كريم فرغلي يكتب: أوسكار؟.. ابقوا قابلوني

وصلنا للأوسكار.. أخيراااااا.. !! هكذا نردد في مثل هذه الفترة من كل سنة وسط “زقططة” تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي استعدادًا لاقتراب مشاهدة ممثلينا إلى جوار ألمع نجوم العالم في قاعة مسرح Dolby الذي يستضيف حفل توزيع الجوائز الشهيرة، لم لا أكون صريحا… صياغاتنا كصحفيين لخبر الترشح ساهم بفاعلية في حدوث اللبس.. إذ تظل العناوين تكرر: (الفيلم المصري المرشح للأوسكار) وليس المرشح لإرساله إلى الأوسكار..، لأن الترشيح في حقيقة الأمر هو من جانبنا نحن فقط.. حيث تتشكل لجنة مصرية تضم مجموعة من أبرز السينمائيين لتختار فيلمًا واحدًا يستحق من وجهة نظرها تمثيل مصر للمنافسة في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية إذ لا يعتبر الأوسكار مهرجانًا سينمائيًا كما يظن الكثيرون، ولكنه مسابقة محلية قاصرة على تقييم الأفلام الأمريكية فقط باستثناء فئة الفيلم الأجنبي الناطق بلغة غير إنجليزية التي تتنافس من خلالها سنويًا أكثر من 80 دولة بفيلم واحد لكل منها.. من جانبنا أرسلنا نعم.. فزنا أو حتى وصلنا للترشيحات النهائية.. لا.. قائمة طويلة ضمت منذ عام 58 مجموعة من أبرز أفلامنا.. باب الحديد، دعاء الكروان، أم العروسة، المومياء، أرض الأحلام، عمارة يعقوبيان، فتاة المصنع.. جميعها ترشيحاتنا نحن.. في حين ظلت ترشيحات الأكاديمية المانحة للجائزة في جانب آخر تمامًا..

هل هو جلد للذات؟… أم استبعادًا لأن يفعلها الشيخ جاكسون؟ بين الأمنية والتوقع مساحة.. هي تلك التي أتحرك داخلها الآن.. أمنيتي أن تحقق السينما المصرية تلك الخطوة المهمة التي تستحقها بكل المعايير العديد من أفلامها.. الكيت كات.. بين السما والأرض.. زوجة رجل مهم.. وربما شيخ جاكسون.. وربما هنا مبررها أنني لم أشاهد الفيلم حتى الآن و إن كنت أقدر أفلام عمرو سلامة خاصة أسماء وزي النهار ده رغم بعض الهنات.. إلا أن السؤال بقى في ذهني باتساع السينما المصرية بالكامل عن سبب إخفاقها في الوصول حتى لقائمة الترشيحات الأخيرة طوال تاريخها وهو مانجحت في تحقيقه 7 أفلام عربية منها “عمر” و”تمبوتكو” و”ذيب”، بل أن فيلم ” Z ” الفائز بالجائزة عام 69 منحها للسينما الجزائرية نسبة للإنتاج على الرغم من أن مخرج الفيلم costa gauras يوناني الجنسية.

 

في مهرجان “كان” أحد أعرق وأقيم المهرجانات السينمائية لم يكن الأمر أفضل كثيرًا.. تنافست بعض أفلامنا ضمن بعض أقسام المهرجان.. لكن أيضًا لم ينجح فيلم مصري واحد حتى الآن في اقتناص أحد جوائزه.. وظل الإنجاز المصري الوحيد هو تكريم يوسف شاهين عام 98 عن مجمل أعماله وليس عن فيلم المصير كما يظن الكثيرون..

منذ سنوات لفت نظري تصريح للمخرج المصري الكبير يسري نصر الله أكد من خلاله أن الدخول للأوسكار مغامرة باهظة الثمن تبدأ تكلفتها من 400 ألف دولار على الأقل وهي الميزانية اللازمة لتمويل حملات ترويج الفيلم بين أعضاء الأكاديمية المانحين لجائزة الأوسكار بنظام التصويت والبالغ عددهم أكثر من 6000 سينمائي في مختلف التخصصات، مؤكدًا أن المنتِج المصري يفضل صرف هذا المبلغ لإنتاج أفلام جديدة لا لدعم فيلم تم عرضه بالفعل حتى وإن كانت النتيجة هي احتمالية الفوز بالجائزة السينمائية العالمية الأشهر خاصة وأن المبلغ السابق ذكره يوازي حاليًا حوالي 7 مليون جنيه وهو ما يكفي لإنتاج فيلم جديد بميزانية معقولة، وهو ما أكده الناقد الكبير أمير العمري أيضًا بقوله أن المنتجين والموزعين الأجانب ينفقون مبالغ فلكية على الدعاية لأفلامهم لدى أعضاء الأكاديمية.

الأمر لن يفلح إذن بمجرد اختيار فيلم وإرساله.. كما أن الفيلم الأفضل لدينا كل عام من وجهة نظرنا ليس بالضرورة هو الأكثر توافقا مع الإطار الفكري المرحب به من قبل مانحي جوائز المسابقات و المهرجانات العالمية.. المسألة لها أكثر من جانب.. هل تذكرون صفر المونديال.. عندما حلمنا بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم واكتفينا بالحماس و جاذبية عمر الشريف وهو يلقي كلمته أمام رئيس الفيفا.. شخصيًا لازلت أتذكر أن تعليق اللجنة على الملف المصري كان: “غير جاد”.. هكذا باختصار.. قدموا لنا مشكورين كلمتين تختزل اكتفائنا بالرغبة والعاطفة في أمور تتطلب ماهو أكثر من ذلك بكثير..