أحمد فرغلي رضوان يكتب: معارضة ليلة الامتحان!

الحال المزري الذي وصلت إليه الأحزاب السياسية في مصر ومعها القوى المعارضة في الأسابيع الأخيرة كحال الطالب الفاشل “ليلة الامتحان” والذي يريد أن يدخل الإمتحان وهو لا يفقه شيء عن المواد المقررة عليه هل كان لا يعرف الاخوة في الأحزاب أن هناك إنتخابات “رئاسية ” في عام 2018! وهو المعاد المقرر سلفًا وقبل أربع سنوات هل دعا هؤلاء خلال الأشهر الطويلة الماضية لمؤتمرات للتعبير عن رغبتهم في خوض المنافسة على انتخابات الرئاسة وترشيح أسماء تمثلهم؟! للأسف ما حدث من سجال سياسي في الأسابيع الأخيرة لا يليق بمصر ولم يُرضي الكثيرين سواء مؤيدين أو معارضين، بالتأكيد هناك من يشير بالرأي داخل إدارة الدولة ولكن الإخراج دائما “سيئا” لكثير من الأمور خاصة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية مع إنه هناك أسماء “هامة” أعرفها لها خبرة سياسية كبيرة داخل مؤسسة الرئاسة ولذلك كنت أتوقع أن يتم التعامل بشكل أفضل للمشهد السياسي الحالي.

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: رغدة متوحشة.. رامز يبحث عن رامز

صدمات الأحداث السياسية المتلاحقة لم يستوعبها عموم الشعب المصري وصلت مداها في رحلة البحث عن مرشح للدخول في اللحظات الأخيرة لمنافسة انتخابات الرئاسة، مرشح “مسكين” لا يملك حتى صوت زوجته!

لا يمكن أن ألقي اللوم كله على الدولة والنظام الحاكم لأنه في العالم كله مهما كانت السلطة “صارمة” نجد هناك أحزابا معارضة تقاوم وتعمل بدأب وصبر حتى تحقق مكاسبها لكن ما حدث من جمود في الحياة السياسية خلال الأربع سنوات الماضية من جانب الأحزاب والقوى المدنية سنجد أنهم هم السبب الرئيسي فيه فظلوا ينتظرون حتى الساعات الأخيرة وكأنهم تفاجئوا بوجود إنتخابات رئاسية! في الحقيقة لا توجد لدينا أحزاب سياسية تعمل في الشارع “بجد” مجرد عدد من المقرّات منتشرة هنا او هناك في محافظات مصر وكانت المعارضة أغلبها خلال العشر سنوات الأخيرة “فردية” متمثلة في شخص يظهر كل حين ينجح في لفت أنظار الناس بخطاب سياسي قوي مع إنه في العالم كله الاحزاب هي من تفرز قيادات سياسية من بينها ويتم تأهيلها لسنوات حتى تصبح قادرة على تولي مناصب قيادية في الدولة، هل يعقل إنه لا يوجد أكثر من حزب في مصر يكون قد أستعد خلال العام الماضي على الأقل وجهز أحد قياداته وبدأ جولات في محافظات مصر للمنافسة بشكل جدي! مع إنه رسميا يوجد في مصر أكثر من 100 حزبا! ولكن المصريين لا يعرفون أسماء أغلبها! وفشلوا في أن يكونوا محورًا أساسيًا في خلق التوازن في المشهد السياسي المصري، وكثير منها برامجها خالية من اي توجه سياسي وتركز على الأنشطة الاجتماعية.

والأمر ليس جديد فهي منذ سنوات طويلة وهي فاشلة في إعداد كوادر سياسية تملك القدرة على جذب الجمهور وتبني خطاب سياسي جماهيري ولذلك فهي دائما تلعب دور “الكومبارس” الصامت أحيانا والمتكلم في أحيانا أخرى في حال ما نجحت في عقد صفقات لدخول البرلمان للعب دور جديد ولذلك الأحزاب هي من بدأت في التخلي عن دورها الحقيقي منذ نحو 40 سنة وحتى يومنا الحالي هم من وافقوا على لعب دور الكومبارس.

مهما كانت قوة النظام الحاكم من الواجب على تلك الأحزاب او القوى المدنية المعارضة أنها كانت قد تحركت بالفعل بجدية خلال الفترة الماضية ولكن أن نرى أحد المعارضين المدنيين يقيم مؤتمر صحفي “يتخانق” فيه ويهاجم النظام ثم يعود إلى منزله يتعشى وينام! ويطالب الناس أن تجلس في المنزل وتقاطع الانتخابات مع انه جالس في المنزل منذ سنوات! هذه هي المعارضة!؟ كان الافضل ألا يخرج مثل هؤلاء في هذا التوقيت طالما لم يتحركوا بجرأة وجدية خلال الشهور الماضية.

للأسف الشأن السياسي الداخلي في عمومه في حالة سيئة من جميع الأطراف فالنظام عليه ضغوطًا كثيرة تجعله ربما رافض للتعامل مع أي قوى مدنية في الفترة الحالية وفي نفس الوقت الاحزاب والقوى المدنية تفتقد القدرة على تبني خطاب سياسي موحد للتعاون فيما بينها وبين النظام الحاكم.