنوع دخول سور الأزبكية لمعرض الكتاب إلا عن طريقه، وقال “كيف ذلك ونحن نتعامل مع هيئة الكتاب بشكل مباشر باعتبارها الجهة المنظمة للمعرض الدولي، حيث نذهب للمقر وندفع قيمة الاشتراك والتأمين، ونتسلم وصل ورقي يفيد باشتراكنا في معرض الكتاب بأرض المعارض، أما موضوع اتحاد الناشرين هذا، فظهرت إشاعة أنهم سيتسلمون منا 750 جنيه للحصول على موافقتهم وختم الورق حتى نستطيع الاشتراك بعد ذلك في الهيئة”.

تابع الحاج هشام، بعد ذلك أقام الاتحاد اجتماع حضره حوالي 22 شخص منا، وأبلغهم أنه خفّض قيمة الختم إلى 250 جنيه، وتم وعد الحاضرين بتخفيض سعر المتر لمكتبات سور الأزبكية من 1500 جنيه إلى 1200 جنيه، ووعد باشتراك الجميع في معرض الكتاب، وأن من يريد حجز 9 أمتار أو 18 متر لا مشكلة في ذلك؛ ورغم ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع، فوجئنا بالضوابط المفروضة وهي منع عمل رفوف خاصة بالسور، بل سيتم الالتزام برفوف قاعة العرض، وهذا صعب للغاية لأن تلك الرفوف خفيفة لن تتحمل كل هذه المراجع العلمية والكتب الثقيلة، هذا فضلًا عن تقليل عدد كراتين الكتب المشاركة ومنع عرض الكتب خارج الرفوف والمكتبة بشكل عام، وهذا معرض يجب أن أعرض ما لدي كي يراه الجمهور.

أضّاف الحاج هشام، بعد أن دفعنا 250 أبلغنا الاتحاد أن هناك تعليمات جديدة، بأن يشارك من السور 33 مكتبة فقط، وتأكدنا من هيئة الكتاب التي أوضحت أن المكان لن يتسع لكل هذا العدد من المكتبات، وهذا بالغ الصعوبة لأن عدد المكتبات كبير يجب أن يشارك معظمها فكان يجب توفير مساحة كافية لنا، بعدها حاولنا أن نتوصل لحل وسط بأن يتم خفض السعر إلى 1000 جنيه، خاصة وأن سعر المتر لدور النشر 960 جنيهًا فقط، وأن يتم السماح لـ 70 مكتبة بالمشاركة، ولكن الهيئة رفضت الأمر وأكدت وجود أماكن لـ 33 مكتبة فقط، فقدمنا اعتذار وتم قبوله.

وعن فكرة معرض الأزبكية، يقول الحاج هاشم، إنه بنسبة كبيرة لن يتم إقامته، وذلك لعدة أسباب، أبرزها ضيق المكان، وصعوبة الحصول على موافقة من الحي لإقامة معرض، لأن ذلك يتطلب مكانا نفرد عليه الكتب ونعلق أسعار التخفيضات، ونحتاج إضاءات وغيرها من الأشياء، ولذلك إذا أردنا إقامة معرض فيجب أن نؤجر مكان واسع نقيمه فيه؛ وأعتقد قرار السور بإقامة المعرض هو مجرد رد فعل غاضب بعد أن تأكد عدم مشاركتنا في معرض القاهرة.

من جانبه قال شعبان، أحد التجار بالسور، إنهم لا يعارضون ولا يعادون معرض القاهرة الدولي للكتاب، ولكن التجار تقوم بتجميع الكتب طوال أيام العام ويجهزونها لتشارك في المعرض، وعندما تأكد عدم مشاركتهم هذا العام، جاء قرارهم بإقامة معرض في الأزبكية، لأن هناك من عليه ديون وهناك من يريد دفع تكاليف الكتب وغيرها من المصروفات ورواتب العاملين، كما أنه من الصعب ركن كل هذه الكتب في المخازن لأنها ستتعرض للتلف.

أضاف شعبان، أن المعرض سيبدأ من يوم 15 يناير وحتى 15 فبراير، وذلك لأن هذه الفترة هي إجازة نصف العام، فسيكون الناس قادرون على زيارة السور بسهولة.

شكل معرض الأزبكية

وعن شكل “معرض الأزبكية” يقول أنه لن يكون شيئًا غريبًا أو جديدًا، فشكل العرض كما هو، كل في مكتبته، ولكن الفارق هو التخفيضات التي ستكون على الكتب، والتي ستصل إلى 50% وأكثر.

وفي هذه النقطة يتفق معه مصطفى هاشم، صاحب مكتبة هاشم بسور الأزبكية، حيث قال إن المعرض سيكون من خلال عرض الكتب بالشكل الطبيعي ولن يكون هناك اختلاف في العرض، وتابع، حتى نعوض الخسائر التي ستحدث بعدم مشاركتنا  فكان يجب أن نجد حل بديل.

هل ستشارك دور نشر في معرض الأزبكية؟!

وكشف “هاشم” عن رغبة بعض دور النشر في الاشتراك بمعرض “الأزبكية”، مضيفًا أن أحد أعضاء اتحاد الناشرين المصريين تواصل معهم لتأجير أماكن في السور خلال فترة المعرض ليشارك فيه مجموعة من دور النشر الشهيرة، موضحًا أنه لم يتم الاتفاق على شيء حتى الآن، وإذا تم الاتفاق فيمكن أن تُستغل أماكن المكتبات التي تبيع كتب مزورة، ويتم تأجيرها لصالح دور النشر لمدة أسبوعين.

أضّاف “هاشم” أن السور يضم 133 مكتبة، هناك حوالي 6 أو 7 مكتبات منهم فقط تبيع كتب مزورة، ويمكن التخلص من هذه الظاهرة إذا جاءت المصنفات وصادرت هذه الكتب وتوقع غرامة على تلك المكتبات ومنع نشاطها تطبيقًا للقانون، مشيرًا إلى أنه في السنوات الأخيرة أغلقت أكثر من مكتبة بالفعل ومُنع مشاركتها في معرض القاهرة للكتاب، وهذا العام، أعتقد أنه لم يكن أحد سيضحي ويجازف ويشارك بكتب “مضروبة”، خاصة وأن إذا أغلق مكانه سيكون هناك عشرات المكتبات في قائمة الانتظار بدلًا منه، كما أن الهيئة تراقب الوضع جيدًا وكانت تضع كشك للمصنفات العام الماضي بجانب مكان السور في أرض المعارض، لمصادرة الكتب المزورة أول بأول، هذا فضلًا عن أننا كتجار سور الأزبكية كنا سنمنعهم من المشاركة من الأساس وكان سيتم اختيار 70 مكتبة تبيع الكتب الأصلية القديمة والمستعملة.

وعن الموعد فلم يتم الاتفاق عليه حتى الآن، ولكن في الغالب سيقام في شهر فبراير، وهذا الرأي السائد بين تجار السور، بحيث يتم اللحاق بجزء من إجازة منتصف العام، وفي نفس الوقت يكون معرض القاهرة للكتاب قد انتهى، حتى لا يحدث تضارب في التوقيت، وكي يتم الحفاظ أيضا على زبون المعرض الذي يحب اقتناء الكتب القديمة والمستعملة، واعتاد على وجود تخفيضات في فترة معرض القاهرة الدولي.

وعبّر مصطفى هاشم عن أمله أن يتم الانتهاء من القاعة الجديدة بمركز المؤتمرات في التجمع الخامس، العام المقبل، حتى يتسنى لسور الأزبكية أن يشارك في الدورة الـ 51 من المعرض، عام 2020.

الآراء متباينة، والغالب أن التجار لم يتفقوا على شيء محدد ونهائي حتى الآن، ولكن ما يتفقون عليه جميعهم أن قرارهم بإقامة معرض خاص بهم ليس عنادا في الهيئة العامة للكتاب، وليس تنافسا، إنما في الأساس حتى لا يهدروا تعب العام في تجميع الكتب التي كانت ستشارك في معرض  القاهرة الدولي للكتاب، وحتى لا تظل مركونة في مخازنهم. الأمر مازال مطروح للنقاش فيما بينهم، وهذا يجعلنا نتسائل هل سيقيم تجار سور الأزبكية معرض كتاب موازي حقا؟.

شاهد: رقص فيفي عبده ليلة رأس السنة